|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حدث في أحد الأديرة أن قلت المؤن و الطعام فاستدعى رئيس الدير راهبين شابين و طلب منهما أن يجمعا العمل اليدوي لكل الاخوة في الدير و ينزلا معاً للعالم حيث يبيعانه و يشتريا أحتياجات الدير و يعودا . فأطاع الشابين يوحنا و اندراوس رئيس الدير و ذهبا وجهزا حاجتهما ثم أنطلقا معاً وكانا ذوي محبة شديدة بعضهم لبعض وفي الطريق أخذا يرتلان معاً ببعض التراتيل و الألحان مما يحفظان ثم سأل اندراوس : انا خائف يا أخي من النزول للعالم وترك حياة الدير و الخلوة و العثرات شديدة في العالم يوحنا : حسناً مثلي مثلك لكن علينا أطاعة رئيس الدير و الله سيحفظنا ... اندراوس : و أين ستبيع؟؟ يوحنا : بع أنت في الجهة الغربية وسأبيع في الجهة الشرقية للمدينة ثم نتقابل بعد ثلاثة أيام في نفس هذا المكان لنعود معاً للدير بمشيئة الله . اندراوس : حسنا لتكن ارادة الرب . وبعد 3 أيام أنهى يوحنا عمله و باع كل ما لديه واشترى حاجيات الدير المطلوبة وذهب للمكان المتفق عليه و أخذ ينتظر أخيه أندراوس ... وطال انتظاره و بدأت الشمس في المغيب و لم يظهر أندراوس بعد ...فأخذ القلق يدب فيه شيئاً فشيئاً ماذا حدث لاندراوس وهكذا بات ليلته في العراء على أمل أن يجد أخيه أندراوس غداً ليعودا معاً للدير ...و في اليوم التالي ظل منتظراً كمثل اليوم السابق و بدأت افكاره توجهه أن يعود هو للدير لعل أندراوس يكون قد مات أو أذاه أحد لكنه قاوم هذه الأفكار و بدأ رحلة البحث عن أخيه أندراوس في المدينة الواسعة الأطراف وظل ثلاثة أيام أخرى يبحث عنه ... حتى وجد من يقول له نعم رأيت راهباً أمس وهو الأن موجود داخل هذا البيت ...صلى يوحنا صلاة قصيرة طالباً من الرب المعونة ثم ذهب و قرع على هذا البيت ففتحت له احدى الفتيات فسألها هل عندكم ههنا راهب تستضيفونه ؟؟ ...أما هي فلما رأته صرخت في وجهه : " لا يوجد عندنا ههنا رهبان هنا بيت للمتعة فقط ... والأن اذهب " ثم همت أن تغلق الباب في وجهه لكنه ركع على رجله متوسلاً " أرجوكي فقط هل رأيتي ...." ثم احتبست كلماته في حلقه حينما رأى أخيه أندراوس و قد برز من داخل احدى غرف المنزل وقد نزع عنه ثياب رهبنته الذي لما رأه صرخ " يوحنا !!!" ثم سارع بالاختباء سريعاً داخل الحجرة . هنا شعر يوحنا كأنما ضربة شديدة قد أصابته في رأسه و جلس على الباب بعد أن أغلقته الفتاة في وجهه ... وظلت عشرات الأفكار تدور برأسه كيف ترك أخوه وهكذا سقط أخوه الضعيف في هذه الخطية وكسر نذر رهبنته .... وكيف سيعود للدير بدونه ؟؟ وهكذا أخذ يفكر ويفكر...كان يمكنه بسهولة أن يعود لديره شاكياً لائماً ذلك الراهب الضعيف ... شيئاً كان يحترق داخله شئ يعرفه جيداً وهو الحب الذي كان بينه وبين أندراوس ... نعم حب وحب روحي حقيقي يدفع الجميع للسماء وليس مجموعة عواطف باهتة ... فما أن تذكر يوحنا هذه النقطة حتى وجد نفسه يقرع بشدة على باب ذلك البيت مرة أخرى ولما فتخت له الفتاة البوابة لم يمهلها بل اندفع للداخل يبحث عن أخيه أندراوس . حتى وجده يبكي داخل احدى الغرف ...