لا يمكن امتلاك الكلمة كفكرة أو موضوع، لابد أن تنفذ الكلمة داخلنا وتفحصنا وتخترق حتي مفارق النفس والروح، وتكشف وتميز وتدين أفكار القلب ونياته ! (عب١٢:٤)
الكلمة ليست ميتة أو من صنع إنسان حتي نتاقبل معها كما نتقابل مع صورة أو تمثال. الكلمة حية فعالة لها مع طبيعتنا صدام وعراك، نحن نتواجه معها كما تواجه يعقوب مع الرب كنوع من الصراع في الظلام في لحظة من لحظات الأبدية ولا نتركها حتي تباركنا، ولكن لابد أن تصيب حق فخذنا فلا نعود نسير كباقي الناس، فالكلمة تكسر وتعصب.
الإنسان يتوه عن حقيقة الكلمة وعن فعاليتها إذا ظن أنه يمتلكها حينما يحفظها. نحن لا نمتلك الكلمة إلا إذا أصابتنا في أعماقنا مخترقة كل أغلفة حياتنا الكاذبة إلي أن تمس القلب ذاته فتمزقه، فنموت لها، وحينئذ تحيينا وتعطينا قوتها، تماما كما أننا لا نستطيع إلا إذا متنا أولا معه: «أنا أميت وأحيي.» (تث٣٩:٣٢)
إذا أصابتنا الكلمة وكسرتنا وكشفت عوارنا، حينئذ تعطينا سرها فنتسلح بها، والذي يتسلح بالكلمة بعد أن يذوق طعناتها هو وحده الذي يستطيع أن يخدم بها.
بعد أن ارتبطت الكلمة بالمسيح، لم يعد مستطاعا أن نقتطعها من الإنجيل لكي نتقابل بها مع أنفسنا بدون المسيح. العكس صحيح، يلزمنا أن نقتطع أنفسنا أولا من العالم لكي نتقابل مع الكلمة في الإنجيل أي في المسيح.
خارجا عن الله لا يمكن أن ندخل إلي الكلمة ولا أن تدخل الكلمة إلينا