طعنات في قلب المحبة
(***********)
قبل أن اذكر لك يا صديقي القصة الطريفة التي جرت أحداثها فى نيويورك أريدك أن تتذكر و تعي جيدا الآيات التي قالها الرسول يعقوب:
"ما المنفعة يا إخوتي إن قال لأحد إن له إيمانا و لكن ليس له أعمال .هل يقدر الإيمان أن يخلصه .إن كان أخ وأخت عريانين و معتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكما امضيا بسلام استدفئا و اشبعا و لكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة . هكذا الإيمان أيضا إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته "
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]تقول القصة أن حاكما يدعى لاجارديا كان مشهورا بالحزم و العدل والإنسانية أيضا .... ذات يوم وقف أمامه رجلا عجوزا متهم بأنه ضبط وهو يسرق رغيف خبز .. و كان الرجل يرتجف خوفا ويقول انه اضطر لسرقة الخبز لأنه كان سيموت جوعا ...
فقال له الحاكم : " أنت إذا تعترف انك سارق و أنا لذلك أعاقبك بغرامة 10 دولارات ....و ساد المحكمة صمت مليء بالدهشة قطعه الحاكم بان اخرج من جيبه عشرة دولارات و أودعها خزينة المحكمة ليجمع في شخصه بين العدل و الإنسانية ....
ثم خاطب الحاضرين قائلا : ان هذه الغرامة منى لا تكفى .. بل لابد لكل منكم ان يوقع على نفسه أيضا غرامه لأنه سمح لنفسه أن يعيش في مدينه يجوع فيها رجل عجوز و يضطر أن يسرق رغيف خبز ليأكل.. و خلع القاضي قبعته و أعطاها لأحد المسئولين فمر بها على الموجودين و جمع غرامتهم التي دفعوها عن طيب خاطر و بلغت 48 دولارا أعطاهم الحاكم للعجوز مع وثيقة اعتذار من المحكمة .
يبكتنا جدا يا اخوتى قول القديس باسيليوس الكبير "تقول انك لست بخيلا و لا سارقا...إن من يجرد رجلا من ثيابه يدعى نهابا .... ومن لا يكسو عرى المسكين و هو يستطيع ذلك هل يستحق اسما آخر "
إننا نريد محبة عملية و لو بغير كلام .. فهذا يبنى الكنيسة أفضل بما لا يقاس من ملايين الكلام بدون عمل ...لان الكلمات حينئذ ستصبح كقول الرسول بولس"نحاسا يطن أو صنجا يرن "
إن من أقصى الطعنات التي توجه إلى قلب المحبة هي أن تقف عند حد المحبة بالكلام