|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير…” إنجيل القدّيس لوقا ١٢ / ٣٢ – ٣٤ قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت. بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم. التأمل: “لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير…” بالامس سمعتك واليوم أسمعك وغداً سأسمعك تهدىء من روعي، من خوفي، فأنت تعلم أن قطيعك الصغير وسط الذئاب يسير، على ضفاف الموت يسير، على حدود المستحيل يسير… من هم معشر الذئاب ينظرون الى قطيعك كحملان للذبح ليس أكثر… ينزعجون من صلاتنا لأننا نحملهم فيها وهم أعداؤنا، نقدمهم إليك على مذابحنا في الكنائس والاديار… يغضبون منّا لأننا خدّام الانسانية جمعاء دون تمييز… ينتقمون منّا لأننا لا نحمل سيفاً ونذبح الأبرياء مثلهم باسم الله… يستغربون الهدوء والسلام والموسيقى والورود ورائحة البخور الطيبة في كنائسنا… فهم اعتادوا الصراخ والتهديد والوعيد ورائحة الموت في عبادته!!! ينتقمون من الذي نذر نفسه خادماً بتولا فقيراً مطيعاً يجاهد ليل نهارٍ ليكسب نعمة الطهارة والقداسة والترقي بدل الكذب والتدجيل والمتاجرة بالله واستغلال الناس بأرزاقهم وأجسادهم وأرواحهم… سمعت آلاف المرات كلمات الحياة، كلماتك المعزية، وآخر ما سمعته على لسانك :”لا تخف..” لذلك لن أخاف إجرامهم بل سأقدم نفسي راضياً وطائعاً على مثالك سيدي وربي وأنت تردد:”أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون..” ستموتون بحقدكم وكفركم وجهلكم وسيحيا كل شهيد بغفرانه وبطولة شهادته.. تستطيعون القتل وتعذيب الأبرياء بسبب ما تربيتم عليه من حقدٍ ونبذٍ وجهلٍ وتكفير وهم يصلون رافعين إياكم والكثيرين من أمثالكم بصلاتهم مرددين كلام الرب في الإنجيل:“وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات. فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين” (متى ٥ / ٤٤ – ٤٥) ألا تعلمون أن شهادة الحب حتى الموت ستكون بذار قداسة وتوبة الملايين؟ ألا تعلمون أن حلم كل كاهن وكل رسول وانا منهم أن يموت شهيداً على مذبح الرب؟ ألا تعلمون أن الكنيسة تأسست ونمت واجتاحت العالم لأنها تغذت من دماء الشهداء؟ ألا تعلمون أن كل منا كما الكثيرين قبلنا هو شهيد المحبة التي لا تموت أبداً؟ أما أنتم فإلى أين؟ إلى متى؟ ألا تشبعون من الدماء ومن قتل الأبرياء؟ سمع تلاميذ يسوع كلامه وأعادوا السيف الى غمده وحملوا الصليب، لن يكونوا مثلكم ولن يخافوا منكم ولا من أمثالكم ولا شيء يبعدهم عن محبة الرب في المسيح يسوع… لربما سمعتم شهداء الحب يقولون :”مَن ذا الذي يَفصِلُني عن حُبِّكَ، مَن ذا الذي يُبعِدُني عن دَربِكَ، ألسَيفُ؟ لا…أَم شِدَّة؟ لا…أَم خَطَر؟ لا،لا حَياة، لا مَمَات، لا بَشَر…” فاذا سمعتم كذلك فلا تقسوا قلوبكم… بل توبوا وآمنوا بالبشارة. آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ |
الوَيلُ لكم أَيُّها الفِرِّيسِيُّونَ |
فقالَ لهم: أَيُّها المُراؤون |
ما أشدَّها قوة قيامتك! |
لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير |