“الصوم في المسيحية يهدئ النفس، ينقي الفكر، يبعد الشياطين ويطردهم بعيداً ويقرّب الإنسان إلى الله”. احذر أن تصوم فقط عن اللحم وتعتقد أن هذا هو كل ما يُطلب منك، إن الصوم الحقيقي هو الامتناع عن كل رذيلة:” ابعدوا عن كل إثم”(أشعيا 58: 4).
هو مغفرة كل إساءة للقريب؛ هو ترك الديون للمحتاجين. إنك ربما لا تأكل لحماً ولكنك تنهش أخاك، إنك تمتنع عن شرب الخمر ولكنك لا تلجم الشهوات التي تلتهب في نفسك، إنك تنتظر حتى المساء لتأكل بعد الصيام، ولكنك لا تلبث كل النهار في المحاكم لأجل المخاصمة. إن الغضب هو سكر حقيقي في النفس لأنه يبلبلها.
ويتابع:” لست أعني بالصوم ترك الطعام الضروري لأن هذا يؤدي إلى الموت، ولكن أعني ترك المأكل الذي يجلب لنا اللذة ويسبب تمرد الجسد. إن الصوم الحقيقي هو سجن الرذائل وأعني ضبط اللسان وإمساك الغضب وقهر الشهوات الدنسة.
كما اتبع هذه الطريق القديسون، ونذكر منهم القديس جان ماري فيانيه (خوري آرس) شفيع الكهنة، الذي اعتمد على الصوم والصلاة لطرد الشيطان:” سأقهرك، أيها الشيطان الخطّاف، بنعمته تعالى”.