|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة… إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! إنجيل القدّيس لوقا ١٠ / ٣٨ – ٤٢ فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا. وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ. أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!». فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا». التأمل: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة… إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد!” سأل شاب شيخاً حكيماً عن سر السعادة. فطلب الشيخ الحكيم من الشاب أن يتنزه في القصر ويعود إليه بعد ساعتين، آمراً إياه أن يحمل بيده ملعقة فيها نقطتي زيتٍ، قائلاً له:” ضع الملعقة في يدك أثناء تنزهك في القصر وانتبه ألا يقع منك الزيت!!”. أخذ الشاب يصعد وينزل بحذرٍ شديد أدراج القصر، وعيناه شاخصتان في ملعقة الزيت. وبعد ساعتين حضر أمام الشيخ الحكيم، الذي سأله: ” هل شاهدت المفروشات المطرزة الموجودة في غرفة الطعام؟ هل شاهدت الحديقة التي استغرق إنجازها عشر سنوات؟ هل لاحظت الجلود الجميلة في مكتبتي؟ “.. اعترف الشاب المشوش أنه لم يشاهد أي شيء من هذا.. “عد إذاً واكتشف روائع قصري، طلب منه الشيخ الحكيم. لأنه لا يمكن الاعتماد على رجلٍ لا يعرف البيت الذي يعيش فيه..” بثقة أكبر،أخذ الشاب الملعقة وعاد يتنزه في القصر، منتبهاً هذه المرة الى كل الأعمال الفنية المعلقة على الحيطان والسقوف. شاهد الحدائق، والجبال المحيطة بها، الزهور والورود، الدقة المفرطة في وضع التحف واللوحات الفنية في أماكنها المناسبة. عاد وأخبر الشيخ كل ما شاهده بالتفصيل.. سأله الشيخ بعد أن استمع إليه:” لكن أين نقطتي الزيت اللتين أمنتك عليهما؟ نظر الشاب الى الملعقة ليكتشف أنها قد انسكبت!! فقال له حكيم الحكماء، لديّ نصيحة واحدة لك: سر السعادة يكمن في أن تكتشف عجائب الدنيا دون أن تهمل نقطتي الزيت في الملعقة!!! وقف الراعي الشاب مبهوراً دون أن يتكلم. متأملاً بحكمة الملك العظيمة، وقد فهم أن الراعي يستطيع السفر واكتشاف العالم دون أن يهمل القطيع…(L’Alchimiste,Paulo Coelho.page 60.1988) هل يمكن لمرتا ومريم أن تمشيا معاً على دروب الحياة؟ هذا هو التحدي الكبير لإنسان اليوم. وهنا يكمن سر السعادة.. أعطنا يا رب أن نختار النصيب الأفضل وأعطنا أن نعيش روعة الحياة دون أن نهمل روعة وجودك. آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|