|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل جسد المسيح الرب يحتاج للفداء والخلاص،
وهل جسده مخلوق السؤال المطروح من البعض في بعض الميديا وعلى الفيس بوك عن هل جسد المسيح الرب يحتاج للفداء والخلاص، وهل جسده مخلوق فعلاً ولا دية عطية كانت من عند الآب أي أن له جسد سابق له وضع خاص نزل من السماء، وهل بكونه صار مثلنا في كل شيء لذلك نستطيع ان نقول أن هناك ميل من جهة الخطية موجود في الجسد وكان له حرية الاختيار بين ان يُخطئ أو لا يُخطئ، وهل المسيح أصيب بالمرض مثلنا.. عموماً سأجيب عن هذه الأسئلة باستفاضه في موضوع مستقل، أما الآن اضع اجابة سريعة في عجاله بدون الآيات، بل ساذكرها ضمناً وفي موضوع مستقل سأضع الإجابة كاملة بالآيات من العهد القديم ومن الأناجيل ورسالة العبرانيين. أولاً: يلزمنا أن نعرف أن الجسد في حد ذاته ليس فيه شيء مخلوق اسمه الخطية، أو يوجد فيه غرس للخطية، لأن الخطية عبارة عن حالة ظلمة مالكة على النفس، فالإنسان صار أعمى متخبطاً في طريقه، لذلك بكونه في انعزال عن النور فهو لا يرى لذلك يسير في الظلام، لأن المشكلة ليست في الخطية ذاتها، بل في حالة الظلمة التامة التي يسير فيها الإنسان حتى أنه لا يستطيع ان يُميز الأمور، لذلك يتخبط حتى لو لم يفعل الخطية التي هي ضد الوصية، فالمشكلة الأساسية هي في حالة الظلمة المالكة على الإنسان، لكن في المسيح الرب حالة منفردة لأنه هو بذاته النور لا يوجد فيه شبه ظلمة حتى، فأن كان هو النور فهو مبدد الظلام، فهذه الحالة تنطبق علينا احنا فقط وليس على المسيح النور الحقيقي الذي اتى ليُنير كل إنسان يأتي إليه، لأن هو نور الحياة وقد أعلن ذلك في إنجيل يوحنا.______ الإجابة بشكل مختصر ________ ثانياً: المسيح الرب (الله اللوغوس ابن الله الحي) أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، ووجد في الهيئة كإنسان مشابهاً لنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، حمل ضعفاتنا وآلامنا وخطايانا في جسده (لذلك قال الرسول على أن المسيح أتى في شبه جسد الخطية، وليس في جسد الخطية، بل في شبه، لأنه سيحمل الخطايا في جسده الخاص ليبطل فعل موتها الأبدي)، اي أنه حمل ضعف الجسد، يعني هو في ذاته مش ضعيف لكن يحمل ضعف جسدنا، لذلك عاش في ضعف آلام الجسد وليس الخطية إطلاقاً، فحينما نقرأ لكتب الآباء ونجدهم بيتكلموا عن الضعف، فهم يتكلمون عن ضعف الجسد من جهة انه جاع وعطش وتعب وأخيراً مات عن ضعف، اي مات بسبب آلام الصليب، بمعنى أنه أتخذ جسد الإنسان القابل للموت لكي يستطيع ان يموت، لأنه أن اتى في ملء مجده وكمال ألوهيته، كيف يموت الذي كله حياة ولا يوجد فيه شبه موت، فلا بد من ان يتخذ جسد إنساني قابل للموت، لكي يتمم فيه الخلاص والفداء حتى كل من يؤمن ويتناول من جسده ودمه ينال قوة هذا الخلاص في حياته الداخليه ويتحد بمن هو القيامة والحياة، لأنه يعطينا جسده الممجد بقيامته، لكي يعطينا شركة حياته. ثالثاً: المسيح الرب أتى رئيس كهنة بلا خطية، ليقدم نفسه بنفسه، عن حياة العالم كذبيحة كفارة، فهو رئيس كهنة عظيم، وهو نفسه الذبيحة الطاهرة التي بلا خطية إطلاقاً، ولا حتى تقبل الخطية بأي حال ولا شكل، لأن الرب لم ولن يوجد فيه اي ميول نحو أي شبه خطية أو ظلمه (لأن الخطية هي حالة ظلمة تدخل فيها النفس)، لذلك فهي لا تعمل فيه ولا تمسه داخلياً لكي يكون عنده أي إراده لرفضها أو قبولها، لأن الخطية حينما تعرض علينا كبشر واقعين تحت ضعف الخطية، فبكون لها مكان فينا (أي تُساكننا أو قوة ظُلمة متسلطة