اللغة الطقسية في أورشليم
اللغة الطقسية الرسمية في الكنيسة ألاورشليمية في القرن الرابع هي اللغة اليونانية. حسب كتاب ” إيجيريا” و في بعض ألاحيان يُدعى إيثيريا او سيلفيا الذي كُتب في القرن الرابع ميلادي على يد زائرة للاراضي المقدسة تُدعى سيلفيا ويقال ان أصلها هو فرنسي وفي بعض المصادر إسباني ولا يُعرف بالتحديد إن كانت راهبة أو علمانية, ويُقدر أنها زارت ألاراضي المقدسة (سيناء, مصر, فلسطين وبلاد ما بين النهرين) من سنة ٣٨١ حتى سنة ٣٨٤. وهذا الكتاب يحتوي على وصف” رحلة ألاراضي المقدسة ” ومكون من ٧٤ صفحة.
حسب هذا الكتاب لغة الكنيسة القديمة الرسمية كانت اليونانية, وإستعمال باقي اللغات في اللغة الطقسية بدأ عندما تُرجم الكتاب المقدس لهذه اللغات لتسهيل فهم وقراءة الليتورجية الكنيسة. واللغة اليونانية القديمة كانت أيضاً اللغة المُستعملة في روما وأفريقيا, وكتب ألاساقفة في روما مؤلفاتهم في اللغة اليونانية القديمة لغاية فترة البابا فيكتور وكذلك اللاهوتيون في أفريقيا. وحسب كتاب سيلفيا أيضاً أن لغة الترتيل كانت أيضاً اليونانية القديمة, وكما هو معروف ان أسقف آرلي في فرنسا كيساريوس (٥٢٢-٥٢٧) حدّد اللغة اليونانية كلغة الترتيل في الغرب وليست اللاتينية حتى سنوات القرن السادس. وكتبت سيلفيا في هذا الكتاب أنها سمعت في أورشليم فقط اللغة اليونانية (في القرن الرابع), وترجمت أسماء الصلوات والطقوس للغرب. ولاحظت سيلفيا أن أسقف أورشليم لم يكن يعرف لغة أخرى غير اليونانية وكان من الضروري أن يُعلِّم شعب الكنيسة كلمة ألانجيل بهذه اللغة. وللحجاج الذين لم يتكلموا أو يعرفوا اليونانية كان ألاسقف يُترجم الحديث للغة الكلدانية السريانية.
وكتبت سيلفيا أيضاً أن الوعظات الروحية التي كانت من مهمة ألاسقف (كان يُطلق أيضاً على الكرسي ألاسقفي كرسي الوعظ والتعليم) كانت بتلك الفترة باللغة اليونانية. في بعض ألاحيان كان الكهنة يقومون بالوعظ, لكن في أورشليم كان يُطبق ترتيبٌ قديمٌ : ” عند قراءة ألانجيل, جميع الكهنة والشمامسة والشعب يقفون بصمت تام, ثم يقرأ الكهنة ألكلام الروحي, وأخيراً ألاسقف يقوم بالتفسير والوعظ لشعب الكنيسة”. في كنائس أخرى آنذاك كان يُسمح للكهنة بالوعظ, يتكلم في البداية ألاسقف ومن بعده ألكهنة, وهذا شيء عكسي لنظام أورشليم, لكن ولا في أي مكان آخر كان يسود نظام الوعظ ألاورشليمي.
اليوم تقام القداديس والصلوات باللغة العربية في جميع الرعابا التي يقطنها اغلبية متحدثة باللغة العربية، في بيت لحم يقام القداس داخل المغارة باللغة العربية أما في الكنيسة فيقام باللغة اليونانية.