أيمن جمال مشيمش يكتب: أيها القادة.. سلموا الأمانة كاملة
اللواء الفنجرى
مهما كان تأييدنا للمجلس العسكرى، خلال الفترات الماضية.. ومهما كانت مساندتنا.. ومهما كان انقسامنا بين مؤيد ومعارض للمجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية بكل مرارتها وأزماتها..... ولكن عندما يصدر إعلانا دستوريا مكملا من جانب المجلس العسكرى، وذلك بعد أيام قليلة من حل مجلس الشعب وقبل دقائق معدودة من الإعلان عن رئيس منتخب من قبل الشعب وبموجب هذا الإعلان يتم سحب السلطة التشريعية والكثير من السلطة التنفيذية.. إذا فلابد لنا من وقفة... لمعرفة ما يدور فى الأجواء.
إذا كانت المحكمة الدستورية العليا قد أصدرت قرارًا تم بمقتضاه حل مجلس الشعب وفى الطريق حل لجنة تأسيسية الدستور.. فليس معنى ذلك أن تنتقل السلطة التشريعية ولجنة تأسيس الدستور إلى المجلس العسكرى لأن وجوده وبكل بساطة كحاكم للبلاد سوف ينتهى خلال أيام قليلة وتسلم السلطة إلى الرئيس الذى انتخبه الشعب.. إن ما فعله المجلس العسكرى من إصدار لهذا الإعلان الدستورى، إنما يضع نفسه، والمؤيدين له فى موقف حرج تماما، فقد أكد المجلس العسكرى مرارًا وتكرارًا بأنه لا يرغب فى سلطة أو حكم.. وبناء على ذلك كان تأييد ومؤازرة الكثيرين من الشعب.. والآن فجميعنا ينتظر حقا من المجلس العسكرى أن يسلم كافة السلطات إلى من انتخبه واختاره الشعب بإرادته.. فإذا كنا نحن الشعب أدينا دورنا وواجبنا الوطنى واتجهنا بكافة أعمارنا وانتمائنا وطوائفنا إلى اللجان الانتخابية لاختيار رئيس للجمهورية الثانية لمصر، فعلى المجلس العسكرى أيضًا أن يؤدى دوره ويوفى بوعده وأن يسلم السلطة كاملة إلى الرئيس المنتخب، وأن يعلم تمامًا أن الشعب بكل فئاته وطوائفه لم ولن يقبل برئيس ناقص الصلاحية.. بل نريد رئيسًا متحملا لكافة مسئولياته التنفيذية والتشريعية.. أتوجه برسالتى هذه إلى قادة المجلس العسكرى (عليكم أيها القادة الأفاضل أن تكونوا عند حسن ظن الشعب الذى وثق بكم وسلمكم أمور وطننا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.. عليكم أن تعلموا أن مصر نفسها قد أصابها التعب والشعب أصبح كتلة ملتهبة فجنبوا وطنكم وشعبكم خلافا وانقساما قد يلقى بنا فى غيابات الضياع.. أيها القادة.. احترموا رغبة الشعب وسلموا الأمانة التى أمنكم عليها شعبكم أيها القادة ... عودوا إلى ثكناتكم.. لتبقوا دائما حماة لوطننا.. واعلموا دائما وأبدًا أن مصرنا مصيرنا).