|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع ما بين ضياع الهدف والسير المستقيم في الطريق المرسوم من الله + سبب تيه الإنسان والحيدان عن الطريق ومن هنا ندرك كلمة ربنا يسوع في الإنجيل حينما قال لبطرس الرسول عندما كان خائفاً مرتبكاً وهو سائر على الماء ناظراً لكل جهة بعيداً عن شخصه القدوس البار: "يا قليل الإيمان لماذا شككت" (متي 41: 13)، لأن الشك ومن ثمَّ التورط في الغرق دائماً يبدأ حينما ينظر الإنسان ويركز في أي شيء آخر غير تثبيت عينه على وجه يسوع المسيح عالماً بمن آمن. مع اننا نرى في هذا الموقف منظراً يُدهشنا جداً ويُحيرنا للغاية، فالرب لم ينطق بمجرد كلمات تبكيت للتأنيب والتأديب، بل أمسك به وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت: ((ففي الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له))، وهذه هي طريقته في التبكيت، فهو لا يُبكت لأجل التبكيت والتوبيخ في ذاته أو لكي يُميت أو يطرح الإنسان للهلاك ويتركه يغرق بعيداً عنه كأنه يائساً منه بكونه جلب على نفسه هذا الحكم، بل بعدل المحبة وحدها يمد يده أولاً لينتشل الإنسان من الغرق، ثم يبكته وهو ممسكاً به بقوة واقتدار ليرفعه من الورطة التي أوقع فيها نفسه، لأن الغرض هو خلاص النفس ونجاتها وتثبيتها في الإيمان الحي الناظر الله لتنجو ولا تتزعزع لتستقيم مسيرتها، لكي تصل للهدف والغاية النهائية الموضوعة حسب التدبير. ومن هنا نستطيع أن نُفرَّق ونُميز تمييزاً واعياً بين التبكيت والتوبيخ الذي من الله، والتبكيت الذي من الناس أو الضمير الملوث بالخطايا. + الطريق مرسوم من اللهفي الحقيقة يا إخوتي أنه لا يستطيع إنسان في الوجود كله أن يرسم الطريق الإلهي ويُظهر ملامحه أو يضع له خطة المسيرة من نفسه أو يحدد غايته حسب فكره وذكاءه أو ما توصل إليه من دراسات وأبحاث وتأملات حتى لو كانت عميقة للغاية، لأن الطريق يخص الله وحده الذي فقط هوَّ من يُعلن عنه ويُظهره ويُبين كيفية السير فيه، لذلك فأن الله اللوغوس حينما ظهر في الجسد أظهر ذاته لنا جميعاً على نحو خاص قائلاً بإعلان صريح واضح: "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 14: 6) والرسول الملهم من الله الممتلئ بالروح، من نفس ذات الإعلان عينه، نطق بالحق حسب سرّ المسيح المُعلن له (أفسس 3: 4) قائلاً في نشيد أفسس: " مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة. اذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته. لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب. الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته. (نعمته) التي أَجْزَلَهَا لنا بكل حكمة وفطنة. إذ عرفنا بسرّ مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه. لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك. الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً مُعينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته. لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح. الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضاً إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس. الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده. (أفسس 1: 3 – 41) وفي عبرانيين يقول أيضاً: وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد (عبرانيين 2: 01) فالطريق ظهر والهدف أُعلِّن والوسيلة عُرِفَت، والباب مفتوح للدخول لتبدأ رحلة السفر من عالم لعالم، عالم أرضي يتصاغر ويتلاشى وعالم آخر سماوي يكبر ويتعاظم ويُثبَّت، فمن يسافر متجهاً لمدينة فأن المدينة التي وراءه تتباعد وتتصاغر إلى أن تتلاشى ملامحها تماماً ولا يراها حتى ينساها بحلوها ومرها وكل ذكرياتها لأن له غاية يصل إليها تشغل تفكيره، وعلى قدر ما يقرب من المدينة الجديدة، على قدر ما تكبر أمامه وتتعاظم إلى أن يصل إليها ويدخلها ليحيا فيها. لذلك فأننا في أشد الحاجة لانفتاح عين الذهن الداخلية لنرى ما لا يُرى بدون وسيط، لأن الأعمى يحتاج وسيط يمسك يده ويقوده كدليل في الطريق، أما المفتوح العينين يرى مباشرةً، وما يراه سيكون حقيقياً لأنه سوف يُعاينه ويتعامل معه ويعرف كيف يسير نحوه ليلمسه، بينما الأعمى الذي سمع وعرف ودرس سيظل خارجاً ولا يجد في الحقيقة التي عرفها شيئاً يلتمسه، بل دائماً عنده وسيط يشرح ويصف ويسوقه في الظلام لِمَا لا يراه ولا يقدر أن يُعاينه، ولكنه سيظل يسمع ويسمع وسيظل لا يدرك إطلاقاً ما هوَّ شكل هذه الحقيقة ولا يعرف هل هو سائر نحوها فعلاً أم عكسها، لأن آخر يسوقه دائماً حيثما لا يدرك ولا يعرف سوى حسب ما سمع فقط، وهذا هو السرّ في عدم وعي البعض بالطريق الروحي السليم وكيفية السير فيه، وسرّ بحثهم الدائم عن واسطة ودليل يقودهم حيث لا يبصرون، فهم دائماً يحتاجون لوسطاء. __________________ في الجزء الثاني سنتكلم عن: (1) دعوتنا وبداية مسيرتنا |
30 - 03 - 2016, 02:00 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: سبب تيه الإنسان والحيدان عن الطريق
موضوع راااااااااااااااااااااائع ومهم جدا
يارب عرفني طريقي وتكون انت الهدف الوحيد في حياتي صلي من اجلي ياماري حبيبتي لكي يوهبني ربنا استنارة روحية ويفتح ذهني الداخلي وافاقي الروحية آمين ربنا يبارك خدمتك ويزيدك ثمر |
||||
30 - 03 - 2016, 09:00 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سبب تيه الإنسان والحيدان عن الطريق
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|