منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 - 03 - 2017, 08:23 PM
كيلارا كيلارا غير متواجد حالياً
..::| مشرفة |::..
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: مصر
المشاركات: 10,034



تحيا النّفوس وترانا!
تحيا النّفوس وترانا!

في إحدى جزر البحر الإيجي، عاش، منذ سنوات، كاهن كثير التّقوى. كانت نفسه مملوءة رأفةً بأبناء رعيّته، وخاصّة بالمتألّمين منهم. وجاء يوم، جُرّب فيه هو نفسه وتألّم كثيراً. كانت ابنته فتاةً مميّزة، متزوّجة من شابّ نبيل وشجاع. ويوم حان ميعاد وضعها مولودها الأوّل، رقدت!.
وذهبت كشهيدة لتلاقي وجه خالقها، مخلّفة وراءها أسىً عظيمًا.

تألّم الأب الكاهن كثيراً لفراق ابنته. لكنّه، بإيمان غير متزعزع، لم يفتر عن تقديم التّمجيد لاسم الله. وترجم محبّته هذه لابنته، بصلواتٍ حارّةٍ كان يقدّمها لراحة نفسها، وأعمالِ رحمةٍ خفيّةٍ.
كان للكاهن أخٌ قبطان، محارِب قديم، لم يعد يرتاد البحر بعد. كان قد اشترى أراضي كثيرة، ويعيش من خيراتها. لكن، للأسف، كان شبه ملحدٍ، رغم أنّه يتميّز بقلبٍ طيّب.
في الأمسيات، عندما كان يجتمع، في بيت الكاهن المضياف، بعضُ الأصدقاء، من سكّان الجزيرة الطّيّبين، الّذين كانوا يساعدون الكاهن في خدمة الكنيسة، كانوا يتحادثون بينما كانوا يحتسون شراب الأعشاب السّاخن.
في إحدى الأمسيات، راح القبطان يسخر من أخيه الكاهن، قائلاً:

