|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة شجرة العائلة «البُطرسية» من الموظف «غالي بك نيروز» إلى أول أمين عام عربيّ للأمم المتحدة على أطراف بلدة «الميمون» بمُحافظة بني سويف، وتحديدًا داخل دائرة الأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديو إسماعيل، أنجبَ الموظف «غالي بك نيروز» ولدًا أسماه «بُطرس» كما يُسمي القديسون، بتاريخ 15 مايو 1846، ولكي يُنبته نباتًا صالحًا، أرسل الصبي الصغير إلى أحد كتاتيب القرية في السادسة من عُمره، وبعدها ذهب إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة «حارة السقايين»، وهُناك تلقى مبادئ اللغات الثلاث: العربية والفرنسية والقبطية، كما تعلم الفارسية والتُركية فيما بعد، وكان الصبي لا يمل ولا يكل من التعلّم. مرّت السنون وأصبحَ الصبيّ الشغوف واحدًا من أهم رجال السياسة بمصر وعُيّنَ كأول رئيس وزراء من خارج الطبقة الأرستقراطية التُركية. تولى ابنان له الوزارة، هما نجيب غالي وواصف غالي، كما تولى ثلاثة من أحفاده الوزارة أيضًا وهم: ميريت غالي وبطرس بطرس غالي ويوسف بطرس غالي.وكان أحد أبنائه من أقطاب الوفد وهو «واصف غالي»، عمل بوظيفة مترجم في مجلس تجار الإسكندرية في أوائل عام ١٨٦٧، ثم باشكاتب المجلس، وانتقل بعدها عام ١٨٧٣ لنظارة الحقانية التي ترقّى في سلكها سريعًا حتى أصبح سكرتيرًا لها عام ١٨٧٩، ثم وكيلًا في ١٠ أكتوبر ١٨٨١، وأنعم عليه برتبة الباشوية في العام التالي وكان أول قبطي يحصل على هذا اللقب الرفيع. وفقًا لموقع ذاكرة مصر المعاصرة. «المصري لايت» ترصُد سلسال شجرة العائلة «البُطرسية»، بدءًا من «غالي بك نيروز» إلى بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، الذي وافتهُ المنيّة، أمس، عن عُمر يُناهز الـ94 عامًا، استنادًا للموسوعة التي أصدرتها مكتبة الإسكندرية، لتوثيق تاريخ العائلة بعنوان «العائلة البطرسية.. سيرة عائلة قبطية»، وموقع «ذاكرة مصر المعاصرة». «غالي بك نيروز».. ناظر تفاتيش الأمير بدأت حكاية العائلة «البُطرسية» عند غالي بك نيروز، وهو الجد الأكبر الذي كان يعمل ناظر «تفاتيش» للأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديو إسماعيل، في الصعيد، وتحديدًا في بلدة «ميمون» الواقعة في محافظة بني سويف. وبحلول عام 1846، أنجبَ غالي بك، بطرس غالي، الذي تقلّد المناصب السياسية، هو وأولاده وأحفاده، ليُصبح نَسل غالي بك من العائلات التي أثّرت في واقع الحياة المصرية، على كل الأصعدة: السياسية، والاقتصادية، والفنية؛ حيثُ تمتد شهرتها من النصف الثاني من القرن التاسع عشر وإلى الآن. «بطرس باشا غالي»: أول رئيس وزراء قبطي جاء بطرس أفندي إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة «حارة السقايين»، ومن بعدها بدأ حياته العملية كمدرس في أول مدرسة التحق بها براتب 700 قرش، وسافر ليتم دراسته في أوروبا، ثُم عادَ ليعمل فى مجلس التجارة بالإسكندرية وظلّ يترقى حتى صار رئيسًا لكتاب المجلس. وعندما تعرف على ناظر الداخلية «محمد شريف باشا»، الذي أعجب بمعرفته باللغات، عينهُ رئيسًا لكتاب نظارة الحقانية، واستكمل بطرس طريقه إلى أن تعرف على «نوبار باشا»، رئيس النظار (رئيس الوزراء) وقتها، ومنحهُ رتبة البكوية تقديرًا له على دوره كعضو في لجنة توصية الديون أيام الأزمة المالية في