مباغتة الموت
نصُّ الإنجيل
وقالَ يسوع : " وأَنتُم تَعلَمونَ أَنَّهُ لو عَرَفَ ربُّ البيتِ في أيَّةِ ساعةٍ يأْتي السارِقُ لَسَهِرَ ولَم يدَعْ بيتَهُ يُنقَب . فكونوا أَنتُم أَيضاً مُستعدِّين . ففي الساعَةِ التي لا تَتَوَقَّعُونها يأْتي اِبنُ الإِنسان ." ( لوقا 12/39-40 ).
الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل
إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أنَّ الموت يُباغت المسيحي كما يُباغِتُ السارقُ صاحِبَ البيت, وهذه المباغتة تضعه رأساً أمام الربِّ الديَّان. لذلك يجب عليه أن يكون في كلِّ وقتٍ مُستعدَّاً لاستقبال الموت باطمئنان الإنسان المؤمن, ولتأدية الجواب الحسن عن سلوكه في يوم الدينونة. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.
يسوع الديَّان العادل
إنَّ المثل يصوِّر لنا مباغتة الموت كمُباغتة السارق. إنَّ السارق يسرق ويهرب, ولكنَّ الموت لا يتصرَّف كالسارق, فلا يهرب, بل ينقل المسيحي من هذه الأرض الفانية إلى مِنْبَر يسوع الديَّان العادل.
لقد كان يسوع في حياته الأرضيَّة معلِّماً وفادياً. فلمَّا أتمَّ رسالته التعليميَّة والفدائيَّة على الوجه الأكمل صعِد إلى السماء بعدَ قيامته المجيدة وجلس إلى يمين الله الآب, وأصبح ديَّاناً للبشر أجمعين.
فالمسيحي يقف بعدَ موته أمام يسوع الديَّان الذي يُحاسبه عن أعماله كلِّها, فيكافئه أو يعاقبه بحسب ما قام به في حياته على الأرض من أعمالٍ صالحة أو أعمالٍ شرِّيرة.
الاستعداد الروحي للدينونة
إنَّ المسيحي الحكيم يستعدُّ باستمرار للدينونة, لا بعواطف الخوف والقلق والإضطراب, بل باطمئنان الإيمان بالمسيح, والرجاء فيه, والمحبَّة له. إنَّ هذا الاستعداد الروحي الهادئ المؤسَّس على ممارسة الفضائل الإلهيَّة, يجعله يحيا على الأرض حياةً تقيَّة تُمكِّنه من أن يؤدّيَ الجواب اللاَّئق أمام مِنْبَر يسوع الديَّان العادل، عن إيمانه القويم, وتصرُّفاته الخُلُقيَّة, ومواقفه الدينيَّة, ومحبَّته العمليَّة للآخرين, وتتميم واجباته المسيحيَّة في أسرته وكنيسته ومجتمعه.
14 - 07 - 2016, 05:13 PM
رد: مباغتة الموت
العرض المتطور