آخر كلمات قالها الشيخ لابنه فأنقذه من الموت
لولا هذه الرغبة التي قالها الشيخ محمد سلامة تركمان لابنه، لما كان اليوم موجودًا. تعوّد عمر على صلاة الجمعة بمسجد الروضة برفقة أبيه، إلا أنه بيوم الحادث المأساوي لم يذهب معه، وقام بالصلاة بمدينة العريش.
لم يكد خطيب الجمعة الماضية بالعريش من الانتهاء من خطبته الأولى، حتى جاء أحدهم ينكز عمر قائلًا "الروضة متحاصرة"، قام الشاب مُسرعًا "قعدنا برة، مكناش عارفين لسة حاجة"، ثُم علموا بوصول المصابين إلى مستشفى العريش العام "لقينا أمة لا إله إلا الله، كل العريش كانت هناك"، حتى تلك اللحظة لم يكن عمر يعرف شيئًا عن والده الشيخ، أعقب ذلك اتصال به "أبوك استشهد".
اتجه عمر لمسجد الروضة، وجد أبيه صريعًا بطلق ناري برأسه، يقول الشاب إن والده كان بالصفوف الأولى.
لا يسكن سلامة تركمان، البالغ من العمر 67، قرية الروضة، إلا أنه تعوّد على الصلاة هناك "صلاة العيد والمولد وأي مناسبة هناك"، فللشيخ أهل وأقارب، 70 كيلومتر ليست مسافة كبيرة بالنسبة للشيخ طالما معه عربيته "من وقت ما كبر وهو بيروح أي مشوار بيها".
لدى الشيخ تركمان 12 ولدا "كلهم متجوزين ما عدا اتنين"، ويعتبر عمر هو الأصغر من بين المتزوجين، يصف الشاب علاقته بوالده "أنا اللي كنت الدلوع"، وفيما كبر الشيخ كان عمر المسئول عن عمله كتاجر بقالة.
في 2015 غادر تركمان الشيخ زويد ونزح إلى العريش، هناك سكن هو وزوجته، وتزوج عمر بها، وفي يوم الجمعة الماضية، اتفق الشيخ مع ابنه على الغداء عنده "وترك أمي عندي"، وقبل الصلاة بدقائق اتصل به ليؤكد عليه موعدهم معًا، إلا أنه لم يحدث.
حينما رأى عمر جثمان والده زلزلت نفسه، لكنه شعر بأنه يتبسم، حد وصفه. في نفس يوم الحادث دُفن الشيخ بمدافن الأسرة بقرية مزار "جنب جده وأمه وأبوه"، حُزن كبير يشعر به عُمر، إلا أنه ارتاح قليلًا حينما رآه في الحلم أمس. يعلم عمر عِظم الحادث، ويُهوّن على نفسه قائلًا "كل واحد على أد حزنه، أنامات
لي أبويا وفيه ناس ماتت عندها عيلة كاملة".
هذا الخبر منقول من : مصراوى