قصة نشأة "فنادق الحب" فى اليابان

[Mary Naeem]

قصة نشأة "فنادق الحب" فى اليابان

هل سمعت من قبل عن فنادق لممارسة الحب؟، نعم، إنها موجودة فى اليابان، وهى فنادق مخصصة لاصطحاب العشاق والرفقاء، وامتدت لتشمل المتزوجين.

فنادق الحب، تعتبر ظاهرة فريدة من نوعها لا توجد إلا فى اليابان، وتتميز هذه الفنادق بأنها فخمة المنظر، ويوجد داخل غرفها سرير ضخم قابع وسط إضاءة مريبة وغامضة، بالإضافة إلى مستلزمات البالغين، مثل كراسى التدليك، والجاكوزى وما إلى ذلك من وسائل الاسترخاء وحتى أجهزة الألعاب، وكانت تسمى فى بادئ الأمر بفنادق الاصطحاب.

وأهم ما يميز هذه الفنادق أيضا، بأن أسعارها فى متناول الجميع، ولعل هذا ما يجذب أنظار الأجانب المهتمين باليابان بوصفها بلد العجائب، فهذه الأماكن المليئة بالسحر تجذب السائحين الشباب من الأجانب.

وترجع نشأة هذه الفنادق، إلى البيوت التي تواجدت فيها النسوة اللواتى يقمن باصطياد الزبائن، ثم تطورت إلى فنادق يذهب إليها العشاق، واستخدم هذه الفنادق كل من بائعات الهوى، وحتى الزوجات الحقيقيات.

وتتميز هذه الفنادق، بأنها تتيح فرصة الإقامة فيها لمدة ساعات قليلة، وبأسعار زهيدة فى متناول الجميع، كما أن ظروف السكن في اليابان، زاد من انتشار هذه الفنادق، حيث كانت المساكن فى الماضى تقوم على تعدد الاستخدامات لغرف قليلة. فكانت ذات الغرف تستخدم للمعيشة فى النهار وغرفة طعام في وقت تناول الوجبات، وغرفة للنوم بالمساء، ما يعنى أن وجود الأطفال ومعيشة الزوجين مع والديهم، لم يوفر لهم المكان الذى من الممكن أن يختليا فيه ببعضهما، ولذا لم يكن من الغريب أن لجأ حتى الأزواج لفنادق الاصطحاب لممارسة الحب.

فندق “ِأكاساكا شانتي” في حي ميناتوكو في طوكيو

وانتشرت تسمية "فنادق الحب" عندما تم تحسين مستوى فنادق الاصطحاب، فى أواخر ستينات وسبعينات القرن الماضي، وهو عصر النمو الاقتصادي الكبير في اليابان، ما أدى إلى تحويل هذه الفنادق من منازل وبيوت صغيرة، إلى مبانى ضخمة اتخذت فى تصميمها النمط الغربي.

أبرز تلك الأمثلة، فندق ميجورو إنبرا، الذي تم إفتتاحه بجوار نهر ميجورو في منطقة ميجورو بطوكيو عام 1973، وسرعان ما أصبح هذا المبنى الغريب على شكل قلعة غربية قديمة حديث الساعة.

ميجورو إنبرا ” صاحب الريادة بين فنادق الحب التي إتخذت شكل القلاع

ونظراً لأن الهدف من الاستخدام هو ممارسة الحب فقط، فلم يكن من الممكن الدعاية له بشكل واضح الدلالة عن المكان، لذلك فإن الاهتمام بجاذبية المظهر الخارجى كان بدوره أحد وسائل الإعلان عن المكان وطبيعة عمله.

وفى الوقت الحالى، تطورت غرف الفنادق وتنوعت فى ديكورها لتصبح أكثر من مجرد غرف فندقية، فحوت على سرائر كهربائية، وقبب سماوية، ومراجيح، فملأت الغرف بجو غير مألوف.

وبالتزامن مع التعديل الجديد لقانون الإدارة السوقية فى اليابان، أصبحت فنادق الحب خاضعة لقوانين أكثر صرامة، ويكون الهدف الأكبر منها فى الغالب، استرخاء كبار السن، استخدامها كأماكن مريحة خاصة، فنادق لاستقبال الأجانب.