|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
تاملات في شهر مار يوسف البتول
**************************** اليوم السادس عشر **************** تأمل في طاعة مار يوسف لأوامر الله ان القديس يوسف مارس كل الفضائل بدرجة سامية فيليق بالمكرمين له ان يتأملوا في بعض منها مدة هذا الشهر المبارك فلنتأمل الان في الفضيلة التي مارسها طول حياته فقادته في الطريق الامين . وهي فضيلة الطاعة المطلقة لأوامر الله . لئن كان القديس يوسف قد نال من الله السلطان على يسوع وعلى والدته.فمع ذلك لم يكن يسير الا طبقا لوامره تعالى وارشاداته الالهية . ان الانجيل المقدس لم يفض بوصف هذا القديس ولا اطلع الاجيال على ما كانت تحويه نفسه من كنوز النعم الفريدة . لكنه كلما دعت الحاجة الى ذكر اسمه اطرأ طاعته المثلى فن الاوامر التي كان يتناولها من العلي لم تكن صريحة وعلنية بل خفية في الحلم وفي اثناء النوم .زمع ذلك كان لها السامع المطيع ولم يكن يشك فيها او يحسبها اضاث احلام لا قيمة لها. ولم يكن ينتظر وحيآ صريحآ بل كان يعتقد ما يراه اتيآ من الله فيخضع له بكل سرعة دون شك ولا اعتراض ففي المحنة التي انتابته قبل معرفته سر التجسد . اي وقتما عزم على تخليه العذراء سرا بينما كان عازمآ على اجراء قصده المكين : اكتفا بالكلمات التي سمعها في الحلم وهي : يا يوسف بن داود لا تخف ان تاخذ مريم خطيبتك فان المولود منها من الروح القدس وانت ستسميه يسوع . لدى هذا النبأ امن يوسف وسجد واطاع وعدل عن عزمه بعد ايام خرج امر من اغسطينوس قيصر بان يكتتب جميع اهل مملكته . فيوسف ايضا استعد للسفر الى بيت لحم لانه كان من بيت داود ومن عشيرته ليكتتب هناك مع مريم لعمري لو وجد انئذ من يحق له ان يعفى من امر قيصر فذاك ولاريب مربي ابن الله اضف الى ذلك مشاق السفر من الناصرة الى بيت لحم سيما في قلب الشتاء اما يوسف فلم يرى في امر الملك سوى امر الله فلم يعيقه عن اتمامه عائق مهما صعب بل سافر الى بيت لحم مع مريم وهناك صار يفتش عن ملجا يلتجىء اليه مع خطيبته المزمعة ان تلد واذا اوصدت الابواب بوجهه ولم يلاقي سوى الجفاء حتى من عشيرته اضطر الى الالتجاء الى المغارة وهناك وجد مذود حقيرآ لأبن الله مخلص العالم ولكن هل تشكى يوسف من تلك الحالة ؟ كلا! بل سجد لأحكام الله وصبرا على كل الشدائد صامدآ هل انتهت هنالك محنة ؟ كلا هوذا ملاك الرب يظهر له ثانية في الحلم قائلا له : قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر وامكث هناك الى اشعار ثاني هل اعترض يوسف على الملاك او سأله ما هو السبب هذا السفر البعيد الشقة وما معنى هذه السرعة ؟ هل تردد محتجا بأخطار الطريق واتعابه؟ كلا ! بل قام وللحال واخذ يسوع ومريم وسار على طريق المنفى .يا لعمق احكام الله لو لا سرعة يوسف في امتثال اوامر السماء لذهب يسوع فريسة حسد هيرودس ولخسر الجنس البشري مخلصه فالفخر ليوسف اذ بطاعته العجيبة خلص مخلص العالم والشكر له على احسانه هذا العظيم عندا ذلك المنفى الشديد الوطأة ظهر الملاك ثانية في الحلم ليوسف وامره بالرجوع الى ارض اسرائيل قام يوسف في الحال كعادته اخذ الصبي وامه وعاد الى ارض اسرائيل لكن الى اي مدينة يدخل ؟ لا يعلم فعند وصوله حدود اليهودية وقف حائرآ وخائفآ من ان يعرض حياة الصبي الى خطر ثاني لعلمه بقساوة اركيلاوس الذي ملك مكان ابيه هيرودس ففطنته دلته على التريث وانتظار اوامر السماء فما عتم الرب ان استصوب عمله فأعلمه في الحلم ايضا ان يذهب الى الناصرة فكان كذلك وهكذا في كل ان ومكان كان يوسف رجل الطاعة بكل معناها فلنتعلم منه هذه الفضيلة السامية والضرورية لكل مسيحي ولنسأله ان يطلعنا على قيمتها العظمى عند الله وعند الناس وان يعيننا على اكتيابها خبر **** ان جميع القديسين احبوا طفولة يسوع وتاملوا في اسراها يحكى عن راهب متعبد للعذراء ولمار يوسف انه اعطى يوما لشابة من بنات العالم صورة الطفل يسوع راقدا على التبن وبيده صليب صغير فقالت الشابة للراهب ما تريد ان اصنع بهذه الصورة اما تعلم اني لا اعتقد بالصور ؟ فأجابها الراهب : ضعي هذه الصورة امامك فأمتثلت الشابة امر الراهب وبعد بضعة ايام اثرا فيها منظر الطفل البهي وانار عقلها فاعرفت انها ليست سالكة سلوم مسيحيآ فعادت الى الراهب واخبرته بالقلق الذي تشعر به باطنها فاجابها الراهب ان يسوع الطفل يريد ان تعودي اليه ثانية فبصليبه الصير يقرع باب قلبكي ولن يترك لكي راحة حتى ترجعي اليه ثم اشار اليها ان تلتجى الى مار يوسف مربي يسوع لكي يدلها على الطريق وعلى الوسائط فأخذت الشابة بمشورة الراهب وندبت مار يوسف بحرارة وايمان فنال لها نعمة التوبة فتركت العالم وترهبت في احد الاديار حيث قضت حياتها بالاعمال الصالحة وماتت ميتة قديسين اكرام ***** اقصد بأن تكون طائعآ لأهلك ولرؤسائك دون اعتراض ولا تذمر لا بالفكر ولا بالقول ولا بالفعل صلاة ****** يا مار يوسف شفيعي المحبوب اطلعني على فوائد فضيلة الطاعة المقدسة التي مارستها طول حياتك في اسما درجة لا تسمح بان ابقى دائما عبد ارادتي التي تقودني الى الهلاك الابدي فاني اقصد بمعونتك ان ابذل جهدي للحصول على هذه الفضيلة المقدسة التى لم ينزل ابن الله الى الارض الا لكي يعلمناها حتى بذلك انتصر على اعداء خلاصي وافوز بالسعادة الابدية امين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|