منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 11 - 2017, 04:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,582

الشقاء في عالم الطوب


الشقاء في عالم الطوب



بأجساد أنهكها الشقاء، ويد خشنة أصابتها تشققات الزمن وحرارة الفرن الحارقة، وغطاء قماشى خفيف تحول إلى اللون الدموى بسبب رماد الطوب المحترق، تجد كلا من كبار السن والبراعم المتفتحة فى حالة شرود دائما، هائمين فى هموم لا يعرفها سوى ربهم. حكاياتهم تشعرك أن فوق الأرض أنينا مكتوما بسبب كثرة الهموم عليهم، وأصبح الجوع فى بعض الأحيان شعارا، وأضحى التعب وسيلة لا للحياة ولكن للعبور إلى بوابة الآخرة، لكن مع كل هذا لم ينكثوا رؤوسهم بل باتوا فى مصارعة مع الحياة. «إحنا اتكتب علينا الشقاء طول عمرنا» بهذه الكلمات أعرب عمال الطوب الأحمر بمنطقة أوسيم عن معاناتهم اليومية التى تبدأ بعد رفع أذان الفجر بساعات قليلة وتنتهى فى الثانية ظهرا، ولكن يظل تأثير العمل ملازمهم طوال اليوم دون راحة. مقاطع سينمائية متداخلة، ابتسامة رضا ومشاهد حزن ودموع مكبوتة مما فعلته الدنيا وما زالت تفعله معهم، تلك التى قطعت عنهم خيرها وعزها، ودفعوا صحتهم ثمنًا للبقاء. وعند تأملك المشهد الحيوى سرعان ما تتجه عيناك إلى الأطفال التى لم يتعدوا الثالثة عشرة من عمرهم، يجوبون فى منطقة العمل هنا وهناك، يضعون «الطوب» بالعربة ثم




يضعونها على أكتافهم ويتخذون طريقهم إلى المكان المراد وضع الطوب به، كى ينجزوا مهامهم بصدر رحب لمساعدة آبائهم التى فرضت عليهم تلك المهنة الشاقة. ولكن الغريب هنا وجود طلاب كلية «الطب» يعملون بالمصنع وغيرهم من الخريجين بسبب قسوة الظروف المعيشية المحيطة بهم، وذلك مقابل 70 جنيها فى اليوم الواحد، فبالرغم من منغصات الماضى ومكابرة الحاضر ومخاوف المستقبل، إلا أنهم آملون فى تغير مجرى حياتهم. ويحكى الحاج حمادة مراحل صناعة الطوب والتى تبدأ بخلط الطين مع قليل من روث المواشى بواسطة الماء، ويوضع المزيج فى قوالب خشبية، وتعقبها عملية النقل إلى «الطاحنة» ثم المكبس حتى تصل إلى عربات «الكارو» ليحملها العمال إلى المفارش كى تجف، لتنتهى المرحلة الأخيرة فى الفرن. نادى الشباب العاملون فى المصنع الجهات المعنية بسرعة التدخل واتخاذ القرارات الصحيحة التى من شأنها انتشالهم من دوامة المآسى اليومية التى يلقونها. سلسلة من المتاعب تشتد حلقاتها غلظة مع مرور الوقت بل ومع دقات عقارب الساعة أيضا، طوق خانق يحيط بالجميع، كلما حاولوا التخلص من ذلك الوحش لاحقهم الغلاء الذى تتهاوى أمامه «اليومية» التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لون صورة عامل يرص الطوب
أنت فى أرض الشقاء
ضريبة الطوب
آجر | الطوب
ملك ظالم ..... قاضى ظالم .... شعب ظالم والجريمة قبطى


الساعة الآن 02:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024