بالصور| بـ8 آلالاف مسمار.. فنان يحول أبو تريكة للوحة فنية

[Mary Naeem]

بالصور| بـ8 آلالاف مسمار.. فنان يحول أبو تريكة للوحة فنية

قطع متراصة في تناغم بصري مكونة لوحة ضخمة غير اعتيادية من مئات المسامير والدبابيس والألاف أحيانًا، مجتمعين في لوح خشبي واحد استطاعوا تحويله من صلب أصم إلى طاقة إبداعية ضخمة، كأنها مكعبات لغز اجتمعت في مسارها الصحيح معًا لتكوين شكلًا واحد، لكن المسمار الواحد الخطأ أو الدبوس يمكنه أن يهدم عمل عشرات الساعات إذا وضع بشكل غير صحيح، تلك هي مهمة الفنان محمد محمود قطب الشاب الثلاثيني الذي اختار أن يخرج عن نطاق المألوف من اللوحات ويبرع في فن حديث العهد بمصر.

لم يمل محمد من محاولاته في اكتشاف شغفه الفني، بل حاول في بداية الأمر تعلم الرسم والنحت والتعامل مع الألوان لكنه لم يجد نفسه بارع بها، بالقدر الذي اكتشفه وعاشه بين المسامير والدبابيس وخيوط لوحاته الحريرية، فلا يمكنك أن ترى جمال لوحاته الفنية وأجزاءها المتجانسة إلا من مسافة لا تقل عن متر ونصف، فتفاصيلها الدقيقة لا يمكن أن ترصدها عن قرب، فهي آلاف الدبابيس مجتمعة على خشبة واحدة أو أكثر من عشرة كيلو مسامير مدببة ومنطوية للخروج بلوحة فنية تارة تكون لتوت عنخ أمون وأخرى تجدها أم كلثوم تشدو بين مسام لوحاته، محاولًا الغوص في عالمه لعشرات الساعات؛ على أمل الخروج بالشكل الذي رسمه في خياله.

تبدأ رحلة اللوحة بمعالجة الصورة الأصلية على برنامج الفوتوشوب فيقوم بتحويلها إلى بيكسل محددة، بعدها ينتقل للمرحلة الأدق وهي الجانب الهندسي المرتبط بتسطير اللوح الخشبي وتقسيمه لمربعات مختلفة مع مراعاة حجم كل مسمار والمساحة التي يشغلها.
ويقول قطب في حواره لـ"التحرير": "الجزء الواحد حسابيًا يقدر يقولي اللوحة كلها هتاخد وقت قد أي تقريبا، ومنها أقدر أحدد اللوحة هتكلفني قد إيه والوقت والجهد الكلي لتنفيذها وبناءًا عليه أوفق بينه وبين شغلي".

محمد قطب من دبلوم تجارة لفن المسامير والدبابيس
لم يقف محمد عند حد دبلوم التجارة الذي تخرج منه منذ قرابة 20 عام، بل طور نفسه على الصعيدين الفني والمهني، فلم يقف منتظرًا أن يصبح فنان لامع بل انتقل للعمل في المقاولات حتى وصل لمسؤول مخازن في إحدى الشركات الكبرى، وبدأ في الموازانة بين فنه وعمله دون أن يقصر في أحدهما على حساب الآخر، ليوفر المال الكافي لآسرته وأبناءه وفي الوقت نفسه يشبع موهبته الفنية.

لوحة جيفارا أول عمل قام بتنفيذه
ويضيف قطب: "دبلوم تجارة يعني مش شاطر في الدراسة لكن أنا بحب الرسم من صغري ووالدي كان بيجبلي كراسات الخطوط والرسم، وبدأت تدريب نفسي وتعلم الفوتوشوب والأبعاد لكن من أكثر الصعوبات اللي واجهتني التوفيق بين الشغل وتنفيذ اللوحات لأنها بتأخد وقت طويل بعضها ممكن يوصل لـ100 ساعة ولوحة زي أبو تريكة خدت 12 يوم ولوحات تانية خدت مني شهور فكرة وتنفيذ".
انتقادات لوحة أبو تريكة
واستكمل قطب في جانب الانتقادات التي وجهت له بعد تنفيذه لوحة أبو تريكة التي بلغ عدد دبابيسها 8 آلاف دبوس: "لوحة تريكة تحديدًا أنا فخور بيها وشرف أي حد يعمل لوحه للنجم أبو تريكة لأني حابب اعمل الشخصية دي رغم أي انتقادات اتوجهت لي، في الآخر ده فن ملوش علاقة بالتوجهات السياسية واختيار الشخصية بيرجع لأسباب كتير منها اقتناعي بالفنان وأنا نفسي أقابل أبو تريكة وأهدية اللوحة ومش هعرضها للبيع".
ولا تقف الصعوبات فقط عند حد التنسيق بين العمل والموهبة، فالحصول على الأخشاب المناسبة التي تتحمل كيلوهات من المسامير ليس بالأمر السهل، ويوضح محمد أن أفضل الأخشاب هو لوح كونت والخيوط الحرير لما له من لمعه لا يتبعها وبر على عكس الصوف، ومن ضمن المتاعب التي يواجهها في هذا الفن أن الغلطة يمكنها أن تهدم عمل كامل لخطأ في دبوس واحد فقط.


أما المشاكل المثارة حول إثبات الملكية الفكرية لتلك الموهبة في مصر وتعليق الفنان الذي قام بتنفيذ صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي من المسامير، علق محمد قائلا: "اعترض على قول فنان زميل أشار إلى إنه له حق الملكية الفكرية في مصر لذلك النوع من الفن، كون الفن موجود بالفعل لأكثر من فنان بالخارج، وسواء أنا كوني بدأت منذ عامين أو الفنان الآخر، فنحن لسنا أول من مارس هذا الفن بل سبقنا أكثر من فنان خارج مصر ولا يمكن إثبات الملكية لفن لست مبتكره".
وخلال سنتين استطاع محمد قطب تنفيذ قرابة 15 لوحة تقريبًا ما بين خيوط الحراير والمسامير والدبابيس وتنوعت بين شخصيات توت عنخ آمون وأم كلثوم وأخرى تحمل عبارة "لاإله إلا الله" وكانت هدية موجه لأمريكا، وغيرها من التصاميم الابتكارية لغاندي وتصاميم تطلب تحديدًا لتقدم كهدايا، وأكثر ما يحكم عملية التنفيذ المساحات فيصعب التنفيذ على مساحات صغيرة؛ لأن كل جزء يأخذ مساحته التنفيذية وأقل قطعة مساحة (50*60) وأحيانا يتم تلوينها في حال تعثر الحصول على اللون المناسب من الدبابيس أو المسامير.




ومازال محمد يطالب منذ أكثر من عام وزارة الثقافة بأن تدعم مثل تلك الفنون التي من شأنها أن تشرف هيبة مصر إذا شاركت في المعارض الدولية والعالمية، كون لديها أبناء قادرين على ذلك الفن.
ويختم قطب، قائلا: "ليس أنا الفنان الوحيد في هذا النوع من الفن فحسب، حيث يوجد في مصر اثنين أيضًا شاب وزوجة يقدمون أعمال فنية متقاربة"، ويطمح أن تنظم الوزارة معارض تنمي من تلك الموهبة المعروفة عالميًا تحت مسمى "فن المهارة" فهي لا ترتبط بالورقة والقلم بقدر المهارة والخروج بفن ملومس وجديد.

[روشا الفرفوشه]

ميرسى على موضوعك الجميل

[Mary Naeem]

شكرا على المرور