|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا مكاريوس الثالث بعدد شهر أغسطس من عام 1947 كتب الأستاذ نظير جيد البابا شنودة الثالث البطريرك 117 - وكان يبلغ فى ذلك الوقت 24 عامًا- افتتاحية عدد مجلة مدارس الأحد تحت عنوان البطريرك الحزين، وذلك فى ذكرى رحيل البابا مكاريوس الثالث 1944 1945 البطريرك 114، الذى رحل فى 31 أغسطس 1945 بعد أن جلس على الكرسى المرقسى 18 شهرًا فقط. فكتب يقول: كانت فترة ضئيلة من الزمن ولكنها كانت مشحونة بالألم، وكان هو المتألم والحزين، إذ اتسمت فترة اعتلائه الكرسى البطريركى بالكثير من المشاكل. فى وقت البابا مكاريوس كان مستوى التعليم فى الكنيسة ضعيفًا جدًا، لكن البابا مكاريوس كان من أبرز رجال الإكليروس المتعلمين، إذ كان مدرسًا للغات القبطية والإنجليزية والفرنسية، كما اشتهر بموهبته منذ الصغر فى رسم جميع فنون الزخرفة القبطية، خاصة الصلبان القبطية، التى توضع بالكنائس بجميع أشكالها، وأصدر 3 مجلدات فى هذا المجال. وأذكر أنه فى إحدى جلساتى الخاصة مع البابا شنودة الثالث تطرق حديثنا إلى البابا مكاريوس الثالث، قال لى: أود أن أهديك النسخة التى أحتفظ بها من رسم الصلبان القبطية التى قام بها البابا مكاريوس، وأرجو أن أجدها. البابا مكاريوس الثالث كان مطرانًا نشطًا بأسيوط لمدة 47 عامًا، وكانت له اتجاهات إصلاحية، حيث قدم برنامجًا للإصلاح الكنسى ورفعه للبابا كيرلس الخامس، البطريرك 112، كما عقد أول مؤتمر قبطى فى أسيوط عام 1910. لكن بعد نياحة البابا يؤانس، البطريرك 113، حرضه البعض -بالمخالفة لقوانين الكنيسة- بضرورة الترشح للبطريركية، اقتداءً بما فعله سلفه الراحل، وللأسف - فى لحظة شهوة لكرسى البطريركية- استمع للصوت المخالف للكنيسة، حتى إنه حدث خلاف بينه وبين صديقه الحميم، الأستاذ حبيب باشا المصرى، الذى كان يحمل فى قلبه حُبًا خالصًا للكنيسة، ما أدى إلى ابتعاد حبيب المصرى عن المشهد الكنسى، لكنه استمر فى المناداة بضرورة احترام قوانين الكنيسة، وعاش حبيب المصرى منبوذًا من زملائه، أعضاء المجلس الملى العام كعادة المتمسكين بالحق والمخلصين لكنيستهم والفاهمين لقوانينها ولوائحها وتاريخها. بعد أن تولى كرسى البطريركية فى فبراير 1944، أصدر وثيقة للإصلاح الكنسى تضمنت: إصلاح الأديرة وترقية رهبانها علميًا ومُحاسبة نظار الأديرة ورؤسائها، وتوحيد الأوقاف القبطية، وعمل سجل لأعضاء الكنيسة، وتكوين لجنة لمراجعة كتب الكنيسة، وتنظيم مسئوليات المجلس الملى، الذى كان ينازع المجمع المقدس فى اختصاصاته فى ذلك الوقت. اختلف البابا مكاريوس مع أعضاء المجلس الملى- بالرغم من أنهم كانوا مساندين له فى الترشح الخاطئ للبطريركية- بسبب لائحة 1938 للأحوال الشخصية، والتى توسعت فى أسباب الطلاق!! وفى يناير 1945 صدر قرار المجمع برئاسته برفض اللائحة قبل أن يرفع مذكرة لوزارة العدل لتغيير اللائحة. عندما ازدادت المشاكل مع المجلس الملى ترك الدار البطريركية وذهب إلى حلوان، حيث عاش فى داخل حديقة كنيسة السيدة العذراء!! وبينما هو مقيم هناك ذهب إليه حبيب المصرى ومعه زوجته لدعوته لمباركة إكليل ابنتهما ثريا حبيب المصرى بالكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية