|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طبيب السماء وفي شفاءاه ذهول و دواؤه لا هوية له
ثيابه من ثلج وبيته في الريح الليل ينام عنه، في سهر صلاته يصل إلى الحقل… صدى معوله يوقظ الفجر، وفوق كتفيه تمرّ الشمس… تعرف الأرض جبينه، وبفرح الثمر تمتصّ العرق… تعرض صدرها لِمعوله الهنيّ، وترتاح بين الأشجار، في ظلال العصافير… لو لها أن تورق وتثمر قبل الأوان، لما توانت… لا يَسمعُ صوت التعب. في يديه نشاط السماء….، وفي روحه رؤيا صاعدة… تتعب الصلاةُ من صلاته، وصمته يخجل منه الحفيف إلى المذبح هو مذبح ثان… وعذوبات الروح تناجي أعماق الله… بالماء قرأ سراجه، وبين يديه أضاء… وسادته من خشب الحقل، ونومه فوق فراش الشوك، وكالصباح تبتسم له الأحلام… هو بين العالم، ولكنه فوق العالم كان… ركعاته فوق طبق القصب، وسجْدته الطولى، كسحابة فوق صخرة، والصخرة في امتلاء النشوة مزج الطاعة بالعطاء، إلى الانسحاق… علّم الأرضَ كيف تصير سماء… ينأى عن كرمه وفوق كتفيه خيرات، يقدّمها كلها لسواه، لأن العطاء بعُرفه يكون حقيقياً، إذا كان للغير فقط للغير. حبّة عنبٍ واحدة لم يذق… طبيب السماء، وفي شفاءاته ذهول. دواؤه لا هوية له. يهرع بقلب محبّ، إلى جميع الناس، لا فرق. به الكلّ في واحد، والواحد في كلّ… يشفي ويمشي ويشفّ مع هديل الحمامات البيض، في ملكوت الله. له المطلق، والمسيحُ يعطيه من بسمته ورضاه، ملء القوة والقدرة… إذا التلميذ كان أميناً في الأرض حتى عنقه، فكيف في بيادر السماوات؟ غاب مع الشمس، وعاد مع الشمس… نور في نور، وفيض نقاء من نقاء. من عنّايا، المِسحُ، وزنار الحديد، ودوس الشوك، والألم، والدم، وابتهالات الذوبان الروحي، إلى الملكوت، ملكوت المجد والخلود والعظمة… عاش في أصغر بقعة من الأرض، وفي هذه البقعة، رسم الطريق الى خريطة العالم… عظيم هو، ونهر القداسة بين الأرض والسماء، بطل القديسين، من لبنان، القديس شربل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|