كانت الجياد الأوروبيّة قصيرةً ممتلئة الجسمِ قويّةَ البنيةِ، وكانت تحمل على ظهورها أحمالاً ثقيلة، أو تجرُّ عربات الجنودِ وسواها من العرباتِ، وكان أن تولّد من الجياد الأوروبية القصيرةِ الممتلئةِ القويّة والجيادِ العربيّة الأصيلة الرشيقة أمهارٌ سريعةٌ خفيفة قوية.
أحبّ ملوك أوربّا ونبلاؤها الجياد العربيّةَ الأصيلةَ، وكثيرون منهم أدخلوها ضمن ما يربّونه من خيول السّباق وخصّوها بعناية فائقة، تحمل خيول السّباق اليوم خصائص الأحصنة العربية، ويراعي في سلالاتها وتدْريبها زيادة قدرتها على السرعة وقوة الاحتمال، فالسّباقات اليوم وسيلة انتقاء وتأصيل.
وكثيرٌ من خُيولِ السركِ أيضاً عربيّة، فالجوادُ العربيُّ وديعٌ وذكيٌّ، ويسهل تعليمه الحيل البارعة، ففي ركوب الحصان العربي متعةٌ، فهي قادرة على أداءِ حركاتٍ صعبةٍ لا يقدر عليها غيرها من الخيول، وهي تكسب في العروض التي تقدّمها جوائز ثمينة.
واليوم لا تزال الخيول العربية الأصيلة تنتشر في مختلف أرجاء الدنيا، والناس حريصون على الحفاظِ على نقاء هذه الخيول وأصالَتها، و لا يزال الحصان العربي يحتفظ بالوداعةِ والقوّةِ والرّشاقة والسرعة التي تميز بها منذ آلاف السّنينَ، فلا عجبَ أن يظلّ مثار إعجاب فرسان ومبتغاهم.