- مهلاً، يا أبتِ المسكين، لا وجود لحياة أخرى، وابنتك لا تستطيع أبداً أن تعرف ما نقول وما نفعل!.
حاول الكاهن، بدماثته المعهودة، أن يحوّل عدم إيمان أخيه، لعلمه أنّ نفسه، في العمق، تعاني صقيعًا شديدًا. لكن، لم يبدُ أنّ القبطان قد تأثّر بما قاله أخوه.
في إحدى الأمسيات، عاين الكاهن ابنته، في الحلم، مُغلَّفةً بالنّور، ومتسربِلَةً بلباس أبيض ناصع، ومبتهجةً، وقد قالت له: "أبي، أشكرك على كلّ شيء: على محبّتك، وصلواتك، وأعمال الرّحمة الّتي قمتَ بها من أجلي. وقل لعمّي، أيضًا، إذا سمحت، أننّي أشكره على السّمكة الّتي بعثها لي". قالت هذا، وضحكت ملائكيًّا. إذ ذاك، انتهى الحلم.
عندما نهض الكاهن، في الصّباح، شعر بفرحٍ غامر وتأثّرٍ شديد.
في المساء، قصّ حلمه على الأصدقاء المجتمعين. تأثّر الجميع، باستثناء القبطان، الّذي راح ينظر إلى أخيه بارتياب. لكنّ الكاهن، عندما وصل في حديثه إلى ذكر السّمكة الّتي تشكر الابنة عمّها عليها، قال إنّه لم يفهم عمّا كانت تتحدّث. عندها، انتصب القبطان متأثّراً بشدّة، وقد امتلأت عيناه بالدّموع، وراحت يداه ترتجفان. أمّا إيمانه، الّذي كان مستترًا عميقًا في قلبه، فقد خرج من شفتيه بهتافه: "يا إلهي". إذ ذاك، راح الجميع يتهامسون، وينظرون بعضهم إلى بعض الآخر باستغراب. ومن ثمّ سألوه أن يفسّر لهم ماذا حدث، ولماذا بدا عليه كلّ هذا الاضطراب والتّأثّر.
عندما هدأ قليلاً، عاد فجلس إلى كرسيّه، والدّموع تسحّ من عينيه وتغمر وجهه المضيء، وراح يُخبر بصوت متّضع: "نعم، إنّها الحقيقة. الأرواح تحيا ، وترانا!... يوم الدّفن، إذ كنتُ أتهيّأ للنّزول إلى الكنيسة، حيث ستُقْرأ الصّلاة لراحة نفس ابنة أخي - وأنت تعرف، يا أبتِ، كم كنتُ أحبّ ابنتكَ. كانت دائماً كالملاك - في تلك اللّحظة، أتى صديقٌ لي صيّاد، وقد وصل لتوّه من الشّاطىء. كنتُ قد اتّفقتُ معه على أن أشتري منه، من وقتٍ إلى آخر، كلّ سمكة مميّزة يصطادها. لكنّني، في تلك اللّحظة، شعرتُ بالغضب بسبب حضوره، وقد حمل معه سمكة "هامور" كبيرة.
عاجلته بالقول: لا أريد، اليوم، سمكًا، لا أريد شيئًا. لقد رقدت ابنة أخي اليوم!. نظر إليّ الرّجل وقد تسمّر في مكانه، صامتًا. حزنتُ لأجله، فقلت له:
- سوف أدفع لك ثمنها. لكن، أَعطِها لأحد الفقراء عن روح ابنة أخي!.
أخذ المال، وعزّاني، ثمّ غادر بسرعة. نسيتُ هذا الحدث، ولم أخبره لأحد.
لكنّ نفس ابنة أخي الصّغيرة لم تنسهُ، وقد أرسلت تشكرني".
قال ذلك، ومسح دموعه بيده. ثمّ ضحك بفرح كبير، كبير جدًّا!. ومن فيض هذا الضّحك الفرح، استشفّ الكاهن بزوغ فجر الإيمان من جديد في قلب أخيه. لقد انقضى ليلُ عدم الإيمان...
ثمّ تمتم الكاهن: "ممجّد اسمك، أيّها الرّبّ الكلّيّ الرّأفة"... ضامًّا أخاه بنظرته الحنونة.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 - 03 - 2017, 12:48 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31 - 03 - 2017, 11:50 AM
كيلارا كيلارا غير متواجد حالياً
..::| مشرفة |::..
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: مصر
المشاركات: 10,034

ميرسى على المرور
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 31 - 03 - 2017, 07:14 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
walaa farouk walaa farouk غير متواجد حالياً
..::| الإدارة العامة |::..
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
الدولة: مصر
المشاركات: 376,464

ميرسى على مشاركتك الجميلة
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01 - 04 - 2017, 12:32 PM
كيلارا كيلارا غير متواجد حالياً
..::| مشرفة |::..
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: مصر
المشاركات: 10,034


ميرسى على المرور
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 - 04 - 2017, 10:23 PM
الصورة الرمزية MenA M.G
MenA M.G MenA M.G غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 109,860

قصة جميلة جداً .. طرح رائع
ربنا يبارك خدمتك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 - 04 - 2017, 04:53 AM
كيلارا كيلارا غير متواجد حالياً
..::| مشرفة |::..
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: مصر
المشاركات: 10,034

تشرفت بمروركم
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زوادة اليوم : ستر النّفوس : 1 / 11 / 2020 souad jaalouk معاً كل يوم فى رسالة جديدة 2 01 - 11 - 2020 02:25 PM
وفرزُ النّفوس كفرزِ الصّخور walaa farouk موسوعة توبيكات مميزة 0 03 - 02 - 2020 06:13 PM
تعيش الأرواح وترانا walaa farouk قصص مسيحية متنوعة 3 09 - 10 - 2018 09:31 PM
قصّة اليوم : تحيا النّفوس وترانا souad jaalouk ركن أرشيف المواضيع 2 19 - 04 - 2018 12:47 PM
الرّعاية مقاربة شفاء النّفوس Mary Naeem بستان الرهبان | حكم وتعاليم آباء البرية وأباء الرهبنة 2 11 - 07 - 2016 12:18 PM


الساعة الآن 02:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025