والمسيح الرب ليس هو الأول في حياتك ولا تفكر فيه ولا تطلب منه شيئاً وليس له النصيب الأول أو أي ذكر لاسمه، ودائماً تلجأ للقديسين فقط، فأنت تكذب على نفسك لأن جميع القديسين من رأس واحد وهو رأس الجسد اي الكنيسة، الذي هو شخص الرب يسوع، فاصنع لك شركة مع الرأس وأنت يكون لك - بالضرورة - شركة حقيقية مع أعضاء الجسد الواحد، لأن النعمة تنسكب من الرأس على جميع الأعضاء.
فأن قلت أن لك شركة معه
لكنه غايب عن فكرك وذاكرتك وكل تفكيرك منحصر في الأشخاص حتى لو كانوا قديسين، فقد صرت حزن الكنيسة كله، لأننا كلنا نشترك في كأس الخلاص ونتناول من جسد الحياة، فأن نسيت المسيح الرب فلن ينفعك ذكر قديسين العالم كله مهما ما كانت مكانتهم وعظمتهم في نظرك، ولن يكون لك شركة معهم مهما ما أدعيت أنك تحبهم.
فيا إخوتي لا تعيشوا متغربين عن مسيح القيامة والحياة،
لأنه قال أن أحببنا أي شيء أو شخص أكثر منه فلن نستحقه، لأنه ينبغي أن يكون هو الأول والآخر في حياتنا لأنه رأس الجسد وليس عضواً فيه، فكيف نُقدم الأعضاء على الرأس ليكونوا أولاً؟
فانتبهوا لحياتكم وأحبوه من كل قلوبكم وعيشوا بوصاياه، وبالطبع ليس معنى الكلام أن نقطع شركتنا مع القديسين، لأن الشركة الحقيقية مع الله تجعلنا - بالضرورة وطبيعياً - لنا شركة مع بعضنا البعض ومع القديسين في النور، لا كغرباء ونُزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله.