هل حجم الحيتان متعلق بالطعام؟ حسنا، مع تراجع الأنهار الجليدية، تم إطلاق العناصر الغذائية في المحيطات على طول السواحل، وعلى نفس المنوال، أدت التغيرات في درجات الحرارة إلى تيارات جديدة أدت إلى زيادة العناصر الغذائية من أعماق المحيطات، وأصبحت المحيطات تعادل بوفيه كامل رائع حقا من الطعام بالنسبة للحيتان، ولكن هذا البوفيه كان محلي جدا، وهذا يعني أن هناك كانت توجد فترات طويلة في المحيطات لا توجد أي بوفيهات من الطعام على الإطلاق، واعتمادا على مكان وجود الحيتان يمكن أن يوفر المحيط بيئة غنية بالأطعمة أو بيئة مجاعة.
كانت النتيجة أن فرائس الحيتان من الأسماك الصغيرة والقشريات كانت مركزة بشكل أكبر من ذي قبل، مما تطورت الطريقة التي تتغذى بها الحيتان وذلك بفتح أفواهها على نطاق واسع وامتصاص الطعام بكميات كبيرة من المياه ثم تصفية الطعام الفعلي الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، ومع ذلك، فقد كان يعني أيضا أنها بحاجة إلى المزيد من الطعام من أجل البقاء على قيد الحياة بتلك الامتدادات من الفرائس المحدودة، ولذلك تحتاج الحيتان إلى جسم أكبر لتقليل معدلات الأيض وخفض كمية الطاقة في السباحة لمسافات طويلة مع القدرة على تناول كميات كبيرة من الطعام.
التحولات التي حدثت خلال عصر البليوسين ربما ساهمت جميعها في زيادة حجم الحيتان، كما أن ذلك يعني أن الحيتان الأصغر كانت تكافح من أجل البقاء في هذا العالم الجديد للمحيطات، ومع كمية الطاقة التي تستخدمها الحيتان في التنقل تلتهم الحيتان كل ما يقابلها في طريقها، ويعترف الباحثون بأن هناك عوامل أخرى ربما لعبت دورا في حجم الحيتان، وأن دراستهم هي دراسة فرضية وليست إجابة نهائية لأن سجل الحفريات من ذلك الوقت لم يكتمل كما يشاء.