كان يرى الأب شربل في الليل وكان يوصيه بالصلاة دائما
من الشفاءات المسجلة في دير عنايا، حضور السيدة حبيبه، زوجة الخواجة طنوس يوسف العلم من جرد بشري وأقرّت بعد القسم بالله العظيم أنها تقول الحق ومعها ابنها حنا الكسيح وقالت: “إنّ ولدي حنا هذا مرض بحمى التيفوئيد بعمر تسعة أشهر وكان أنها سقطت على لسانه فانربط، وعلى أذنيه فصمّتا، وعلى يديه فَشُلَّتا، وعلى رجليه فيبِسَتا. ولمّا بلغ عمر المشي بدأ يمشي على يديه ورجليه نظير السلحفاة بصورة تثير شعور الناس. وكنّا نخاطبه بالإشارة نظير الخرسان، وكان منظره يذيب قلبي وقلب والده. ولمّا سمعنا بأخبار رجل الله الأب شربل، جئت به إلى زيارة هذا الضريح المقدس منذ أسبوعين فلم يستفد. وبعد رجوعنا، كان يقوم ويزحف ليلاً ويقرع الباب ويقول بلغة مبهمة: “خذيني إلى القديس شربل”. هنا سألنا الولد فأجاب بأنه كان يرى الأب شربل في الليل وكان يوصيه بالصلاة دائما.
عدت به إلى دير مار مارون – عنايا، زرنا أولاً القديس ودخل ولدي مدبدباً على يديه ورجليه، مسحت بلاطة الضريح ثمّ مسحت ولدي بأثارها ودهنته بالزيت والماء المباركين وسقيناه منهما أيضًا، وبقي الولد يصلي. وعند الساعة الثالثة، انتصب على قدميه واستعاد نطقه وسمعه واشتدّت مفاصله وبدأ يرقص من الفرح والغبطة وأصبح الكلام سهلاً على لسانه وها هوذا بين يديكم فانظروا أنه قد خُلق خلقة جديدة وغدا كأنه لم يُصب بأذى وأني أنسب هذا الشفاء العجيب إلى رجل الله الأب شربل. وممّا أذكره ولا أنساه، أننا أقمنا لرجل الله صورة في البيت ولم نأخذ بخوراً. وفي اللّيل، دخل زوجي إلى البيت فاشتمّ رائحة بخور ذكية فسألني: “هل بخّرتم الصورة؟” فقلت لا. فقال: “إنّ الأب شربل ينبهنا إلى البخور”.