|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي الوضعيّة الجسدية المُثلى للصلاة؟
يبدو من الغريب التفكير في الطريقة المُثلى للوضعية الجسدية التي يجب اعتمادها خلال الصلاة. ولكنها مسألة مهمة. في الواقع، إن الطريقة التي نصلي بها هي سمة أساسية لأية صلاة. ويؤمن الكاثوليك بشدة بأنّ ما نقوم به في جسدنا له تأثير مباشر على روحنا. وتحرك هذه الصلة بين الروح والجسد، حواسنا الخمس في الصلاة (البصر والسمع والتذوق واللمس والشم)، ما يساعد في ارتفاع روحنا إلى الله. ويؤكّد تعليم الكنيسة الكاثوليكية، الحقيقة الأساس ويعلمنا أنّ الصلاة تشمل كل وجودنا: “مهما تكن لغة الصلاة (حركات أو كلمات)، فالإنسان كله هو الذي يصلي”. (CEC 2562) وكنتيجة لهذه الوحدة بين الجسد والروح، تحتوي عقيدة الكنيسة على العديد من العلامات المرئية التي تشرك حواسنا الجسدية. وبحسب تعليم الكنيسة الكاثوليكية: “في حياة البشر، تشكل العلامات والرموز حيزا لافتا. فالإنسان، بوصفه كائنا جسديا وروحيا، يعبر عن الحقائق الروحية ويدركها عبر علامات ورموز مادية. وبوصفه كائنا اجتماعيا يحتاج إلى علامات ورموز تواصلية، عبر اللغة والحركات والأعمال وهذا الأمر مماثل أيضا في علاقته بالله”.(CEC 1146) غالبا ما يعتبر السجود في الإنجيل كطريقة للتوسل وعبادة الله. ومن الشائع في العهد الجديد أن نسجد بعد تلاوة فعل الإيمان. “فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا، فوجده وقال له: “أتؤمن بابن الله؟ “أجاب ذاك وقال: “من هو يا سيد لأؤمن به؟ “فقال له يسوع: “قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو!” فقال: “أؤمن يا سيد!”. وسجد له” (يو 9: 35-38). في أجزاء أخرى، كقصص الشفاء، كان المرء يسجد كعلامة على التوسل والدعاء للشفاء. وفي العهد القديم، ركع سليمان أمام مذبح الرب أثناء الصلاة، “فَجَزَاءً لِذلِكَ أَقُولُ كَمَا لأَوْلاَدِي: كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُتَّسِعِينَ!” (2كو 6، 13). ويقول الكاردينال جوزيف راتزينغر (البابا بندكتس في ما بعد): “عندما يسجد المرء، ينحني، ولكنه ينظر في عينيه إلى الأعلى، نحو الذي يقف أمامه”. والوقوف طريقة شائعة للصلاة أيضا، نجدها في العهدين القديم والجديد. وهي دلالة على “انتصارنا” على الأعداء. وتعني أيضا أننا في حالة استعداد. وثمة العديد من الفسيفساء التي تمثل المسيحيين الأوائل وهم يقفون للصلاة، منتظرين المجيء الثاني للمسيح. أما الجلوس للصلاة فهي طريقة حديثة العهد نسبيا، نجدها في القداس خلال القراءات والعظة. وفي هذه الحال يكون الجلوس دلالة على التأمل والتلقي. وهي وضعية ملائمة للإصغاء إلى كلمة الرب. إذاً الصلاة بروحنا كما بجسدنا هي سمفونية رائعة من الثناء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|