كتب : قسم الفن
لم يكن قرار الاعتزال يخطر على بالها خاصة أنها كانت قد حققت نجاحا هائلا فى مسرحية ريا وسكينة، لكن شادية فاجأت الجميع بقرار اعتزال الفن عقب وفاة شقيقها طاهر القائم على أعمالها وكانت صدمة كبيرة لها ولم تتحمل أن تكمل المشوار دون رفيق أعمالها. حزنت على فراقه بشكل كبير وحاول الكثير من المنتجين والمخرجين إقناعها بالعدول عن قرار الاعتزال لكنها رفضت، ووافقت فقط على تقديم أغنية دينية «جه حبيبى»، وقتها قالت إنه غير لائق أن تظهر بشعرها فارتدت الحجاب، ولم تخلعه من يومها وانطوت على نفسها داخل شقتها بشارع مراد أمام حديقة الحيوان. ولم يمر وقت طويل حتى توفيت والدتها وتضاعف حزنها وقررت تشديد عزلتها فى المنزل لدرجة أنها لم تكن ترد على التليفون. ووقتها تعرفت شادية على الشيخ محمد متولى الشعراوى الذى أقنعها بارتداء الحجاب، وبدأ يعلمها أمورا كثيرة فى الدين، وكانت تذهب إليه لإعطائها الدرس الدينى كل أسبوع، وفى هذه الفترة بدأت قراءة كتب السنة والشريعة والفقه ثم أدت العمرة والحج. ظلت شادية لفترات طويلة لا تغادر المنزل وجاءت عليها فترة كانت تشاهد أفلامها بطريقة تكنيكية لدرجة أن من حولها كان يقول إنها تدرس أعمالها، فكانت تشاهد الفيلم أكثر من مرة لتدرس طريقة التصوير والإخراج والمونتاج. وظن المقربون إليها أنها ستعيد تجربة الإنتاج لكن الحقيقة أنها كانت تتوقع أن تجرى معها لقاءات صحفية، وقررت أن تكون جاهزة للرد على أى سؤال. وكان هروبها من النجومية هو الابتعاد عن الناس وعدم رؤيتهم بأى شكل حتى يظل الجمهور يتذكر ملامحها القديمة ولا تتغير الصورة بالرتوش القاسية التى وضعها الزمن على وجهها. ولأنها كانت خائفة من رد فعل الجمهور، كانت تقول إن «أكبر غلطة تقع فيها المطربة أن تتصور أن عجلة الزمن لن تتوقف وأن أذواق الناس لن تتطور، وأنا أعرف أنه سيأتى يوم أترك فيه مكانى على المسرح لأنتقل إلى مقاعد المتفرجين. ولذلك فالمطربة الذكية هى التى تعرف بالضبط اللحظة التى تنسحب فيها من المسرح مرفوعة الرأس قبل أن يودعها الناس». عفاف الشقيقة الأكبر لشادية هى سبب وصولها للنجومية..
المصدر : الوطن