للدكتور عادل حليم
أنا شابة في الخامسة والعشرين، حينما أخطيء إلى شخص وأعتذر وينتهي الموقف، فإنني أظل اشعر بتأنيب الضمير، وألوم نفسي كثيراً، ولا أستطيع أن أتخلص من شعوري بالذنب، وهذا يؤثر علي علاقتي بالأخرين، فقد أصبحت أتعامل مع الناس بنوع من الحذر الشديد خوفاً من الخطأ الذي يؤدي بي إلى ألم الضمير ..كيف أتخلص من هذه المشاعر الؤلمة ؟!
واضح أنكِ شخصية تتمتع بحساسية شديدة تميل أن تفعل الصواب الكامل، وتستبعد علي نفسها الخطأ، فمتي اخطأتِ خطأ عادياً – مثلما يحدث معنا جميعا بشكل يومي – فإنك تشعرين بأنة خطأ فادح رغم أنه غالبا خطأ عادي .. والمقصود بالخطأ العادي أن أي علاقة بين شخصين لابد وأنها تتعرض لاختلافات وجهات النظر، فلا يوجد اثنان علي ظهر هذه الأرض متفقان في كل شيء، ولا يمكن أن تتطابق تماماً آراء شخصين مهما كانا متفاهمين، ومهما عرف بعضهما البعض فترة زمنية كافية ؟
وهذه – أختي العزيزة – بعض الأفكار التي ربما تساعدكِ علي التخلص من الشعور بالذنب المبالغ فيه ...
1– إذا تعاملتِ مع الناس بحذر شديد خوفاً من الخطأ، فهذا الحذر الشديد سوف يقودكِ حتماً إلى الخطأ الذي تخافين من الوقوع فيه، مما يدفعكِ إلى الحزن الشديد علي خطأكِ في وقت كنتِ تتوقعين ألا تخطئيء ..
2–عليكِ بتقدير الحجم الطبيعي للخطأ .. واضح أنكِ تنظرين إلى الأخطاء العادية وكأنها أخطاء قاتلة، وهذه المبالغة في حجم الخطأ تؤدي بكِ إلى شدة الشعور بالذنب ..
3– يجب أن تلاحظي أن الإنسان مخلوق يتعلم من أخطائه، وأنه بدون أخطاء لن يكتسب أية خبرات في الحياة، وأن الأخطاء لازمة لتكوين شخصية ناضجة، فالأخطاء إذن، مفيدة لبناء الشخصية ومضاعفة الخبرة بقدر ما يسعي الفرد لتصحيحها..
4– لا تفكري كثيراً في تفاصيل الخطأ بعد إتمامه، ولكن حاولي أن تتجاوزي الخطأ، واغفري لنفسك، تماماً مثلما يغفر الله لنا كل يوم، ولولا غفران الله لنا لهلكنا جميعاً .. فلا تحزني علي أخطائك حزناً مفرطاَ لأن الحزن المفرط يقود إلى اليأس: " لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة، وأما حزن العالم فينشئ موتا " (2كورنثوس7: 10) .. اغفري لنفسك أختي العزيزة .. الرب معكِ.
15 - 05 - 2012, 08:10 AM
العرض المتطور