تطورات جديدة فى أحداث طهنا الجبل الطائفية بالمنيا
>> كردون أمنى بمحيط القرية لمنع تجدد الاشتباكات >> مكاريوس: يجب إخضاع الجناة للعقاب >>ونواب بالبرلمان: متربيين مع إخواتنا المسيحيين والجلسات العرفية ماتنفعش خيمت حالة من الهدوء الحذر على قرية طهنا الجبل التابعة لمركز المنيا، عقب أحداث العنف التى شهدتها القرية اليومين الماضيين، والتى أسفرت عن مقتل شخص وإصابة شخصين. وعلى الرغم، من أن القرية شهدت أحداث عنف إثر وقوع مشاجرة بين طرفين مسلم وقبطى تحولت إلى فتنة طائفية، إلا أن مصادر أمنية بمديرية أمن المنيا، أكدت إن الحادث جنائى وليس طائفى، خاصة وأنه ليس بسبب كنيسة أو أحداث تتعلق بالمساجد أو الكنائس، وإنما هى مشاجرة بين طرفين أحدهما قبطى والآخر مسلم، أسفرت عن مقتل قبطى، وإصابة إثنين آخرين من أحد طرفى المشاجرة، بسبب أولوية المرور من أمام منزل كاهن الكنيسة ولعب الأطفال، خاصة وأن طرفى المشاجرة جيران فى السكن والأراضى بالقرية. وأضاف المصدر، إنه تم تعيين خدمات أمنيه داخل القرية، تحسبا لتجدد أى أعمال عنف بالقرية، مؤكدا أن الحالة الأمنية بالقرية مستقرة، خاصة فى ظل وجود تفاهم كبير من الأهالى على أن القضاء والإجراءات القانونية هى الحل وليس العنف. وأشارت المصادر، إلى أن أجهزة الأمن ما زالت تجرى تحرياتها بالقرية، وتمشيطها لضبط باقى الجناة المشتبه بهم فى الواقعة، بعد أن أثبتت التحريات أن المشتبه فى ارتكابهم الواقعة 10 اشخاص لقى أحدهم مصرعه، وتمكن آخر من الهرب، فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على 8 أشخاص، وإحالتهم للنيابة العامة التى قررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق. من جانبه، دعا الدكتور شوقى علام- مفتى الجمهورية- أهالى قرية "طهنا الجبل" التابعة لمركز المنيا، إلى ضبط النفس، ومواجهة محاولات من يريدون الوقيعة، وإثارة الفتن الطائفية بين أبناء الوطن الوحد، من خلال نشر الشائعات والأكاذيب. وناشد مفتى الجمهورية فى بيان ، جميع الأطراف من أهالى قرية طهنا الجبل بالمنيا- سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين- إلى ضبط النفس؛ حتى تعود الأمور إلى ما كانت عليه، وعليهم تغليب المصلحة الوطنية، ومواجهة محاولات البعض لاستغلال هذه الأحداث لإشعال الفتن الطائفية بين أبناء الوطن الواحد. وأضاف مفتى الجمهورية إن المسلمين والمسيحيين فى مصر نسيج واحد فى وطن واحد، ولن يفلح أحد فى الوقيعة بينهم، مطالبًا المسئولين بتطبيق القانون على الجميع حتى تعود الأمور إلى طبيعتها. واختتم المفتى بيانه بالتأكيد على أن مروجى الشائعات آثمون، وأنهم لا يريدون الخير للشعوب والأوطان، وأنهم يقتاتون على الدماء من خلال إثارة الفتن ونشر الأكاذيب، لذا يجب علينا جميعًا تفويت الفرصة عليهم، من خلال الوحدة والعمل تحت راية هذا الوطن العزيز. بدوره، قال الأزهر الشريف أنه يتابع ما تناولته وسائل الإعلام بشأن وقوع مشاجرة بين مسلمين ومسيحيين بسبب الأطفال بقرية "طهنا الجبل"، مؤكداً أن أبناء مصر نسيج واحد، وأن على طرفى المشاجرة تحكيم لغة العقل والاحتكام إلى القانون، وعدم إعطاء فرصة لبعض النفوس المغرضة التى تحاول بث الفرقة وإشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، معربًا عن ثقته الكاملة بأن الجهات المعنية ستقوم بإعمال شئونها على الوجه الأكمل ومحاسبة المسئولين. وتم توجيه أعضاء بيت العائلة المصرية بالمحافظة بسرعة التوجه إلى محل الواقعة على أن يمثل الوفد أعضاء من الأزهر الشريف والكنيسة المصرية . وقال الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، إن أحداث قرية طهنا الجبل، تعتبر اعتداءً وليست مشاجرة، لافتاً إلى أن الطرف الآخر من المشاجرة لم يقع بينهم إصابات، موضحا أن هذا السيل من الاعتداءات بعدما أشيع تحويل منزل إلى كنيسة لن ينتهى طالما لم يتم عقاب الجناة. فيما قال مجدى ملك عضو مجلس النواب عن دائرة مركز سمالوط، إن تكرار تلك الأحداث فى محافظة المنيا يمثل ظاهرة يجب إيقافها والوقوف على أسبابها، لافتا إلى أن تلك الأحداث تعود إلى ما تعانيه المنيا من بطالة وجهل، وتحتاج إلى تكاتف المؤسسات للوقوف على الأسباب الحقيقة خلف تلك الأحداث، مؤكدا أن الحادث جنائى يتم استخدامه وتحويله إلى طائفى. وأشار ملك إلى أن هذا الملف من الملفات الخطيرة، والتعامل يجب أن يكون على مستوى عالى، مؤكدا أن البرلمان لم يقرر بعد اتخاذ إجراءات حول تشكيل لجنة لتقصى الحقائق، مستنكرا الزج بالكنيسة ورجال الدين فى مثل تلك الأحداث. كما دعا سيد أبو قريعة، عضو مجلس النواب عن محافظة المنيا، بتطبيق سيادة القانون على الجميع، منتقدًا الجلسات العرفية قائًلا: " الجلسات العرفية ماتنفعش، والتجاوز اللى بيحصل نتيجة عدم تطبيق القانون على المخطئين"، مضيفا: "احنا متربيين مع إخواتنا المسيحيين، وسيادة القانون هى الأساس، واللى أخطأ لازم يعاقب". فيما قال الشيخ محمود جمعه عضو بيت العائلة المصرية بالمنيا، إن وفد من بيت العائلة سوف يزور القرية اليوم، بالتنسيق مع الأوقاف والأزهر، موضحا أن الجميع يتفق على أن مصر هى الهدف الأول والأخير. كانت نيابة المنيا، قد أمرت بحبس 8 متهمين 4 أيام على ذمة التحقيق، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة، فى الوقت الذى تواصل فيه، أجهزة الأمن البحث عن المشتبه به التاسع الذى تمكن من الفرار عقب الأحداث.
هذا الخبر منقول من : اليوم السابع