القوة الغاشمة تدك حصون «أهل الشر»
تواصل القوات المسلحة عملياتها العسكرية في سيناء على مدار الساعة دون توقف، وخطة «العملية الشاملة سيناء 2018» التي وُضعت للقوات المنفذة تشمل تخطيطًا دقيقًا بناء على معلومات محكمة جمعتها المصادر المختلفة، سواء الأجهزة السيادية أو أجهزة الاستطلاع، فضلا عن التعاون التام مع أهالي سيناء الذين يسطرون أروع الصفحات في دعم القوات المسلحة، وتوفير كل المعلومات المتاحة بهدف تطهير الأرض من براثن الإرهابيين.
وخلال العمليات التي تنفذها القوات في سيناء، سواء كانت "حق الشهيد"، أو "نسر"، أو الحالية "سيناء 2018" العملية الشاملة، يظهر دائما مصطلح البؤر الإرهابية، حيث تعلن القوات المسلحة يوميا تدمير عشرات البؤر والأوكار الإرهابية في سيناء.
استهداف البؤر
وكشفت مصادر مسئولة لـ"فيتو" أن البؤر التي تم القضاء عليها هي بؤر إرهابية تختلف عن البؤر الإجرامية التي تعلن عنها بيانات وزارة الداخلية، ويتمثل الاختلاف في نواحي العقيدة والفكرة والطبيعة الجغرافية، والبؤر الإرهابية -التي تعلن أخبار تدميرها يوميا- هي لعناصر إرهابية موجهة من الدول والجماعات التي تدعم الإرهاب وتدربه وتموله وتوفر له الغطاء الإعلامي، وتتمركز في طبيعة ديموغرافية مختلفة وبعيدة عن النطاق السكني وكل وكر أو بؤرة تشمل الاحتياجات المعيشية والتسليح والأموال وكل ما يحتاجه الإرهابي للإفساد في الأرض.
البؤرة الحصينة
وأضافت المصادر أن هذه البؤر تحتاج إلى أسلحة خاصة للتعامل معها، كالطائرات والمدافع، مشيرا إلى أن هناك بؤرًا حصينة أعدت لها القوات المسلحة جيدًا منذ فترة، وتم تدريب القوات بإتقان على التنفيذ بكل دقة، وأن القوات لن تخرج من سيناء إلا بعد تصفية جميع البؤر.
وتابعت: «إن إجمالي الأوكار والبؤر التي استُهْدِفت وصل إلى 713 ملجأ، حتى الآن».
تطور الإرهاب
وكشفت أن هذه البؤر كان بداخلها كميات كبيرة من المواد المخدرة، وأجهزة اتصال لاسلكية، وكميات من مواد الإعاشة الخاصة بالعناصر الإرهابية، والاحتياجات الإدارية والطبية والأسلحة والذخائر والألغام والمواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة، وتضمن أحد الأوكار مركزًا إعلاميًّا تستخدمه العناصر التكفيرية.
وأشارت المصادر إلى أن المركز الإعلامي الذي تم ضبطه احتوى على «أفلام مصورة لكل العمليات التي نفذها التنظيم الإرهابي، وبيانات الأسلحة التي يستخدمونها في عملياتهم الإرهابية، ومواد فيلمية للتدريبات التي تتلقاها عناصر التنظيم، وفيديوهات لعمليات، وتصوير لكل قوات الجيش والشرطة، قبل استهدافهم في الأكمنة».
تجمعات خطيرة
من جانبه، قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن البؤر الإرهابية هي أماكن تجمع عناصر من الإرهابيين بأسلحتهم وأجهزة اتصالهم، وتنطلق من هذه البؤر لكي تنفذ عملياتها وتعود لها مرة أخرى.
وأوضح سالم أن استخدام المدافع في تلك العملية كانت بهدف تدمير أماكن محصنة يسكنها إرهابيون يواجهون القوات، وحتمية القضاء عليهم، ولو كانت تلك الأماكن أكبر مساحة لتم ضربها بالطائرات، أما الموجودون داخل المدن فيتم التعامل معهم بالقناصة، حفاظا على المدنيين لأن حياتهم هي الأهم.
دقة المعلومات
وقال: «إن عدد الإرهابيين يقل يوميا، وذلك نتيجة التدريب الجيد وصحة المعلومات التي توصلت لها القوات، مع أن أعدادهم ليست كبيرة، ولكنهم يحاولون إثارة القلق بين الناس فقط، والإرهابيون الذين تم ضبطهم يتم التحقيق معهم من قبل لجان التحقيقات، وفى حالة سلامة موقفهم يتم الإفراج عنهم»، مشيرا إلى أن أي مكان يتم تطهيره من العناصر الإرهابية، ستترك فيه قوات للسيطرة الكاملة على الأوضاع، حتى تكون المناطق كاملة تحت سيطرة القوات المسلحة، والقضاء على جميع العناصر الإرهابية.
الاحتياجات اللوجستية
وأكد اللواء أركان حرب مهندس عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن البؤرة الإرهابية مقر لتمركز مجموعة من الإرهابيين، ومعهم كافة الاحتياجات اللوجستية، ومعهم أسلحة وذخائر ومفرقعات لاستخدامها، وهي منتشرة في أماكن يصعب الوصول إليها كالكهوف، مثلما وجدت في جبل الحلال، ورغم ذلك تم القضاء عليها خلال العملية العسكرية الجارية في سيناء.
وأشار العمدة إلى أنه قبل القضاء على هذه البؤر تجرى عمليات التتبع والتدقيق لها ارتباطا بمعلومات، ويتم الحصول عليها بمساعدة الأهالي والمواطنين، أو من خلال المقبوض عليهم، وعقب تحديد أماكنهم يتم الرصد من قبل وسائل عديدة من إمكانيات القوات المسلحة، وبالتالي رصد الحركة من خروج ودخول ومبيت يؤكد أن هذه المنطقة بؤرة، وذلك يتضح من أعمال التتبع.
المتورطون في العمليات
وأضاف أن أماكن البؤر دائما تكون خارج التجمعات السكنية، ويتم التعامل معها من خلال المدفعية أو الطائرات، موضحا أن القوات الجوية في ثانى بيان للعملية الشاملة ذكرت أنه تم رصد 66 بؤرة إرهابية في أقل من 24 ساعة، وذلك نتيجة المعلومات الدقيقة للقوات، وهذه البؤر كانت تضم عناصر إرهابية ضالعة في تنفيذ بعض العمليات داخل الدولة، وكانت تعمل على دعم تنفيذ بعض المحاولات في الداخل، وتتمركز هذه البؤر داخل عشش وأوكار مناطق مستترة تستغل الكهوف والوديان التي يصعب السير فيها والوصول إليها.
وأوضح العمدة أن سبب استخدام المدفعية، هو أن العملية الشاملة تستخدم قدرات كافة الأسلحة، وتم استخدامها لوجود أهداف تتطلب قدرة قتالية تستخدمها المدفعية، ونوعية ذخيرة معينة.
البعد الإنساني
وأشار إلى أن عدد المضبوطين حتى الآن تقريبا 1212 مشتبها فيه ومطلوبا أمنيا، إلى جانب 63 تكفيريًّا تم ضبطهم، وأن استخدام القوة الغاشمة يكون ضد من يوجه السلاح ضد القوات المسلحة، والقوات تتعامل ببعد إنسانى، وتراعى حقوق الإنسان في كل تحرك، وتعاملها يكون ضمن إستراتيجية ثابتة للحفاظ على الأمن القومى.
هذا الخبر منقول من : موقع فيتو