عهدنا أن نحتفل بالأعياد و المواسم . و لكن كيف نحتفل بالآلام ؟ يمكن أن نحتفل بقوة المسيح و معجزاته . و لكن كيف نحتفل بالآمه ؟ و كيف نجلس فى الكنيسة حزانى طوال هذا الأسبوع ؟
ال
جواب:
و الجواب هو أن آلام المسيح هى سبب خلاصنا ، لأنه دفع عنا ثمن عقوبة الموت التى وقعت علينا بسبب الخطية . فنحن أذاً نحتفل بهذا الخلاص .
و لذلك نرتل – فيما نتذكر أقتراب المسيح من الصلب – و نقول " قوتى و تسبحتي هو الرب و قد صار لي خلاصاً " (مز117) .
و نحن نرى أن آلام المسيح تدل على قوته . لأنه بآلام الصلب حطم كل قوة الشيطان و هزم مملكته ، و خلص البشر منه . لذلك قال فى ما يقترب من الصلب عن الشيطان الذى ملك العالم : " رئيس هذا العالم قد دين " (يو11:16) .
و قال قبلها " رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء " (لو18:1.) . إننا باستمرار نرى آلام السيد المسيح دليلاً على قوتة ، دليلآ على قوة محبته للبشر ،فليس حب أعظم من هذا ، أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه (يو13:15). هنا قوة الحب والبذل ،و أيضا قوة الاحتمال، وقوة التواضع. والقوة التى هزم بها الشيطان والتى أبطل بها الموت "داس الموت بموته " ولهذا نقول له طول فترة البصخة :
لك القوة والمجد والبركة والعزة .." ثوك تادى جوم ...
إنه كان يعتبر ضعفاً ، لو أن المسيح تألم وصلب ومات وانتهى الأمر . أما قيامته بعد ذلك ، بقوة ، لاهوته ، فهذا دليل على أن موته لم يكن ضعفاً ، وإنما كان حباً وبذلاً .
كذلك فإن السيد قد قدس الألم بآلامه .
وأصبح الألم من أجل البر هو الطريق إلى المجد ، كما قال الرسول " إن تألمتم من أجل البر فطوباكم " ( 1بط 3 : 14 ) وكما قيل أيضاً " إن كنا نتألم معه ، فلكى نتمجد أيضاً معه "" ( رو 8 : 17 )
مبارك هو الرب فى آلامه ، وفى حبه وبذله ، وفى موته عنا لكى يحيينا ، ويرفع عنا حكم الموت .
-سنوات مع أسئلة الناس ج 10