|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحروب الروحية (2)
الحروب الروحية ..2 الحروب الروحية واعداء المؤمن إن أشهر الأعداء الثلاثة التي تحارب المؤمن، وليس من الصعب اكتشافه، وهو معروف لكل الناس، حتى غير المؤمنين، ولو بعض المعرفة، هو ذلك العدو المُسمَّى: والآن نحتاج أن نعرف مَنْ هو هذا الكائن؟ وما هي طبيعته وقوته وإمكاناته وأسماؤه وأساليب عمله، ولماذا سمح الله بوجوده، وكيف نواجهه ونتعامل معه، وما هو السلاح اللازم للانتصار عليه؟ -1- مَنْ هو؟ من خلال الإعلان المُقدَّم في كلمة الله نعرف أن الشيطان هو شخص حقيقي وليس مجرد قوة أو تأثير أو فكرة أو مبدأ. فنراه يَمْثُل أمام الله ويتكلَّم ويسمع ويحاور ويخرج من محضر الله، ويجول في الأرض ويتمشَّى فيها. ونراه يُلحِق الأذى بأيوب، ويُحَطِّم كل ممتلكاته، ثم يضربه بقرح رديء من باطن قدمه حتى هامته (أيوب1، 2). * ومرة أخرى كان كل جند السماء (الملائكة) واقفين أمام الرب، فَقَالَ الرَّبُّ: « مَنْ يغوي أخآب ملك إسرائيل فيصعد ويسقط في الحرب في راموت جلعاد؟ فقال هذا هكذا وقال ذاك هكذا. ثم خرج الروح (الشيطان) ووقف أمام الرب وقال: أنا أغويه. فقال له الرب: بماذا؟ فقال: أخرج وأكون لروح كذب في أفواه جميع أنبيائه. فقال: إنك تغويه وتقدر. فاخرج وافعل هكذا» (2أخبار18: 18-21). فهو شخص له اتصال بالرب وله تعامل مع البشر، وقُدرة جبارة على غوايتهم. وهو يتمتع بمركز رفيع ويُعتبَر واحدًا من ذوي الأمجاد، حتى إن ميخائيل رئيس الملائكة عندما خاصمه وتجادل معه بخصوص جسد موسى (جثمانه)، لم يجرؤ أن يحكم عليه بكلام مُهين، وإنما اكتفى بالقول: «لِيَنْتَهِرْكَ (ليزجرك)الرَّبُّ!» (يهوذا 8، 9). وهو الذي كان قائمًا عن يمين يهوشع الكاهن العظيم ليقاومه ويشتكي عليه إذ كان لابسًا ثيابًا قذرة. فقال الرب: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ يَا شَيْطَانُ!... أَفَلَيْسَ هذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ؟» (زكريا3: 1-3). * وهو الذي قد جرَّب الرب يسوع عندما كان بالجسد على الأرض، في بداية خدمته، لمدة 40 يومًا في البرية، ثم أخذه على جناح الهيكل، وأخيرًا أخذه على جبل عظيم عالٍ وأراه جميع ممالك العالم ومجدها، وعرض أن يعطيها له في مقابل أن يسجد له المسيح. لكن المسيح انتهره قائلاً: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ» (متى4: 10)، ثم «فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.» (لوقا4: 13). وهو الذي قبل الصليب طلب التلاميذ لكي يغربلهم كالحنطة (لوقا22: 31). وقد ألقى في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يُسلِّم المسيح (يوحنا13: 2). فهو يُلقي أفكارًا مُدمِّرة في قلب الإنسان وعقله. وفي عصر الاضطهاد والاستشهاد كان كالأسد المزمجر، ونقرأ القول: « هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضًا مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا،» (رؤيا2: 10). وهو الذي لطم بولس بشوكة في الجسد (2كورنثوس12). إنه «الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا،.. نَهَارًا وَلَيْلاً.» (رؤيا12: 10). وهو يحارب المؤمنين في كل مكان ويُشـدِّد الهجوم ضد مَنْ يريد أن يعيش بالأمانة للرب وله شهادة ناجحة. إنه يخدع : «كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا،» (2كورنثوس11: 3)، ويزأر كالأسد الذي يجول مُلتمسًا مَنْ يبتلعه (1بطرس5: 8)، وأحيانًا يُغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور حتى يَصْعُب اكتشافه (2كورنثوس11: 14). إنه يُعمي أذهان غير المؤمنين (2كورنثوس4: 4)، ويخطف الكلمة ويضيع تأثيرها حتى من المؤمنين (متى13: 19)، ويُعيق تحركات الخادم وخدمته (1تسالونيكي2: 18). * إن تعبير “الشيطان” بالمفرد يدل على أنه واحد وليس أكثر، وهو أيضًا المُسمَّى : “إِبْلِيسَ” و“الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ ” و“التِّنِّينُ الْعَظِيمُ،” (رؤيا12: 9). لكننا نفهم أنه الرئيس الأعلى لمملكة كبيرة مُنظَّمة تضم رؤساء وتحتهم سلاطين وتحتهم ولاة وتحتهم عدد لا يُحصَى من أجناد الشر الروحية أي الأرواح الشريرة (أفسس6: 12). ومركز تجمعهم وقيادتهم هي دائرة السماويات. وقد سُمِّيَ الشيطان : «رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ،» (أفسس2: 2). ومجال نشاطه هو السماوات المخلوقة والأرض، حيث يسيطر على هذا العالم، ولهذا يُسمَّى : «رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ » (يوحنا12: 31؛ 14: 30). كما نقرأ أن : «الأَرْضُ مُسَلَّمَةٌ لِيَدِ الشِّرِّيرِ.» (أيوب9: 24)، وذلك بعد سقوط الإنسان. * إنه كائن روحي كالملائكة، وليس له جسد كالإنسان. وهو مخلوق كسائر المخلوقات. وإن كان بالطبع لم يُخلَق كشيطان كما سنرى. ونحن نقرأ عن المسيح أنه: « فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.» (كولوسي1: 16). فهو يتبع المخلوقات التي لا تُرَى في العالم غير المنظور. إنه مخلوق عاقل، ناطق، حُر الإرادة، أقوى من الإنسان لأنه روح، خالد ككل الأرواح، لا يفنى ولا يتلاشى. ولكونه مخلوقًا فهو محدود وله بداية، فهو ليس كائنًا أزليًا. وهو محدود أيضًا من حيث المكان والوجود والمعرفة والقدرة والإمكانات. فالله وحده هو الكلي الوجود والحضور، السرمدي، الكلي المعرفة، والكلي القُدرة. ولحديثنا بقية إن تأنى الرب. * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحروب الروحية |
فوائد الحروب الروحية |
الحروب الروحية |
الحروب الروحية |
فوائد الحروب الروحية |