|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": صراعات «تويتر» بين أبوالفتوح وحمدين خالد صلاح رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع" مزعج وبائس هذا الذى يجرى على «تويتر» بين أنصار المرشحين أبوالفتوح وحمدين صباحى، مزعج لأنه يكشف عن أسوأ ما فينا، إذ يفضح هذا الحوار طبيعة القلوب الغليظة التى ما إن تتعارض أفكارها ومصالحها حتى تترك ساحة الفكر إلى «نواصى الردح والشرشحة»، وبائس إذ يؤكد أنه حتى تلك القوى التى تتوحد مطالبها على التغيير، لا تستطيع أن تضمن لنفسها وفى علاقتها مع الآخر حدا أدنى من أدب الحوار بين طرفين.. كلاهما شارك فى الثورة، وكلاهما ناضل فى عهد النظام السابق، وكلاهما كان على وشك الدخول فى تحالف سياسى يقدم للبلد باقة رئاسية بين رئيس ونائب رئيس، الآن انقلب الجميع على الجميع، وبدأت موجات التخوين داخل المعسكر الواحد، وبدا طبيعيا على «تويتر» الآن.. أن تجد حفنة من أنصار حمدين يهاجمون خلية من أنصار أبوالفتوح، أو تجد هذه الخلية من أنصار أبوالفتوح تستدعى أسلحة الضرب تحت الحزام من فيديوهات أو تصريحات لضرب حمدين وأنصاره. أفهم أن «تويتر» يسوده هذا المناخ الأعور الأعوج عموما، ففى الحوار على هذا الموقع القليل من الأفكار، والكثير بل الكثير جدا من الشتائم، والتجريح، والضرب تحت الحزام، وفى «تويتر» تتحول الأفكار إلى نكت، وتصير النكت السفيهة هى الأكثر جاذبية لقطاعات من جيل صغير السن، لا يفهم فى الأفكار، لكنه يفهم كثيرا فى تحويل كل قضايا البلد إلى مسخرة ضاحكة، بينما هو يجلس بـ«الشورت» فى بيته ليوزع الاتهامات على رجال يعملون من أجل هذا البلد، أفهم ذلك عن سيكولوجية «تويتر»، ولكننى لا أفهم أن يتحول حلفاء الأمس إلى أعداء على نفس هذا النهج المقيت، فتخرج الفيديوهات ضد حمدين، ويخرج التاريخ الملون ضد أبوالفتوح، أتصور أن الخلاف بين اثنين ينتميان إلى معسكر التغيير، قد تسوده بعض التشنجات التى تبقى- أو يجب أن تبقى- فى سياقها الفكرى والسياسى مع التزامها بأدب الحوار، أما أن يتحول أبوالفتوح إلى إرهابى وحمدين إلى عراقى وليبى الهوى على هذا النحو بين أنصار الطرفين، فإن ذلك يعنى شيئا واحدا، أن مثل هؤلاء السفهاء الذين يتراشقون بهذه الأوصاف، سيأخذون البلد.. كل البلد إلى هاوية لا رجعة منها، فكل الرموز تسقط، وكل الناس عملاء، وكل المرشحين إرهابيون أو خونة أو عملاء لأمن الدولة، أو حلفاء للنظام السابق أو مأجورون لدى القذافى، والنتيجة أنه لا أحد يصلح، وأن الفوضى هى الحل. عيب على أنصار المرشحين السقوط فى هذا الفخ الأحمق، وعيب على أصحاب الأفكار أن يستجيبوا لهذا المناخ السفيه، وتذكروا أنه ستحين لحظة يجب على الجميع أن يتحالف فيها من جديد لبناء هذا البلد. هذا إن كان البلد يعنى حضراتكم من الأساس. الإثنين، 14 مايو 2012 - 07:52 |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|