|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مُقمطًا مُضجعًا في مذود ( لو 2: 12 ) إن لوقا2 يتضمن أكثر من مجرد قصة الميلاد، فهذا الأصحاح يعلمنا درس «العلامة» أن الله افتقد شعبه، وأن المخلِّص الذي أتى كان طفلاً صغيرًا مُقمطًا بقطع من القماش ومُضجعًا في مذود. يا له من شيء فريد! لماذا لم تكن هناك بروق أو رعود؟ لماذا لم يكن هناك زلزال عظيم؟ لماذا لم يظهر شيء مكتوب في السماء؟ أو على الأقل هالة حول الطفل؟ السبب هو أن العلامة نفسها صوَّرت الأخبار السارة: لقد صار الله إنسانًا ـ ابن الله الأزلي خالق الكون، أخلى نفسه من مظاهر المجد والعظمة الخارجية، وأخذ صورة الإنسان بولادته كطفل صغير. لقد جاء من أعلى مجد السماء إلى أكثر الحالات اتضاعًا على الأرض ـ مُقمطًا كطفل قروي في قطع من القماش ومُضجعًا في مذود حجري لإطعام الحيوانات!!! ويا للعجب! أن يتميز المسيح، من بين جميع أطفال بيت لحم باضطجاعه في مذود. مكتوب عن شاول أول ملوك إسرائيل أنه «كان أطول من كل الشعب من كتفه فما فوق» ( 1صم 10: 23 ). أما العلامة المُميزة ليسوع المسيح «أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره» ( 2كو 8: 9 ). وفي أمثال13: 7 نقرأ «يوجد مَن يتغانى ولا شيء عنده، ومَن يتفاقر وعنده غنى جزيل». وكم من أُناس يظهرون على غير حقيقتهم فيفخرون بالغنى الزمني وهم خاوون، أو الغنى الروحي وهم أموات بالذنوب والخطايا. أما ذاك الذي توسد مذود بيت لحم، فقد افتقر وعنده غنى جزيل!! وهذه العلامة لم تصدق فقط على رسالة الله، ولكنها أثبتت عُمق ومدى محبة الله للبشرية. والسؤال الذي نحب أن نُجيب عليه: ما هي العلامة التي يعطيها الله اليوم لكي يصدق على رسالته في الإنجيل، ولكي يبرهن على محبته المستمرة للناس؟ إنها ليست عروضًا خيالية في السماء أو معجزات عظيمة على الأرض. العلامة الآن مُشابهة لتلك التي كانت حينئذٍ ـ حياة الرب يسوع في الظروف العادية المُحيطة. فالمسيح يعيش داخل كل مسيحي، وأجسادنا تُشبه قطع القماش. وعلى قدر اتضاعنا كمسيحيين ولا شيئيتنا في نظر المُحيطين بنا، على قدر ما تُرى فينا حياة ومحبة المسيح. هذه هي الطريقة التي اختارها الله لكي يُرى شخصه للعالم اليوم. فهل حياتك علامة تشهد وتُبرهن على محبة الله؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|