مشى سكتى

[walaa farouk]

بعد الفرح والزيطة اللي كانت حوالين الرب يسوع وقت دخوله أورشليم والناس الفرحانه بيه، انقلب الوضع وشفنا يسوع بيعدِّي بأصعب المشاعر اللي ممكن أي إنسان يعدِّي بيها. عدَّى بكل أوجاعك، مشي سِكِّتك قبلك!






أول المشاعر اللي بنشوف الرب يسوع بيعدِّي فيها في طريق الصليب هي الحزن، بنلاقيه بيصلِّي بحزن واكتئاب شديد في جثسيماني وبيطلُب من الآب إن تتشال عنه الآلام دي، وبيقول إن نفسه حزينة حتَّى الموت! لكن بنشوف برضو تسليم لمشيئة الآب.

مهما كانت أوقات الحزن أو الاكتئاب اللي بتعدِّي فيها، يسوع في طريقه للصليب عدَّى بحزن أقسى بكتير، لكنُّه عرف يسلِّم لمشيئة الآب. افتكر في وسط حزنك إنه حاسس بيك، وسلِّم لمشيئته الصالحة




الناس اللي هتفت ورحبت بيسوع، كانوا أول الواقفين يهتفوا برضو بس المرة دي بالحكم عليه بالصلب ولما الكهنة حبوا يخيروهم بينه وبين أكتر واحد مجرم وقتها .. باراباس.. اختاروه يطلع براءة بدل يسوع!! صانع الخير والمعجزات!!

إحنا كمان بنعدي في نفس المواقف دي، فجأة نلاقي الناس اللي بنحبها وعايشين معاها مبسوطين، في يوم وليلة ينقلب حالها ويرفضونا! يسوع عدى في نفس الاحساس ده بالظبط ويمكن أكتر، دا كان بيشفيهم ويعمل معجزات عظيمة معاهم، ورغم كده رفضوه!!




ولو قلنا الجموع دي اللي هتفتله كان ممكن ينقلب حالها عشان معاشوش معاه وعاشروه من قريب.. طب وتلاميذه، التلاميذ اللي اختارهم يسوع بنفسه ومش بس كده دول كانوا معاه خطوة بخطوة طول مشوار حياته على الأرض والخدمة بتاعه وكانوا دايمًا بيشوفوا بنفسهم المعجزات اللي بيعملها ويسمعوا كل الكلام اللي بيقوله! أول ناس باعوه وجريوا لما اتقبض عليه!

أكتر احساس صعب في الدنيا إن صاحبك يهجرك! يبيعك في وسط الضيق والمشاكل، واللي كنت متوقع منه إنه يقف في ضهرك سابك وجري وانت اللي بتواجه لوحدك... يسوع حاسس بيك عشان هو بنفسه عدَّى بده!




ده غير الخيانة..
خيانة يهوذا وبطرس ليه، ومع إن يسوع كان عارف إن كل ده كان هيحصل لكنُّه مسابش تلاميذه وفضل معاهم لغاية القبض عليه... وفي الآخر واحد سلِّمه للموت عشان فلوس! وواحد أنكر إنه كان بيتبعه سنين...

إحساس إن اللي عايش معاك سنين ده يخونك ويبيعك، إحساس صعب أوي... الرب يسوع عدى في الاحساس ده كمان، ومش بس كده ده كان عارف اللي هيحصل ده قبل ما يحصل وفِضل معاهم!
يسوع حاسس بوجعك لما تخونك أقرب الناس ليك.



توالت المشاعر الصعبة بسبب الوقت بتاع المحاكمة، بدايةً من الإهانات اللي حصلت له من لحظة القبض عليه، من شتايم وضرب وسخرية قدام الناس، والغريب إنه مردش بكلمة واحدة على كل اللي حصل معاه، مع إن ده كان في إيده!!

من أصعب الأحاسيس إنك تتهان قدام الناس وتحسّ إن كرامتك بتقلّ! لكن في الوقت ده اعرف إن هو حاسس بيك، وهو عدَّى بده وسامح واستحمل للآخر.



وكل ده مكانش حتَّى تحت شعار العدل، لكن بسبب كل الاتهامات الملفَّقة، وكل أساليب التعذيب اللي اتّبعت ضده من غير سبب أو حق، فأكيد يسوع عدَّى وقتها بإحساس الظّلم الشديد. وفي وسط كل ده مكانش خانع وضعيف، لكنُّه أظهر قوة واحتمال عجيب، ومسكتش عن الحق!

الشعور بالظلم الشديد، من اقسى المشاعر بالنسبة لنا كبشر، ولو حسيت بالظلم ده قبل كده، أو عدّى عليك مواقف حقك بيتسِلب فيها، افتِكر إن يسوع حاسس بيك وهو عدَّى بده، ورغم إنه أظهر صبر وقوة احتمال كبيرة، لكنه مسكتش عن الحق.



ولأنه كان جاي يتمم مشيئة الآب وهي مش إنه بس يتصلب ويفدينا علشان يشيل العقاب لكن كمان علشان ياخد مكاننا في كل حاجة في الألم اللي أي انسان هيمر بيه هنا... فعدَّى بكل المشاعر المؤلمة، وعدَّى بأقسى الآلام الجسديَّة، وعدَّى بالألم الأشد وهو إنه يشيل خطيِّة الجنس البشري كله!

وعلشان كده قال انا معاكم كل وقت.. ماتخافوش أنا مش بعيد أنا حاسس وشايف وعارف بكل اللي بيحصلك.. عشان أنا عديت فيه بنفسي!.... أياً كانت الآلام اللي بتعدِّي بيها، افتكر إنه اكتر واحد هيحس بيك عشان هو مشي سكِّتك قبلك.

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا

ربنا يبارك حياتك

[walaa farouk]

ميرسى كتير على مرورك الغالى مرمر