.. طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية

[walaa farouk]

بعد سنوات من حياتى الرهبانية . دخل الفتور قلبى فكنت أهرب من أب اعترافى .. واهمل ممارساتى الروحيه واتعلل بشتى الحجج والاعذار حتى لا اشارك اخوتى الصلاه..

ونزلت درجة درجة من قامتى الروحية. فى النهاية قررت ترك الدير الى العالم ، ودون أن يرانى أحد تسللت من الدير ووصلت للمدينة الصاخبة .. وبعد فتره بحثت عن عمل أعيش منه فوجدت عملا عند كاهن وثنى رحب بى ترحيبا كبيرا بعد أن عرف اننى كنت راهبا مسيحيا..
فى بيت الوثنى اعجبت بابنته ، وراودتنى فكره الزواج بها .. طلبتها من ابيها الكاهن الوثنى ففرح بى جدا ورحب بى على شرط أن يستشير الهه ( يقصد الوثن الذى به شيطان ) ..

عاد الرجل يخبرنى ان الهه وافق على الزواج بشرط أن اجحد المسيح .. وافقت فقد كانت ابنة الرجل جميلة جدا .. امام الوثن جحدت مسيحى .. وفى الحال رأيت ما يشبه الحمامة البيضاء خرجت من فمي واختفت فى الأعالى وأدركت ان هذا هو الروح القدس الذى حل بى فى المعمودية قد فارقني ...

حزنت واغتم قلبى لكن كنت احب ابنه الرجل .. ظللت الح على الرجل ليزوجنى ابنته فقد جحدت مسيحى كما أراد .. فعاد وسأل شيطانه فقال له لقد جحد الراهب مسيحه لكني ارى المسيح مازال يحبه .. زوجه ابنتك بسرعه حتى يفارقه مسيحه..

أخبرنى الرجل بذلك فاستيقظ ضميرى وتبكت وانقلبت علىَِِ أوجاع نفسى وبللت فراشى بدموعى وساخت من الغم عينى حزنا على نفسى التى جحدت المسيح من أجل امرأه ومازال المسيح يحبنى. قبل ضوء الشمس هربت من بيت الرجل الوثنى ورجعت الى الدير وكنت أشعر ان مئات من الشياطين تعرقل سيرى .. لكنى اتكلت على رحمة مخلصى ومحبته التى تحاصرنى...
فى الدير جلست الى أب اعترافى الذى فرح برجوعى .. اعترفت بكل شيئ وأنا أبكى بدموع غزيرة وبدأ يشجعنى بكلمات معزية وطلب منى ان نصلى سويا كل يوم..

وكنت اثناء صلاتى اتطلع الى السماء حيث طارت الحمامة البيضاء الجميله من قبل .. بعد فترة رأيت الحمامة ظهرت عاليه جدا .. ففرحت للغاية وأخبرت أبى بما أرى ففرح معى وطلب منى أن نصلى اسبوعا ثانيا وفى نهايته ظهرت الحمامه قريبه منى لكنى لم أستطع الاٍمساك بها .. ولما أخبرت أبى طلب منى أن نصلى أسبوعا ثالثا .. وفى نهايته ظهرت الحمامة فوق رأسى ومن شده فرحى مددت يدى لأمسكها لكنها أسرعت ودخلت فمى .. الى جوفى ومعها سلام الرب يسوع الذى يفوق كل عقل .. ولما أخبرت أبى فرح جدا معى وقال "طوبى للذى غفر اثمه وسترت خطيته .. طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية"