|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
البابا الراهب مثلث الرحمات قداسة شنودة الثالث لست ادرى كيف نمضي او متى كل ما ادريه انا سوف نمضي في طريق الموت نجري كلنا في سباقِِ ، بعضنا في إثر بعضِ. " للبابا شنودة الثالث " كان مثلث الرحمات البابا المعظم الانبا شنودة الثالث يحب ويعشق الرهبنة والاديرة والبرية والصحارى والمغارات ؛ انه بحق فتى الجبال الشجاع والاسد الخارج من دير السريان . كان قبل رهبنته مديراً لتحرير مجلة مدارس الاحد وكتب فيها مقالات كثيرة عن الرهبنة والنسك ، وكان اثناء ذلك يتردد كثيراً على دير السريان الذي احبه ويمكث فيه اياماً للخلوة والتامل والتعبد . في احدى الزيارات لدير السريان مكث عدة ايام ، ولما رجع كتب في المجلة مقالاً بعنوان《 سائح 》اى سائح في الجبال ليس له دير بل كل البيداء ديره ، متكلماً عن اعلى درجات الرهبنة وهى درجة السياحة . بعد ذلك انطلق الي دير السريان الذي احبه فاستقبله نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات الانبا ثاؤقليس بالترحاب والفرح ، حيث كانت تربطهما علاقة محبة قوية ، وقام بسيامته راهباً باسم الراهب انطونيوس السريانى وذلك في يوم 18 يوليو 1954م وذلك بعد ثلاثة ايام من وصوله الدير بينما المدة الرسمية لطالب الرهبنة ثلاث سنوات وليس ثلاثة ايام ، وذلك لمعرفته ان الاستاذ نظير جيد ( وهو اسمه العلمانى قبل الرهبنة ) كان يعيش الرهبنة قبل ان يدخل الدير بسنوات . في الدير عاش كاحسن ما يكون راهب المجمع ، مواظباً على صلواته وقراءاته ، محتفظاً بعلاقة محبة طيبة مع جميع الرهبان ، احب الجميع فأحبّه الجميع . سلَّمه رئيس الدير مكتبة الدير بما فيها من مخطوطات ثمينة وكتب قديمة ومراجع قيمة ، فنظمها كاحسن ما يكون ، وعمل لها الفهارس اللازمة على كروت صغيرة بخطه الجميل ، ومازالت المكتبة تحتفظ بهذه الكروت كأثر ن كما أضاف إلى المكتبة كتباً قيمة مثل دوائر المعارف وأقوال الآباء . كذلك كان مسئولاً عن مطبعة الدير فنشر الكثير من الكتب والمقالات ، مثل : مقالات من ميامر الآباء في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة ، ومازلنا نُعيد نشرها ونقراها في اجتماعات الرهبان في هذه الاعياد السيدية الكبرى . كذلك نشر كتاب نُسكيات وقوانين القديس باسيليوس الكبير ، واصبح مرجعاً هاماً نُعيد نشره كلما نفد . كما نشر كتاب عن سيرة القديس يحنس كاما القس شفيع دير السريان وتاريخ دير السريان العامر ، ومازال هو المرجع الذي يرجع إليه كل من يريد أن يَكتب عن دير السريان أو أنبا يحنس كاما . قرأ كل ما كان في المكتبة الضخمة من مخطوطات وكتب ومراجع وموسوعات حتى أصبح موسوعة متحركة ، يستطيع أن يتكلم في اى موضوع بدون تحضير سابق ، وذلك لذكائه الشديد الذي ساعده على حفظ كل ما يقرأه ، وبسبب محبته للقراءة والإطلاع والكتابة التى يعشقها منذ نعومة أظافره . وبكثرة القراءة والإطلاع صُقلت موهبته في الكتابة والوعظ حتى أخذ شهادة بأنه أعظم واعظ في العالم ، واجتماعه الأسبوعي كان يُبهر الزوار الأجانب . إلى جانب المكتبة كان يحب الزراعة ويهتم بها ، وغرس الكثير من الأشجار المثمرة في الدير ، ومازلنا نأكل من ثمرها ، وكان يهتم بعُمال الزراعة بأكلهم وشربهم وراحتهم ويعطيهم الكثير من العطايا . إلى جانب هذا وذاك أُسندت إليه شرح معالم الدير لرحلات الأجانب ؛ لأنه كان يُجيد اللغة الإنجليزية إجادة تامة ، وكن قبل رهبنته يقوم بتدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الثانوية . فقدَّم للأجانب صورة رائعة للراهب القبطي الروحاني المُثقف . كان أحد العلماء الأجانب ويُدعى أتو ميناردوس الاستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة يتردَّد على دير السريان كثيراً ، ويجلس مع الراهب أنطونيوس السرياني ويأخذ منه مهلومات غزيرة عن الرهبنة والأديرة القبطية ؛ لانه كان يؤلَّف كتاباً عنها ومن ضمن ما كتبه هذا العالم عن دير السريان : 《 ومن رهبان دير السريان أنطونيوس السرياني . ومن كل الرهبان الاقباط يظهر كأفضل راهب وأعظم مُثقّف 》. وهذه شهادة نعتز بها من عالِم غربي كبير عن الراهب أنطونيوس وعن دير السريان . أحبّ البابا شنودة حياة الرهبنة وعاشها بجد واجتهاد وبكل جوارحه ، فأعطته الكثير من المواهب والبركات . أضفت على قداسته فكر التواضع والنُّسك والزهد وقوة الشخصية والشجاعة والصبر في الشدائد واحتمال الآلام والتجارب ، حتى صار بحق الاسد الخارج من دير السريان . لمّا أراد الراهب أنطونيوس حياة الوحدة داخل الدير اختار قلاية داخل الحصن القديم بجوار كنيسة الملاك ميخائيل بأعلى الحصن . قلاية ضيقة مُظلمة ليس فيها نور كهرباء ولا ماء ولا دورة مياه ، وبها سندرة صغيرة استعملها كمحبسة يصعد إليها زاحفاً وبمشقة شديدة ، عاش في هذه القلاية عيشة صعبة يحبس فيها طوال النهار ويستخدم لمبة جاز نمرة 10 ، يقرأ ويكتب علبها وفيها نسخ ميامر ومقالات أعظم كتاب رهباني ، وهو محطوط مار إسحاق الذي كان يستشهد كثيراً بأقواله في عظاته ومحاضراته بعد ذلك . لما أراد أن ينتقل إلى مرحلة أعلى من مراحل الرهبنة وهى الوحدة في مغارة خارج الدير وذلك سنة 1956م ، بحث عن مقابر قديمة في صخرة غرب الدير وتبعد عن الدير حوالي 3 كيلومتر ، ووجد هو وبعض الرهبان بعض مقابر قديمة نظّفوها من الرمال وسكنوا فيها ومارسوا حياة الوحدة والهدوء والسكون . لمّال أراد أن ينتقل إلى حياة أعلى من هذه عمل مغارة في صخرة عالية تطل على البحر الفارغ وتبعد عن الدير 12 كم من الناحية القبلية ، وهى منطقة مُنعزلة تماماً ، والمغارة صغيرة وضيقة لا يزيد عرضها عن مترين وطولها ثلاثة أمتار ، وعاش فيها أحلى أيامه كما قال هو بنفسه ، وكانت تمر عليه فيها أسابيه لا يرى وجه انسان ، وعاش فيها حياة التأمُّل والصلاة والدراسة مُعتكفاً بعيداً عن الدير وكان تلميذه الراهب صرابامون السرياني ( نيافة الانبا صرابامون أسقف دير الانبا بيشوى حالياً ) هو الذي يخدمه في هذه الفترة ويحمل له حاجياته من خبز وماء وكتب غيرها وبصلها له على ركوبة ( حمار ) حتى مغارته . ورغم أن هذه المغارة تمت سرقة محتوياتها هدة مرات من قبل العُربان العابرين عليها ، لكن هذا لم يجعله يخاف ويتركها ، بل استمر فيها متكلاً على الله حاملاً في داخله قلب أسد يعيش في البرارى المخيفة وحيداً ولا يخاف . كان اثناء وحدته ينزل إلى الدير بين الحين والآخر للتناول من الأسرار المقدسة ، وفي إحدى هذه المرات رسمه الانبا ثاؤقليس قساً وذلك سنة 1956م. بعد سيامة البابا كيرلس السادس بطريركاً اختاره ليكون السكرتير الروحي له ، فخدم معه بعض الوقت ثم عاوده الحنين إلى مغارته ، فاستأذن البابا ورجع إلي ديره وإلى مغارته . أمّا قصة سيامته أسقفاً للتعليم فكانت عجيبة وغريبة كما رواها هو بنفسه : استدعاه قداسة البابا كيرلس السادس كمَنْ يريد أن يتفاهم معه في أمر رحلة أجانب جاءت إلى الدير ولم تدخل الدير ، وكان كما يبدو يوجد اتفاق على رسامته أسقفاً بين قداسة البابا كيرلس وبين الانبا ثاؤفيلس رئيس الدير . نزل الراهب القس أنطونيوس مع نيافة الانبا ثاؤفيلس لمقابلة قداسة البابا في مقرِّه بالازبكية بالقاهرة . ولمّا انتهت المقابلة عمل الراهب انطونيوس ميطانية للبابا ليسلمَّ عليه ، وإذ بالبابا يضع يده على رأسه ويرسمه أسقفاً لتعليم والكلية الاكليريكية باسم الانبا شنودة وذلك في 30 سبتمبر سنة 1962م ، وحجزه في البطريركية حتى صباح الاحد وتمت رسامته أسقفاً للتعليم ، وهكذا ربحت الكنيسة أسقفاً عظيماً . وكان عمل البابا كيرلس هذا يشبه قول مُعلَّمنا بولس الرسول 《 وإذ كنت محتالاً أخذتكم بمكر 》( 2 كو 12 : 16 ) . وهكذا أتم على نيافة الانبا شنودة قول ربنا يسوع المسيح :《 لا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال ، بل على المنارة فيضئ لجميع الذين في البيت 》( مت 5 : 15 ) . وفي فترة الاسقفية كان الله يُعدّه لمنصب البطريركية ، الذي ملأه بكل جدارة ورفع اسم الكنيسة القبطية عالياً . ونشر اسمها وتراثها وأبحاثها وتاريخها في كل العالم . اهتم البابا الراهب بالرهبنة والاديرة فكان يقضي ما يَقرُب من نصف الاسبوع ، في الدير مهما كانت مشاغله كذلك اهتم بالاديرة كلها ، عمّرها بالمباني والرهبان وأعاد الحياة الرهبانية لاديرة كانت شبه مُندثرة فنمت الرهبنة في عهده وترعرعت . كل ذلك بفضل صلوات وجهود واهتمام قداسة البابا الراهب . " الله ينفعنا ببركة صلواته أمام عرض النعمة " بقلم الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر التعديل الأخير تم بواسطة sama smsma ; 16 - 03 - 2016 الساعة 10:58 AM سبب آخر: اضافة صورة بطلب من صاحب الموضوع |
14 - 03 - 2016, 01:18 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاسد الخارج من دير السريان
بركته تكون معنا ربنا يبارك حياتك |
||||
14 - 03 - 2016, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: الاسد الخارج من دير السريان
ميرسي للمرورك
|
|||
14 - 03 - 2016, 03:14 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: الاسد الخارج من دير السريان
موضوع حلوووو اوووووي
|
||||
14 - 03 - 2016, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: الاسد الخارج من دير السريان
ميرسي للمرورك
|
|||
14 - 03 - 2016, 03:37 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الاسد الخارج من دير السريان
أحبّ البابا شنودة حياة الرهبنة وعاشها بجد واجتهاد وبكل جوارحه ، فأعطته الكثير من المواهب والبركات . أضفت على قداسته فكر التواضع والنُّسك والزهد وقوة الشخصية والشجاعة والصبر في الشدائد واحتمال الآلام والتجارب ، حتى صار بحق الاسد الخارج من دير السريان . موضوع رائع جداً يا فادى ربنا يبارك خدمتك الجميلة ويفرح قلبك |
||||
14 - 03 - 2016, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاسد الخارج من دير السريان
رووووووووعة الموضوع يا فادى
بركه صلواته تفرحك يارب |
||||
14 - 03 - 2016, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: الاسد الخارج من دير السريان
+ بركة صـلواتك وشفاعتك معنا يامعلم الأجيـال أنـوار موجــودة لقد تحملت الكثير فى صبر القديسين ياقداسة البابا شنودة + مرقس إسـكندر مقار |
|||
14 - 03 - 2016, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الاسد الخارج من دير السريان
شفاعتك يا بابا شنودة
ربنا يعوض تعب محبتك يا فادى |
||||
14 - 03 - 2016, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الاسد الخارج من دير السريان
موضوع حلو جداااا جداااا اشكرك استاذ فادي ... ربنا يباركك ويفرحك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
متى أنشأ مذبح كنيسة السيدة العذراء السريان بدير السريان؟ |
تاج السريان في مصر |
الاسد الخارج من سبط يهوذا |
دير السريان |
كتاب الاسد في الخارج |