نحن خدام الله بالمعمودية

[sama smsma]

نحن خدام الله بالمعمودية





بقلم/ رشا ارنست





ركع بخشوع أمام الله، خرجت كلماته تعبر عما يعرفه عن نفسه وقال: "مَن أنا حتى اذهب إلى فرعون واخرج بني إسرائيل من مصر؟" فأجابه الله: "أنا أكون معك، وهذه علامة لك على إني أنا أرسلتك: إذا أخرجت الشعب من مصر، فاعبدوا الله على هذا الجبل". وفي حوار رائع قـَبل موسى عطية الله له، وعرّف انه القائد الذي سيُخرج بني إسرائيل من مصر ولكن ليست بقوتهِ أو سلطانه وإنما بقوة الله وسلطانه. ومن قبل موسى وبعده كان الله يُرسل خدامه بكلمة منه مباشرة، إلى أن جاء يسوع المسيح الابن المخلص فأعطى مَن علمهم أن يكونوا خداماً ورسلاً ويذهبوا في كل الأرض، وأصبحنا جميعاً بالمعمودية في خدمة الله كأبناء وليس كعبيد.

بالعهد القديم كانت خدمة الله شرف للشعب الذي أقام الله معه العهد، وكانت بين خدمتين. الأولى الخدمة الطقسية وتقوم على أن يقرّب الإنسان للرب التقدمات والذبائح، والاعتناء بهيكله. وبهذه الصفة فالكهنة واللاويون هم الذين يخدمون الرب. أما الخدمة الثانية فكانت الطاعة التي يطلبها الرب في حياة كل إنسان. هذا ما ردده الأنبياء بلا انقطاع.
وفي العهد الجديد أعطانا يسوع المسيح مثال حياً كاملاً لخدمة الله. فهو الذي أرسله الله لخدمته من خلال خدمة الناس. فكان يُفصح عن اتـّباعه الدائم لإرادة الآب، فيعلن عن الحبّ الذي وحده يعطي الخدمة كرامتها وقيمتها "ما ذلك إلا ليعرف العالم إني أحب الآب واني اعمل بما أوصاني الآب. يو14: 31". (1)
علّم يسوع رسله كيف يخدمون الله من خلال خدمة البشر، فكشف لهم عن كيفية الخدمة التي يريدها الآب، فهو يريد أن يبذلوا ذواتهم في سبيل خدمة إخوتهم كما صنع يسوع بنفسه "إن ابن البشر لم يأت ليُخدم، بل ليخدِم وليفدي بنفسه. مر10- 45".

ونحن أيضاً أخذنا شرف خدمة الله جميعاً بالمعمودية، وكلاً منّا يختار بإرادته كيف يخدم الله؟.. الطريقة المناسبة التي يراها لخدمة الله. ومنذ أيام الرسل ونحن نُشاهد نشأة ترتيب رئاسي في إدارة الكنيسة التي تسلمها القديس بطرس، من شأنه أن يديم الخدمة والرسالة. ومن جيل إلى جيل اختلفت الطرق بحسب العصر ولكن يبقى الهدف واحد وهو خدمة الله والقيادة واحدة بمقتضى مواهب الروح القدس.
ولأننا خُلقنا جميعاً على صورة الله ومثاله، فجميعنا مدعوّن لخدمته. خدمة مرضية مقبولة أمام الله. ولكل خدمة خادم، تختلف نوع الخدمة ولكن يبقى خادم الرب هو هو بإيمانه وأمانته وتواضعه أمام الله.
خدمتنا ليست تلقائية أو بسلطة بشرية إنما هي دعوة من يسوع المسيح للجميع "فقد جعلت لكم من نفسي قدوة... ما كان عبد أعظم من سيده. يو13: 15- 16"، "فأنا بينكم في وضع الذي يخدم. لو22: 27".
أعطانا يسوع الخادم والكاهن الأعظم، أن نكون على مثاله خداماً. كل منّا بدعوة من الروح القدس، بحسب قدراتنا ومواهبنا. وأعطانا شركة في الخدمة لنُكمّل بعضنا البعض حتى تكون خدمتنا لتمجيد اسم الله. " "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات. مت5: 15".

[Mary Naeem]

شكرا على المشاركة الجميلة
ربنا يبارك حياتك