|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا الصوم الكبير ومتى وضعته الكنيسة؟
لم يكن الصوم الكبير جزءا من ليتورجية الكنيسة في سنواتها الأولى، فتطور هذا الزمن كما الممارسات المرتبطة به مع الوقت. لكن سرعان ما لاحظت الكنيسة الحاجة لفترة تحضير نهائيّة لأولئك الذين يتبعون التعليم المسيحي ويريدون الحصول على المعموديّة ليلة الفصح. في الكنيسة الأولى، كان أغلب المهتدين راشدين وكان يتوجب عليهم لكي يتعمدوا ان يخضعوا لفترة تحضير مكثفة. وكان الأمر يتطلب في بعض الأحيان سنوات طويلة قبل أن يحصل المُتدرب على سر العماد إذ كانت الكنيسة تريد التأكد من ما إذا كان الشخص جاهزاً على المستوى الروحي لهذا التغيير الكامل في حياته. وبعد فترة طويلة في تعلم الإيمان االمسيحي، كانت تُدرج أسماء المتدربين بين أسماء “أصحاب الكفاءة” أي أولئك الساعين الى المعموديّة. وكانت تسبق المعموديّة فترة تحضير أخيرة وكان تحضيراً ثلاثياً: تعليمي، زهدي وروحي. وكان الجانب الثاني قاسٍ جداً يتضمن بطبيعة الحال الصلاة والصوم كما وكان يُتوقع من “أصحاب الكفاءة” الالتزام بالصمت بأكبر قدر ممكن… والتوبة. وتماهياً مع هذه الفترة، أرست الكنيسة مرحلة مماثلة في الطقس الخاص بتعريف الراشدين الى المسيحيّة وهو “فترة تنقيّة وتمييز” حيث يتم التركيز بشكل مكثف على الحياة الروحيّة تحضيراً للأسرار. ولذلك أصبح الصوم الكبير فترة تحضير روحي وارتبط بعدد من الممارسات التكفيريّة لحث المتدرب على الابتعاد عن حياة الخطيئة واعتناق الحياة الجديدة وهي حياة يسوع المسيح، وأصبح بالتالي فترة ليتحضر خلالها كلّ المؤمنين لعيد الفصح. ولا يزال الصوم الكبير يتميّز بطابعه المنقي حتى اليوم وحتى ولو لم يكن الشخص يتحضر للمعموديّة عشيّة الفصح، يغوص خلاله المؤمنون في عمق قلوبهم للتأمل ما إذا كانوا جاهزين حقاً لعيش مسيحيتهم بشكل كامل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|