فاحتضنه بقوة ثم قال له : هيا بنا يا أخي نعود للدير ونرجع لحياتنا مرة أخرى . فأجابه أندراوس : لا يا أخي لقد أغواني الشيطان فسقطت وزنيت مع هذه المرأة و دنست جسدي ولم أعد أصلح للرهبنة بعد . وهنا قفزت لرأس يوحنا فكرة أو لنقل ألهمه بها حبه لأخيه الملتهب بالروح القدس فقال له: كم أنت أبر مني يا أخي ... فأطل أندراوس بعينيه في دهشة ... فأطرق يوحنا رأسه خجلاً وقال له : بعد أن تركتني سقطت أنا أيضاً في ذات الخطيئة لكني خشيت الاعتراف بها قلت في نفسي أن أكتمها ولا يعرف بها أحد .أما أنت فقد اعترفت فوراً بخطيتك و قد قال الكتاب ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم (1يو 1 : 9) لذلك فأنت أبر مني. هنا بدأ أندراوس يعيد تفكيره وقال ليوحنا : وهل تظن يا أخي أنهم يقبلوننا في الدير بحالتنا المزرية هذه بعد أن نقضنا نذر بتوليتنا و أفسدنا رهبنتنا . فقال يوحنا : يا أخي الحبيب إن كان الله قد قبل الإبن الضال ولم يأنف من رائحته الكريهة التي للخنازير تجعل الأباء بنعمة الرب يقبلوننا في الدير وبدأ يوحنا يطيب قلب أخيه أندراوس حتى أقنعه أنه مشترك معه في نفس الخطيئة وأقنعه بالرجوع للدير ... .وعادا للدير ولكن عجباً لهذا الحب فقد تقدم يوحنا في الكلام واعترف لأباء الدير بأنه وأخيه أخطئا في خطيئة الزنا ويطلبون الصفح والتأديب فأجتمع الأباء لمحاكمتهما ... قررا فيه أن الراهبان لا بد أن يخضعا لتأديب صارم من جهة الدير ووضعوا عليهما قانون تأديب وحبس في القلاية ( لم يكن هذا بشيء هين على الإطلاق بل قانون قاس جداً في التوبة ) و ما أن خرجا حتى أخذ يوحنا يحث أندراوس على أن يتمما معاً قانون التوبة وعاد يوحنا لقلايته ويا للعجب لقد بدء هو أيضاً في تتميم قانون توبة أخيه برغم أنه كان يمكن أن يعتذر ويكشف الأمر لأب اعترافه سراً ويكفيه فخراً أنه عاد بـأخيه من الهلاك للحظيرة مرة أخرى لكن الحب لا يعرف الأعذار. واستمر يوحنا يتمم قانون التوبة هذا عدة شهور ,, حتى أن السماء لم تحتمل المنظر ان يبذل أحد نفسه هكذا بالكامل عن أخيه ... ففي نصف مدة التأديب ظهر السيد المسيح بنفسه لرئيس الدير وقال له : اعف عن الراهبان لأن أحدهما مظلوم يحمل ثقل أخيه ...فعفوا عنهما معاً وعادا لمجمع الدير مرة أخرى . أخي .. هل عرفت أخيراً معني الحب ... هو ليس أني أحب اصدقائي واخوتي بالكلام بل هو حب باذل يقاس بمقدار العطاء والتضحية والتعب .. فالعواطف سريعاً ما تفتر وتبرد أما الحب الباذل فهو لا يفتر أبداً ... وهكذا أيضاً علمنا الكتاب لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد (يو 3 : 16)فلا يوجد حب بدون بذل ... حب حقيقي كاااامل .. مثل حب ربنا يسوع . قول آباء : إلهي.. أنت تحتضن وجودي برعايتك ، وكأنك لا تتطلع لآخر سواي .. تسهر علي وكأنك نسيت الخليقة كلها.. تهبني عطاياك وكأني أنا وحدي موضوع حبك .. ليتني أحبك يا إلهي كما أحببتني أولاً . |
16 - 06 - 2016, 12:41 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اخيرا عرفت الحب
روووووووووووعة
لا يوجد حب بدون بذل |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حزقيال 41: 6 و الغرفات غرفة الى غرفة ثلاثا و ثلاثين مرة |
اخيرا عرفت المسيح |
اخيرا عرفت |
اخيرا انا عرفت انا محتاجه ايه |
اخيرا .... بعد بحث طويل .... عرفت طريقي الحقيقي |