عهد الخديو إسماعيل، وتوقع له المندوب الإنجليزي في اللجنة أن يكون ناظرًا للمالية يومًا مًا. كما كان من أعضاء الوفد الذي أرسله أحمد عرابي للخديو توفيق، لطلب العفو بعد الثورة العرابية، وعُيّنَ ناظرًا للمالية في نظارة (وزارة) حسين فخري الأولى «15 يناير 1893»، وأيضًا في نظارة مصطفى رياض الثالثة «19 يناير 1893»، ثُم ناظرًا للخارجية في نظارة نوبار باشا الثالثة. وشاركَ بطرس باشا غالي في توقيع اتفاقية السودان مع إنجلترا، يناير 1899، وترأس محكمة «دنشواي» 1906، التي عُقدت لمحاكمة الفلاحين من أبناء الريف المصري، والذين اتهموا بقتل ضابط بريطاني مات مُتأثرًا بضربة شمس أثناء قيام مجموعة من جنود الاحتلال بالصيد داخل حقولهم. تبوأ منصب رئيس النظارة، أي رئيس الوزراء، عام 1908، وأصبح بذلك أول مصري يشغل هذا المنصب، واحتفظ بمنصب وزير الخارجية فيها، وفي تلك الفترة تفاعل بطرس مع القوى الوطنية وأصدر قانونًا بعلانية جلسات مجلس الشورى، وتوسيع اختصاصاته. ورغم أنه قبطي منح قانونًا بإجازة يوم رأس السنة الهجرية، لكنه أثار قوى الحريات بقانون المطبوعات بعد حملات الصحف ضده والذي عُرف «بقانون إسكات الصحف». وعلى الجانب الإنساني، تزوجَ بطرس غالي من السيدة صفا خليل أبوالعز، التى يُقال إنّها ابنة خالته، وأنجب منها 3 أولاد وبنتًا واحدة، وهم: نجيب وواصف وراغب وجليلة. وفي 20 فبراير عام 1910، أطلق إبراهيم ناصف الورداني، وهو شاب في الرابعة والعشرين من عُمره، الرصاص على بطرس باشا غالي، أثناء خروجه من ديوان الخارجية، وقال «الورداني» في التحقيقات إنه قرر قتله لترؤسه محكمة دنشواي، وأعاد قانون المطبوعات، وكان له دور فى مد امتياز قناة السويس. وهكذا كانت نهاية وزارته واستكمال سلسال العائلة مع فرد آخر. «نجيب أفندي غالي»: ثاني وزير خارجية نجيب هو الابن الأكبر لبطرس غالي الذي درسَ الحقوق في فرنسا، وثاني أشهر فرد في «العائلة البطرسية»، وبعد عودته من فرنسا، تم تعيينُه في وظيفة مساعد نائب في المحاكم المختلطة، ونُقل لنظارة الخارجية وما لبث أن عُيّن سكرتيرًا للنظارة. وكنوع من أنواع «المواساة» للعائلة البطرسية، إثر مقتل بطرس باشا، قررَ الخديو عباس حلمى الثانى أن يرقي «نجيب» لمنصب وكيل النظارة، واستمر على ذلك طيلة 10 سنوات، حتى استقال بدوره مع وزارة حسين باشا رشدي في إطار أزمته مع الحكومة البريطانية التي رفضت رفع الحماية البريطانية، ولهذا لم يتردد عدلي باشا يكن في ضم نجيب لأول وزارة يترأسها واستقال مرة أخرى بعد 6 أشهر مع الوزارة، وانصرف لإدارة أملاكه التي ورثها عن والده. وتزوج «نجيب» في 1907 من «أنا كيفورلا»، وهي فتاة من أسرة أرمينية، ورُزق بولدين، هما «ميريت» و«جفري»، وكانت «أنا غالي» زوجة «نجيب» من رائدات الخير وأسست جمعية القبطيات، وخصص نجيب ضمن أنشطته الخيرية جزءًا غير قليل من وصيته للمنشآت القبطية والبطرسية. «واصف أفندي غالي»: ثالث وزير خارجية «أول مصرى ارتفع صوته رسميًا بالدفاع عن فلسطين فى عصبة الأمم»، هكذا وصفتهُ موسوعة «العائلة البطرسية .. سيرة عائلة قبطية»، فكانَ لبطرس باشا ابن يُدعى «واصف»، وهو الشقيق الأصغر لـ«نجيب» والذي رافقه في رحلة الدراسة بفرنسا، وكان له موقف وصفتهُ صفحات التاريخ بالموقف المهم، وذلك حينما رفض الدعوات لإقامة مؤتمر قبطي في أعقاب اغتيال والده، بعدما