ولكن لما فقد المسيحي مخدعه وتنازل عن شركة الإنجيل مع أسرته، تفككت الأسرة وهيهات أن جمعها علم مشورة أو تنمية بشرية أو غيرها من الأمور الإنسانية التي بالكاد تحفظ المجتمعات ولم تمنع المشاكل ولم تجعل السلام يحل عميقاً في القلوب بل كان تأثير خارجي ذات شكل جميل مع أن تهديد الانهيار لازال قائماً، لأن بدون حلول الله وسط الأسرة لن يكون هناك سلام قط مهما ما كان عند الإنسان علوم الدنيا والآخرة، لأن للأسف انتشر العلم الروحي واللاهوتي والنفسي والفكري وسط الناس، وصار كثيرين معلمين في كل مكان، يضجون بكلمات كبيرة رنانة وكثيرة تُبهر الناس وتأثر فيهم عاطفياً، لكنهم فقدوا سرّ القوة الحقيقية للنفس وعملية شفاءها الحقيقي، وهو سرّ اقتناء الروح القدس في صلاة المخدع التي هي فرحة النفس وسندها في مواجهة كل أمور الحياة، وأيضاً فقدوا علبة الأدوية المقدسة التي هي الإنجيل بشارة الحياة الجديدة في المسيح يسوع ربنا، لأن حينما تشرق الشمس على الزروع ونبات الحقل يصير نضراً، هكذا مسيح القيامة والحياة شمس البرّ حينما يُشرق بنوره على النفس يشفيها ويغيرها بروحه الساكن فينا، لذلك علينا أن نعي أنه بدون حلول الله وسكناه فينا ستظل مشاكلنا تتفاقم وتزداد ولن نجد حل إطلاقاً، لأنه لا سلام قال ربي للأشرار.
فكل أسرة عندها مشاكل على المستوى الفردي أو مستوى الزوجين او الأبناء، فهي ستظل قائمة إلى ان يستدعوا روح الحياة لكي يحل فيهم ويحضر الله القدوس وسطهم، فترفع المرارة والسخط وكل ضيق وتحل المحبة وتسكن وتستقر في القلوب المتعبة فتشفيها وتفرحها وتهبها قوة سلام عميق لا يُنزع، فأرجوكم ادخلوا مخادعكم بإيمان حي بكل ثقة في المصلوب لأنه بصليبة قتل العداوة، لذلك لن تصلحوا حياتكم إلا بالمسيح المصلوب حينما تعرفوه وسطكم، لأن في وسطكم قائم لستم تعرفونه، فاعرفوه لأن هو حياتكم وسر وحدتكم، ولم ولن تفلحوا بدونه قط، مهما ما درستم او عرفتم كل علوم النفس بل كل علم لاهوتي وروحي وفكري وفلسفي.. الخ، فارحموا أنفسكم واركضوا سريعاً واحتموا فيه لأن هو وحده فقط سرّ مُصالحتكم ونجاتكم بل وخلاصكم الأبدي، لأن باطلة كل شركة بعيدة عن مسيح القيامة الذي له المجد الدائم مع أبيه الصالح والروح القدس، كونوا معافين باسم الثالوث القدوس الله الواحد آمين