علينا) فهي تُغرينا وتشدنا نحوها، ونحن مخيرين ما بين أن نُطيع أو نقاوم ولا نطيع... لكن الرب يسوع ليس عنده هذا الأمر إطلاقاً، علشان كده لا يصح في الفكر اللاهوتي الصحيح أن يقال أنه اخذ جسد قابل للخطية، ولا حتى يقال أنه مُخير ما بين أنه يقبلها ويُطيعها أو يرفضها ولا يُطيعها، لأن الرسول يعقوب بيقول: ولكن كل واحد يُجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته (يعقوب 1: 14)، فالمسيح الرب لم يوجد عنده أي نوع من أنواع الميول للشهوة لكي يتعرض لحرب الخطية من الداخل مثلنا، أو يقف في صراع ما بين قبولها ورفضها.أما من جهة التجربة على الجبل لم يحاربه الشيطان من الداخل، بل من الخارج فقط، وبكونه مش قادر يفهم طبيعته الإلهية وهو يعي أنه يقترب من شخصية عظيمة لم يرى مثلها حاول أن يحاربه بكلام الكتاب المقدس نفسه ولم يغريه بالخطية مثلنا لأنه لم يجد شيء يجعله يقدم إثاره لتهيج شهوة أو إثارة حالة من الميل الباطل، وبالرغم من التجربة والمحاولة فأنه لم يجد ما يؤثر في داخله حتى يطيعه أو يخضع له، لأن كل عمل المسيح الرب أن يقدم الطاعة التامة (للآب) بالإخلاء. كما أيضاً لا يصح ان نقول أن المسيح الرب اتخذ جسد قابل للمرض، لأن المرض حالة من حالة فساد الجسد واضمحلاله، وهو أتى في الأساس لكي يهزم فساد الجسد، وقد هزم المرض ولاشاه عند الناس فلو كان هو نفسه مريض لكان لا يصلح ان يكون حمل الله الذي بلا عيب حاملاً خطية العالم، لأن حتى في طقس العهد القديم من جهة الذبائح لا بد أن تُقدم الذبيحة بلا عيب، أي أن لا تكون مريضة او مكسورة أو بها اي عيب لتصلح في التقدمة كذبيحة كاملة مقدمه عن صاحبها ومُعطيها. فاللبس الحادث في هذه المشكلة أن الناس عايزة توضح أن المرض مش لازم يكون سببه خطية، مع ان الضعف الإنساني سببه السقوط، والمرض عامل من عوامل الفساد، والرب نفسه لم يمس جسده اي عامل من عوامل الفساد، لذلك لم يمرض ولم يكن المرض عامل من عوامل آلامه ولا حتى موته، ولذلك (لأن جسده بلا فساد) فلم يفسد بوجوده في القبر حينما مات على عود الصليب ودفن، لأن لو الجسد قابل للمرض أو لأي عامل من عوامل الفساد ما كان مكث في القبر ثلاثة أيام دون أن يفسد.عموماً - باختصار - لكي نفهم الأمر ببساطة، يلزمنا أن نعي أن المسيح الرب أتخذ جسد بشريتنا المخلوق (لأنه لم يحضر جسد من السماء بل تجسد وتأنس من الروح القدس والعذراء القديسة مريم، بمعنى انه اتخذ جسد طبيعي مخلوق من عذراء) ليتمم قوة الخلاص في جسده من أجلنا، فهو في الأساس لا يحتاج لا أن يموت ولا أن يقوم ولا حتى يُمجد، لأن هو الله الحي الذي لا يحتاج لا لحياة ولا لقيامة ولا لمجد، بل نحن الذين نحتاج، لذلك فكل ما تتمه في الجسد (الإنساني الطبيعي الذي اتخذه من العذراء القديسة مريم) بسبب احتياجنا احنا وليس من اجل حاجة عنده، فكل ما صنعه في الجسد هو لأجلنا نحن وليس لأجله في شيء. |
23 - 09 - 2017, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: هل جسد المسيح الرب يحتاج للفداء والخلاص،
ميرسى على مشاركتك الجميلة يامرمر
|
||||
23 - 09 - 2017, 07:44 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: هل جسد المسيح الرب يحتاج للفداء والخلاص،
فكل ما صنعه في الجسد هو لأجلنا نحن وليس لأجله في شيء. ميرسى على الموضوع الجميل مرمر ربنا يبارك تعبك |
||||
24 - 09 - 2017, 12:51 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل جسد المسيح الرب يحتاج للفداء والخلاص،
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|