فى مساء الأحد 30 يوليو 1944. وفعلًا ذهب خصيصًا لصلاة الإكليل ورأس الصلاة ثم عاد مباشرة إلى حلوان. وفى عصر اليوم التالى توجه إليه حبيب المصرى وزوجته ليقدما له الشكر الواجب، وفى اللقاء انهمرت الدموع غزيرة على خدى البابا مكاريوس وقال لحبيب المصرى: يا ليتنى سمعت كلامك وبقيت فى مطرانيتى، لأنى لما كنت مطرانًا كان الله يستجيب لكل طلباتى مباشرة أو عن طريق شخص أو فى كلمة عابرة، ولكنه أدار لى ظهره من يوم ما دخلت البطريركية. وتعانق البابا الوقور وابنه الحبيب حبيب المصرى. عندما ازدادت المشاكل بالكنيسة أحس البابا مكاريوس -من منطلق ضميره النقى- بالندم على تركه إيبارشية أسيوط وتوليه البطريركية!! وأنه لم يكن مستحقًا للمنصب. وهنا تذكر مؤرخة الكنيسة القبطية الأستاذة إيريس حبيب المصرى، أنه قرر ترك البطريركية، وغادر إلى دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، ثم بعد فترة قرر الذهاب لدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر سيرًا على الأقدام. وصل دير الأنبا أنطونيوس دون علم الرهبان وتوجه فورًا إلى الكنيسة وسجد على ركبتيه وأخذ يبكى بكاءً مُرًا، ويقول بصوت عالٍ سمعه الجميع: أخطأت إذ صرت بطريركًا، لست أريد العودة إلى البطريركية، فلأصير كسيحًا أو أعمى، لا أريد العودة. لقد ندمت يا ربى. أليست من توبة للخاطئ!؟. أخذ كل الحاضرين يبكون ويتوجعون ويشاركونه أنينه، ثم انحنوا عليه ورفعوه من الأرض. وطلب فى وصيته أن يُدفن كراهب عادى لا كبطريرك، وكانت صلواته فى الكنيسة مصحوبة بالبكاء المستمر. وبعد فترة تدخل رئيس الوزراء، أحمد ماهر باشا، وأقنعه بالعودة مرة أخرى لكرسيه، لأن وجوده بالدير يؤثر تأثيرًا غير حميد فى سير الأمور بالكنيسة والوطن. وقد تولد شعور صادق لدى البابا مكاريوس بأن كل ما يحدث سببه عدم استحقاقه المنصب. وفعلًا عاد إلى كرسيه، وفى 31 أغسطس 1945 ودعته الكنيسة فى احتفال جنائزى مهيب. لم يهنأ فى فترة بابويته القصيرة بأى راحة، إذ كان فكر مخالفته لقوانين الكنيسة يطارده، لأنه كان إنسانًا ذا ضمير، لكن بعد فوات الأوان، فهو عندما قبل البطريركية لم يعد مخلصًا فى رعاية شعب أسيوط، إذ ظلت الإيبارشية بدون مدبر يهتم بها، وأحس أن الآلام تعتصره من الداخل بسبب ما يحدث لشعبه وبداخل الكنيسة من انقسامات وتوترات. ومن له أذنان للسمع فليسمع، وما أشبه الليلة بالبارحة!!. |
06 - 12 - 2017, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: البابا مكاريوس الثالث
ميرسى على السيرة العطرة |
||||
07 - 12 - 2017, 01:10 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا مكاريوس الثالث
شكرا على المرور |
||||
20 - 06 - 2018, 08:33 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: البابا مكاريوس الثالث
انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم شكراً للسيرة العطرة والطرح الرائع ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
البابا مكاريوس الثالث | القوي |
البابا مكاريوس الثالث | الهادئ |
البابا مكاريوس الثالث (25 مسرى) |
البابا مكاريوس الثالث |
قداسة البابا مكاريوس الثالث البابا المائة والرابع عشر |