اعتبره سيسبب فتنة طائفية، وشكر من كتب عن الوئام بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، ورُشح لعضوية الوفد المصري برئاسة سعد باشا زغلول الذي سافر لباريس لعرض القضية المصرية. كما ساندَ «واصف» الزعيم سعد زغلول عقب رفضه مشروع استقلال البلاد، وسانده في منفاه، وقاطع السلطات الإنجليزية بالمقاومة السلبية، حتى اعتُقل أعضاء الوفد ومنهم «واصف» الذى سجن فى ثكنات قصر النيل، وصدر ضده حكم بالإعدام وخُفّف لسبع سنوات وغرامة 5 آلاف جنيه، ثم أُفرج عن المعتقلين مع تزايد السخط الشعبى. وكانت تذهب زوجته يوميًا له فى السجن، واستمرت التطورات التاريخية حتى فاز كل أعضاء الوفد المصري بعضوية أول مجلس نيابي مصرى، وشكّل سعد زغلول الوزارة وضمت «واصف» كوزير للخارجية، واستمر في 5 وزارات وفدية متتالية. وتعرض «واصف» لعدة أزمات أثناء توليه منصب وزير الخارجية، أبرزها: اغتيال السير لى ستاك سيردار الجيش المصرى وحاكم السودان العام، والتى تصاعدت توتراتها حتى وصلت إلى التهديدات الإنجليزية العنيفة التى رفضتها الحكومة المصرية حتى استقالت، وحاول وقتها «واصف» التدخل لدى الحكومة الإيطالية التى احتلت وقتها الحبشة لحل أزمة مياه النيل، فتجاوب معه الإيطاليون. كما دخل مع الإنجليز فى مفاوضات «هندرسن» وتوصلوا لاتفاق لإنهاء الاحتلال عسكريًا. وبعد تاريخ طويل من العمل السياسي، اعتزل «واصف» السياسة، ثمُ عادَ بعضوية مجلس الشيوخ عن الوفد، والتى انتهت بالاستقالة بعد حريق القاهرة، واعتذر عن نظارة الخارجية فى حكومة على باشا ماهر، قائلاً: «البلاد أصبحت مريضة بدرجة كافية وعلاجها ليس عند عجوز وصل لسني». «راغب باشا غالي»… والد بطرس بطرس غالي أما الابن الرابع والأخير لبطرس باشا غالى، فهو «راغب» الذي لم يدخل عالم السياسة، تأثرًا بحادث اغتيال والده، وانشغلَ بمراعاة الأملاك ونماها حتى أصبح من كبار ملاك الأراضى الزراعية، وكان يُعرف «راغب» وسط العائلة باسم يوسف، وتزوج من «صوفى شاروبيم»، ابنة المؤرخ «ميخائيل بل شاروبيم»، وأنجبا الصبي بطرس يوسف بطرس غالي، الذي أصبح فيما بعد أول أمين عام عربيّ للأمم المتحدة. «بطرس بطرس غالي»: أول أمين عربيّ للأمم المتحدة وداخل العاصمة، القاهرة، وُلدَ بطرس بطرس غالي، 14 نوفمبر 1922، لعائلة ذائعة الصيت، بدأت من غالي بك نيروز، ثُم بطرس نيروز غالي، رئيس وزراء مصر. وفي عام 1946، أنهى بطرس بطرس غالي دراستهُ الجامعية، ثُم حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي، من جامعة باريس عام 1949، وعمل بعد ذلك في تدريس القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة القاهرة وجامعات أخرى في أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وكتب عدة كتب بالعربية والفرنسية. وكان غالي – وهو أستاذ جامعي وسياسي مصري – قد شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة لولاية واحدة مدة خمس سنوات في أول يناير 1992، وحتى ديسمبر 1996، وكانَ أول عربي وأفريقي يشغل هذا المنصب في المنظمة الدولية، في فترة تزايد فيها نفوذها في أعقاب دورها الحاسم في حرب الخليج الأولى. وفي أكتوبر عام 1977، عُيّن غالي وزير دولة للشؤون الخارجية. ورافقَ في الشهر التالي الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في رحلته إلى القدس، بعد استقالة وزير الخارجية