|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يأتي عيد الحب ليؤكد على أنّ فكرة الحب الكبير والمثاليّ تستقطب العدد الأكبر من القلوب. لكن، بعيداً عن الفقاقيع العاطفية التي يثيرها هذا اليوم ببعده التسويقي وشكله الخارجي الجذّاب، يُطرح السؤال الآتي: هل يحتقل العالم بالحبّ كشعور جميل فقط أو بالأحرى كنوعية شراكة تشكّل إلى حدّ كبير الضمان الوحيد لاستمرارية هذا الشعور وعدم زواله عند أول هزة؟ بالرغم من ارتفاع نسبة الطلاق من 5% في القرن التاسع عشر إلى ما يفوق الـ50% في القرن الواحد والعشرين في بعض البلدان، إلا أنّ العرض والطلب على مؤسسة الزواج لا يزالان كبيرين، الأمر الذي دفع العلماء النفسيين والاجتماعيين إلى دراسة ليس فقط أسباب فشل الزواج بل أيضاً أسباب نجاحه. وبيّنت الدراسات والإحصاءات أنّ نسبة الزواج السعيد والناجح لا تتعدّى الـ20%، أما النسبة الباقية فتصل إما إلى الطلاق أو إلى عيش طلاقٍ نفسيّ في العلاقة. أما الاستنتاج الأبرز الذي توصّلت إليه دراسات عدّة ومرافقات نفسيات للعديد من الأزواج، فهو أنّ نجاح العلاقة لا يرتبط فقط بالحبّ كمجرّد شعور، وإن كان مهمّاً أو حتى عميقاً وحقيقياً، بل بنوعية الشراكة التي تُبنى حول هذا الحبّ. وبالتالي، الفكر السائد بأنّ الحبّ وبخاصة الشغف قادر على إيجاد الحلول لكلّ المشاكل، وهو الحجر الأساس الذي تُبنى عليه العلاقة. من دون العمل المستمرّ لتعزيز الشراكة وتمتينها بين الشريكين، غالباً ما يؤدي إلى خيبة أملـ وتدريجياً تحتلّ العلاقة مساحة يغلب عليها الكبت، والاتهامات المتبادلة، والنزاعات الخفيّة والمُعلنة، والتواصل السلبيّ. من هناك يُطرح السؤال الآتي: ما هي الأسس التي تقوم عليها هذه الشراكة؟
- هناك أزواج كثيرون، بعد سنوات طويلة من العيش معاً، يشعرون بأنّ الآخر لا يزال غريباً عن عالمهم ولم يطّلع بعد على خريطة تفكيرهم وشعورهم. - لقد أثبتت الدراسات بأنّ الأزواج الذين يحرصون على إظهار الاحترام وتقدير بعضهم بعضاً لا تتأثر علاقتهم عند حدوث الخلافات التي لا بدّ منها، لأنّ رصيدهم العاطفيّ كبير لدرجة أنه قادر على امتصاص التوتر بسرعة كبيرة. - إنّ التفرّد في أخذ القرارات غالباً ما يكون على حساب المرأة، لذا على الرجل أن يتفق مع شريكته على آلية واضحة لأخذ القرارات سوياً ومساندة بعضهما بعضاً في تحمّل نتائج هذه القرارات الإيجابية والسلبية منها. إذا تمّ احترام هذه الأسس وصيانتها باستمرار من الشريكين، وإذا تمّ عدم التعاطي مع العلاقة وكأنها تحصيل حاصل، فإنّ هذه النوعية من الشراكة ستساعد الزوجين على عيش علاقة ناجحة مع شراكة نوعية تُحدث كل الفرق في العلاقة، وعندها سيأخذ ((عيد الحبّ)) نكهة مختلفة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الكنيسة شراكة، شراكة المؤمنين أحدهم مع الآخر |
شعور جميل |
شعور جميل |
شعور جميل: |
الحب شعور جميل فقط أم نوعية شراكة بالأحرى؟ |