هل حقًا تحت القبة شيخ؟ حكاية المثل الشهير
الأمثال الشعبية جزء لا يتجزأ من النسيج المصري، يستخدمه المصريين في جميع الأحداث والمواقف التي يمروا بها سواء كانت مفرحة أو محزنة، ليكون أبسط وأسهل تعبير عما يحدث لهم.
ولكل مثل شعبي حكاية وقصة لها أصول ترتبط بمواقف مر بها أشخاص في زمن بعيد، لكنها لازالت تسري على ألسنتنا حتى هذا الوقت، ولذلك سوف نحكي لكم اليوم عن قصة مثل من أشهر الأمثال الشعبية المصرية وهو "فاكر تحت القبة شيخ":
يعود أصل المثل إلى أخوان كان لديهما حمار يعتمدان عليه في كل أعمالهم، ينقل لهم البضائع وينقلهم هما أيضا إلى أي مكان، ومن كثرة الحمولة على الحمار أطلقوا عليه اسم "أبو الصبر".
وفي إحدى الرحلات مرض منهم الحمار ومات، فقرروا دفنه بصورة لائقة وحفروا حفرة ودفنوه بها وأحاطوها بصفوف من الطوب، وجلس بجانبه يبكيان حزنًا عليه.
ولاحظ كل من يمر بجانبهم تأثيرهم وبكائهم، ليقرروا
مشاركتهما في الحدث والتبرع لهم وقراءة الفاتحة للشيخ "أبو الصبر"، ثم بدء الرجلان في بناء حجرة فوق قبر الحمار، وجاء الناس يتبركون ويقرأون الفاتحة للشيخ الجليل، وأصبح "أبو الصبر" ملاذ للعانس والعاقر والمريض والفقر وكل من يتوسل لطلب حاجة.
ثم تحول المدفن إلى مصدر رزق للصاحبي الحمار بسبب التبرعات التي يتركها الناس في صندوق بالمكان، إلا أن نشب خلاف بين رجلان حول تقسيم المبلغ العائد من المدفن، فغضب أحدهما على الآخر وقال له "أنت فاكر تحت القبة شيخ.. ده إحنا دافنينه سوا" وهذا يوضح ارتباط المثاليين الشهيرين ببعض.