هو انا ليه مش لاقي خادم يفهمني أصول الحياة الروحية

[Mary Naeem]

سؤال أتى عن الخدمة

* سؤال أتي لصفحة الخدمة على الفيس بوك:

هو انا ليه مش لاقي خادم يفهمني أصول الحياة الروحية عن خبرة ووعي حتى أتخلص من مشكلة عدم قدرتي على سماع شهادة الروح القدس اننا أبناء الله في المسيح ويقعد يقولي هو انت عايز ربنا يعني يظهرلك علشان يقولك ويكلمك هو انت عايزه ازاي يكبمك يعني ؟؟؟؟
هو مش الرسول بيقول ان الروح القدس نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله والمسيح الرب نفسه قال خرافي تسمع صوتي، ليه بقى بعض الخدام مش فاهم أن دية حقيقة مش تمثيل ولا مجرد آية في العهد الجديد ومن الضروري ان من صار ابناً لله يسمع صوته والروح القدس يشهد في قلبه فعلياً مش نظرياً !!!

____________الإجابة____________

المشكلة الحقيقية فعلاً تلاقي خدام كتير جداً مليين الكنائس لكن نادراً ما تلاقي حد فاهم أصول الحياة الروحية، واندر منه أن حد يكون واعي وفاهم التعليم وعنده تمييز بين الغث والثمين وله خبرة حقيقية مع الله، وكتير جداً (مش الجميع طبعاً) بيتاجروا الآن بالتراب وليس بما له قيمة روحية حقيقية، والناس افتكرت أن الخدمة مجرد تحضير كلمتين ومهرجان ومسرح وتمثيل وكورال وشوية أنشطة وأفكار ولقاءت مع الأولاد ومؤتمرات وتحضير ألعاب وتجميع أكبر عدد من الأولاد نملأ بيهم الكنائس علشان نقول خدمتنا ناجحة الحمد لله، وتلاقي الكل مغلوب وتحت مشكلة وجع الخطية الداخلية وعاجز من أن يُقيم علاقة حقيقية مع الله ولا يعرف يسمع صوته ولا يقيم علاقة ويشهد في قلبه من الداخل الروح القدس انه ابناً لله في المسيح، وحتى الصلاة لا يحتملها ومعظم الخدام لا يقدروا على اجتماع الصلاة ولا بيعرفوا حتى يصوموا ولا يصلوا من أجل اللي بيخدموهم، وربنا يرحمنا يا رب آمين.

وللأسف الشديد معظم اللي بيخدم في الكنائس وعنده هذه المشكلة ويسمع أو يقرأ عندنا هذا الكلام يقعد يقول أنتم ضد الكنيسة وكله لازال بخير والكنيسة قوية ورأسها المسيح، فالرد دايماً كلام نظري محفوظ لكن لا يُمثل واقع حقيقي معاش في حياة الناس فعلياًُ، لأن الكلام اللي مش بيتحول لحياة حقيقية واقعية مُعاشة فالإنسان هنا بيغش ويخدع نفسه فقط، لأن الله كفيل بأنه يخلق من الحجارة أولاداً لإبراهيم ويهدي الجميع لملكوته، لأنه لا يعتمد على إنسان في خلاص أحد. وربنا يرحم الخدام اللي انخدعوا بأنشطة الخدمة وظنوا أنهم بكده بيرضوا الله.

لكن واجبنا من جهة الخبرة والتسليم الحي الذي للإيمان ان نقدم استقامة الحياة الحقيقية بكل ما فيها من كنوز إلهية للجميع، وبناء على ذلك لازم نواجه إنفسنا مواجهة حقيقية صريحة واقعيه بدون لا لف ولا دوران، لأن من يعرف أساس مشكلته يعرف يصل لحلها، لأن لو لم ندرك مدى خطأنا واعترفنا به أمام أنفسنا ومن ثمَّ أمام الله الحي ونحن نعي أننا ابتعدنا عن الطريق الحقيقي والسليم فلن نعود للطريق المستقيم ونمتلئ بالحق أبداً مهما ما فعلنا لأن من عرف عاره يعرف كيف يطلب مجده الحقيقي.

+++ ورجاء من الإخوة المعلقين قبل أن يتفوهوا متسرعين بالاتهامات يعقلوا الكلام ويركزوا فيه، لكي يستطيعوا أن يستفادوا ويفيدوا الآخرين، لأن مصيبتنا هو الانتقاد لكل ما هو مبكت للنفس لكي يستقيم حالها، لأن من يضع الاتهامات بيحاول مستميتاً أن يسكت صوت ضميره الحي ويهرب من المواجهة بشتم الآخر أو اتهامه بالخروج عن الكنيسة أو الإيمان.. ربنا يرحمنا كلنا ويعطينا أن نستفيق لأن كل واحد في النهاية سيعطي حساب وكالته أمام الله الحي الذي لن ينفع ان نهرب من وجهه مهما ما عملنا.