آنذاك، محمد إبراهيم كامل، احتجاجًا على التقارب المصري- الإسرائيلي. ثم أصبح غالي نائبًا لرئيس الوزراء في عام 1991. وترأس بطرس غالي في الفترة من 2003 إلى 2006 مجلس «مركز الجنوب»، وهو منظمة حكومية دولية للبحوث للدول النامية. وترأس غالي منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة، كما ترأس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في مصر. وأخيرًا، استقال من رئاسة المجلس في فبراير من عام 2011، وأسس بطرس غالي مجلة السياسة الدولية الفصلية التي تصدر عن صحيفة الأهرام. «ميرت نجيب بطرس غالى»: وزير الشؤون البلدية أما «ميرت» فهو ابن «نجيب بطرس غالي»، وهو أحد أهم أفراد العائلة أيضًا، والذي بدأت رحلتُه بدراسة الحقوق في فرنسا، وترقى حتى وصل إلى منصب وزير الشؤون البلدية والقروية، في وزارة أحمد نجيب باشا الهلالى. كما اهتم «ميرت» بالدراسات الأثرية حتى أصبح عضو المجلس الأعلى للآثار، وكان لهُ دور مهم، كما ذكرت الموسوعة، ضمن اللجنة المصرية التى قدمت المساعدات للإثيوبيين خلال الحرب الإيطالية الحبشية، والتى بدأت 1935 واستمرت فعاليتها بعد الحرب فى مواجهة الجفاف الذى ضرب الحبشة. وتفاعل «ميرت» فيما بعد بشكل أكبر، حيثُ كانت تتعامل مصر مع إثيوبيا برؤية الشقيقة الصغرى، وطلب الإثيوبيون المعاونة المصرية فى كل شىء، منها مصانع الغزل والأسمنت والدخان والأدوية والسيارات والبنوك، ووصل تفاعل «ميرت» مع القضية الإثيوبية حتى إنه أرسل مساعدات مالية من جيبه الخاص لولى العهد الإمبراطور الذى تم إبعاده عن الثورة. «جيفرى نجيب غالى»: رحّالة وعضو وفديّ أما «جيفرى» فهو أحد الأفراد المميزين فى العائلة البطرسية، ولم تكن لهُ شهرة واسعة رغم نشاطه كرحّال وعضو وفديّ أيضًا، فعلى المستوى السياسي، بدأ «جيفري» بمساعدة أبناء الحبشة فى مآسيهم استكمالاً لرحلة «ميرت نجيب بطرس غالي»، ودخل البرلمان كعضو وفدى فى مجلس النواب عام 45، لكنهُ تُوفى عن عمر صغير، عكس ما يميز أبناء العائلة، وعمره 48 عامًا. «يوسف رؤوف بطرس غالى»: وزير المالية وكانَ للعائلة نصيب من الشهرة العكسيّة أيضًا، من خلال يوسف بطرس غالي، وزير المالية الأسبق، وابن «رؤوف» شقيق بطرس بطرس غالي. ولدَ يوسف بطرس غالي في القاهرة 1952، وحصلَ على بكالوريوس من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وفي عام 1981 نالَ دكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية. وعملَ يوسف بطرس غالي بعد تخرجُه محاضرًا للاقتصاد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأيضًا محاضرًا بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، كما عمل كأستاذ مساعد في الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية المصرية. وقبل الدخول في مجال العمل السياسي، شغل يوسف بطرس غالي عدة مناصب أكاديمية، كما عمل كخبير اقتصادي في صندوق النقد الدولي لمدة 6 سنوات، ومستشار اقتصادي لكُل من رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي المصري، واستمرت المناصب الوزارية أيضًا إلى أن تولى منصب وزير المالية عام 2004، وبعد ثورة 25 يناير، حُكم على غالي غيابيًا بالسجن المُشدد لمدة 30 عامًا، نظرًا للقرارات التى اتخذها أثناء فترة توليه وزارة المالية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|