نحن نعرف أن الثعابين قادرة على الضرب برأسها في غمضة عين فريستها أو أعدائها من أجل اللدغ، ولكن في الواقع، الثعابين يضربون أسرع بكثير من ذلك، وتستغرق العين البشرية حوالي 202 مللي من الثانية لإكمال طرفة العين، ومن ناحية أخرى، تستطيع الثعابين أن تضرب وتصل إلى هدفها في غضون 50 إلى 90 مللي من الثانية، والضرب سريع للغاية لدرجة أنه إذا حاول البشر أن يسرع أقل من ربع سرعة الثعابين، فسوف يغمى عليه، وفي حين أن الثعابين السامة مثل الأفعى الجرسية والكوبرا تشتهر بكونها مهاجمة سريعة، فقد أظهرت دراسة حديثة أن الثعابين غير السامة سريعة أو أسرع من الثعابين السامة.
لم يكن هناك الكثير من الأبحاث التي أجريت على سرعات ضربات الثعابين، وترك الأنواع غير السامة في البرد، ولذلك، في دراسة عام 2016 التي شملت ثعبان الفئران غير السام، اكتشف الباحثون أنه على الرغم من أن الأفاعي السامة مشهورة بضرباتها السريعة مثل البرق، إلا أن الثعابين غير السامة تتحرك وتضرب بسرعة تعمى البصر، وقد وجد الباحثون أن التسارع في جميع أنواع الثعابين كان مرتفعا بشكل مثير للإعجاب، وكانوا مشابهين للقياسات التي قام باحثون آخرون بصنعها من ضربات الثعابين على الفرائس الفعلية.
عندما قام الباحث الرئيسي في الدراسة ديفيد بيننغ وزملاؤه بمقارنة سرعات الضرب في ثلاثة أنواع من الثعابين، وجدوا أن نوعا واحدا من الثعابين الغير سامة على الأقل كان بنفس سرعة الثعابين السامة، وتشير النتائج إلى أن حاجة الثعابين للسرعة قد تكون أكثر على نطاق واسع من التفكير، مما يثير أسئلة حول تطور الثعبان وعلم وظائف الأعضاء، ومن المنطقي أن الثعابين الغير سامة يجب أن تكون بالسرعة الكافية للقبض على وجبة سريعة مثل الطيور أو الفئران، ولذلك يجب أن تكون بنفس سرعة نظرائها السام.