|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحكم على الذات « لأننا لو حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا » (1كو31:11) لا يوجد تدريب مفيد ومقوّى للصحة الروحية أكثر من عملية الحكم على الذات. ولكن ليس الحكم المؤسس على الشكوك والمخاوف من كوننا غير متأكدين من خلاصنا الأبدي، بل إن عملية الحكم على الذات الصحيحة حسب كلمة إلهنا، تكون على أساس الثقة الكاملة في أمر خلاصنا وقبولنا التام في المسيح. فالمسيحي مدعو ليحكم على ذاته لأنه مسيحي حقيقي، وليس ليتأكد من ذلك. فالفكر البشرى لفحص الذات مؤسس على الشك والريب وعدم الإيمان، والفكر الإلهي لفحص الذات مؤسس على الثقة واليقين. فدعونا لا ننسى أننا نحتاج إلى عملية فحص ذواتنا أمام إلهنا، وندين أنفسنا على كل نتاج الجسد البغيض من كبرياء وجهل ورعونة وكسل وتراخى وتهور واندفاع. كم نحتاج إلى نعمة السهر لنلاحظ طرقنا وتصرفاتنا، « لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب » (مرا 40:3) . وما أخطر الإهمال في الحكم على ذواتنا « لأن مَنْ يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا » (غل8:6) ، فنتاج الطبيعة الفاسدة هو بمثابة الأعشاب الضارة في حياتنا التي لو تُركت لأفسدت علينا الحياة الروحية، وسيُجدف على الاسم الحسن بواسطتنا. وما الحالات الـمُحزنة التي نراها حولنا إلا نتيجة عدم الحكم على الذات، فنرى الفشل والتراجع وكل تشويش يحزن قلب إلهنا. وللتأديب ثلاث مراحل متميزة؛ أعنى بها « الحكم على الذات، التأديب الكنسي، التأديب الإلهي ». فلو حكم الإنسان على نفسه، فلا يُحكم عليه من الكنيسة، ولو فشل في إدانة نفسه وبدأ شره يظهر للملأ، فهذا واجب الكنيسة، وفى حالة فشل الكنيسة في إدانة الشر سيتعامل الرب بسلطانه بتأديب الجماعة المتقاعسة عن التأديب. فالرب ما كان ليحكم على أهل كورنثوس علناً لو حكموا على أنفسهم سراً وبطريقة فردية. فليت الرب بنعمته يمنحنا نعمة اليقظة وعدم الغفلة، وكل يوم في محضره بسكاكين من صوان نقطع وندين كل نتاج الطبيعة الردية. اختبرنـــي يا إلهي وامتحنـــــي يا قديــر فاحصاً قلبي ولـُبى عارفاً ما في الضمير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|