|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل شعرت في وقت أنك كسفينة كسرتها أمواج بحر الحياة التي قاومْتها مراراً وتكراراً؟؟ هل شعرت في وقت آخر بالعجز أمام بحر الحياة الهائج بأمواج ظروفه وإحباطاته ، ورأيت نفسك مثل القشّة التي تخبطها الأمواج وتدفعها؟؟ تُرى هل من مفرّ للتعامل مع كل هذا؟؟ كثيرا ما نخطئ في التعامل مع بحر الحياة، ففي بعض المرّات نحاول قهر جبروت البحر بقوتنا وصلابتنا ، فنقف في وجه الموج، ونواجه الظروف والإحباط، وأننا قادرون عليها وعلى التعامل معها بقوتنا. ونرى أنفسنا آلهة قادرة على السيطرة على كل موجة من أمواجه، ونكثر من إصدار الأحكام على من وما حولنا، ونتمرّد على كل موجة، ونكثر الكلام والاستياء وإلقاء اللوم على الظروف والبشر الخ... ولكن سرعان ما نهوي إلى العمق غارقين في لجّة العجز والإحباط. وهنا يتحول بنا الأمر إلى حالة من الاستسلام بلا مقاومة تحرّكنا الريح وتدفعنا ، تمتلئ رئتانا من عبارات اليأس وصغر النفس "ما يحدث فليحدث ... لقد حاولت كثيراً ولكن ما المنفعة"، "البحر أقوى مني وأنا مثل قشّة صغيرة لا تستطيع المقاومة"، "هل خلقنا الله في هذه الحياة ليعذبنا؟؟" ... "الحياة لا يمكن أن تُعاش" أنا أكره الجميع لا أريد أحد من حولي"، "لا أحد جدير بالثقة"...... بعضنا يستمر في هذا الاستسلام السلبي، والبعض الآخر يبدأ في جمع قواه مرة أخرى -بعد تفريغ شحنة الغضب والإحباط من بحر الحياة - ونبدأ في التمرّد والمقاومة من جديد،. وهلمّ جرّا في دائرة مغلقة من التمرّد والاستسلام. عزيزي الإنسان، إذا أردت أن تحيا في بحر هذه الحياة، عليك أن تتدرب لتكون سبّاحاً ماهراً. من يسبح لا يقف في وجه المياه ليقاومها فتكسره ولا يستسلم لها فتغرقه. السبّاح الماهر يسلّم للمياه -ولا يستسلم لها- فتحمله، يتدرب على تحريك جسده فلا يكون عائقاً لنجاته بل مساعداً. عليك ان تقرّ بثلاثة أمور: الأول: يتعلق بنظرتك للحياة، إنّ بحر الحياة عتّي قادر على كسرك فلا تقاومه معتمداً على قواك ومهاراتك وخبراتك، وأنك قادر أن تدير حياتك بطريقتك، فمن الممكن أن ينقلب عليك في لحظة فيقلب كل خططك وتوقعاتك، فتنكسر وتسقط ويكون سقوطك عظيماً. والأمر الثاني: يتعلق بنظرتك لنفسك، أنّك صغير جداً ولست إلهاً، ولا تستطيع السيطرة على بحر الحياة، قِرّ بعجزك أمام نفسك مذكّرأ إياها بأنك غير قادر على إدارتها، إقرارك بعجزك يجعلك تتكلم عنه بسهولة سواء في صلاتك او مشاركاتك، فلا تخجل منه فهو جزء من تكوينك، ولا تفتخر به لتتسول تعاطف من حولك، عليك أن تقرّ فقط بوجوده وتقبّل هذا الوجود. الأمر الثالث: أنه يوجد إله خالق، قادر أن يسندك ويرفعك ويعبر بك إلى برّ الأمان، ولكن إلى أمانه هو وليس أمانك أنت. ففي كثير من المرّات -إذا كنت أخذت قرار التسليم (تعلّم السباحة) - ستجده يُخرجك خارج دوائر أمانك ليصل بك إلى الأمان الحقيقي النابع من داخلك. فيكسر اعتمادك على أشخاص وأمور شتى. فتصبح أكثر استقراراً من الداخل رغم ارتفاع أمواج بحر الحياة من حولك. قِرّ بعجزك وتوقّف عن محاولاتك للسيطرة، وثق في الله وصلاحه، وتدرّب على السباحة فليس كل من ينزل إلى البحر يدعى سبّاحاً. مُبَارَكٌ الرَّبُّ صَخْرَتِي، الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ وَأَصَابِعِي الْحَرْبَ. (مز١٤٤ : ١) |
16 - 05 - 2018, 10:00 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سلم ولا تستسلم
قِرّ بعجزك وتوقّف عن محاولاتك للسيطرة، وثق في الله وصلاحه، وتدرّب على السباحة فليس كل من ينزل إلى البحر يدعى سبّاحاً
صح يا قمر ربنا يباركك حببتي |
||||
16 - 05 - 2018, 07:39 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: سلم ولا تستسلم
ميرسى على مرورك الغالى |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا تستسلم.. |
لا تستسلم .. |
لا تستسلم |
لا تستسلم |
لا تستسلم |