كلنا قد نتعرض لمواقف كثيره في هذه الحياه
قد تثير حساسيه العين فتذرف بالدموووع
سواء اكانت هذه الدموع من اجل الفرح او من اجل الحزن..
فعندما يبكي الشخص،
فإنه يخرج كل ما تراكم في نفسه من غضب وأسى وحزن،
ويعبر عن كل شعوور يجتاحه في تلك اللحظة..
وعندما يكبت بكاءه فيصبح عرضه للامراض النفسيه
من ضيق البال والكآبه وغيرها..
وفي بعض الاحيان عندما يبكي شخص ما فانه يتعرض للسخرية او النقد
فيخشى ان يعبر عن مشاعره بالبكاء امام الناااس
فالبعض يقول ان البكاء علامة ضعف
والبعض الاخر يقول انه تنفيس عن النفس من الهموم التي تغمرها
وهنا يكون السؤال:
هل الدموع علامة ضعف ام انها تعبر عن احساس عميق في داخل هذا الشخص؟؟؟
لماذا نتهرب من البكاء؟؟
لماذا نبحث عن العزلة عندما نريد البكاء ؟؟؟
في رأيي الشخصي ان الدموع ليست ضعف.. بل احساس عميق يترجم بالبكاء،،
اتهرب من البكاء امام الآخرين لأن البعض منهم يعتبره نقطة ضعف في الشخص..
او لأتهرب من الأسئلة المتواصلة ونظرات الفضول.. مع ان دموعي غالبا ما تسبقني..
تيهاني راقبت. اجعل أنت دموعي في زقك. أما هي في سفرك؟" (مزمور 8:56)
كتب داود مزمور 56 بمناسبة نجاته من أخيش ملك جت. ونقرأ عن هذه الحادثة في 1صموئيل 10:21-15، عن مطاردة الملك شاول له وهروبه منه إلى نوب إلى أخيمالك الكاهن، وهناك أكل خبز الوجوه المرفوع من أمام الرب، وأخذ سيف جليات. فلما علم الملك شاول بهذا، قتل أخيمالك الكاهن ومعه 85 كاهناً. بعد ذلك هرب داود إلى أخيش ملك جت، ولما اكتشف داود أن الملك أخيش قد عرفه، تظاهر بالجنون، فطرده الملك من جت فهرب داود ليختبئ في مغارة عدلام حيث اجتمع حوله أربعمائة رجل من المتضايقين، وكان داود رئيساً عليهم (1صموئيل 1:22-2).
في العدد 8 يقول: "تيهاني راقبت. اجعل أنت دموعي في زقك. أما هي في سفرك؟" فكلمة "راقبت" في الأصل العبري تعني الإحصاء، وكأن داود يقول: لقد أحصى الرب عدد مرات تيهاني، وعدد الكهوف التي اختبأت فيها، وعدد الضربات التي اجتزتها، وحفظ دموعي في الزقّ الإلهي (وهو وعاء من الجلد، أو قربة). وهذا التعبير مأخوذ من عادة قديمة، هي أنه عندما يذهب صديق لزيارة صديق حزين، يبكي معه، ثم يمسح دموعه بمنديل، يعصره في زجاجة صغيرة، ويحتفظون بها تذكاراً للصداقة التي تواسي المتألم وقت الحزن. وداود يثق أن الرب صديقه، يواسيه ويتألم معه، يحفظ دموعه عنده في زق، أي في خزانته، ويسجلها في سفره.
الله يرى دموعنا - قال الرب لحزقيا الملك: "قد رأيت دموعك"
(إشعياء 4:38).
الله يحفظ دموعنا عنده في زقّ، ويسجلها في سفره (مزمور 8:56).
الله يمسح دموعنا ويكفكفها– ”ويمسح الله كل دمعة من عيونهم“.
والمعنى المقصود هنا أن الله يرى ضيقاتنا وآلامنا وأحزاننا ويستجيب صلواتنا، ويتفاعل معنا. "في كل ضيقهم تضايق، وملاك حضرته خلصهم. بمحبته ورأفته فكهم، ورفعهم" (إشعياء 9:63).
والسؤال هو: ما هي الدموع التي يتفاعل معها الرب؟ ويقدّرها ويعتبرها؟
أولاً: دموع التوبة والرجوع
"وإذا امرأة... خاطئة، إذ علمت أنه [أي يسوع] متكئ في بيت الفريسي، جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه... باكية، وابتدأت تبل قدميه بالدموع، وكانت تمسحهما بشعر رأسها، وتقبِّل قدميه وتدهنهما بالطيب"
(لوقا 37:7-50).
هذه المرأة التي سكبت الدموع عند قدمي يسوع، جاءت معترفة بخطاياها، نادمة عن شرورها، معبرة عن توبتها بدموعها. فالرب يسوع رأى دموعها، فأكد قبوله لتوبتها بقوله: "مغفورة لكِ خطاياك... إيمانك قد خلصك! اذهبي بسلام". هل يوجد أروع من هذا؟ فالرب يسوع مسح لها دموعها بهذه الطريقة الجميلة والمعزية والمبهجة، غفر خطاياها، فخلصها منها وأعطاها السلام والاطمئنان.
وبطرس الذي أنكره ثلاث مرات أمام الجارية، وسب، ولعن، واحتقره أمام الخدام، لم يغفل المسيح دموعه التي سكبها حينما سمع صياح الديك وتذكر، "وخرج إلى خارج وبكى بكاء مراً". وفي حديث يسوع معه في إنجيل يوحنا أصحاح 21 يؤكد له أنه قَبـِل توبته بتكليفه برعاية خرافه "ارع خرافي... ارع غنمي".
إن دموع التوبة، دموع غالية في نظر الرب، لأنها تعبر عن الندم والحزن على الماضي، عن الأيام التي ضاعت في الشرور والخطايا. لذلك الرب يراها ويمسحها حالاً، فيعطي التائب غفراناً وخلاصاً وقوة وسلاماً في قلبه وحياة أبدية، وتتحول هذه الدموع إلى دموع فرح وبهجة وتهليل وحمد وشكر للرب.
ثانياً: ويمسح الرب دموع الصلاة
إن كان الله يمسح دموع التوبة، فإنه أيضاً يمسح الدموع التي تُسكب في الصلاة. يذكر الكتاب عن حنة أم صموئيل بالقول: "فقامت حنة... وهي مرة النفس. فصلت إلى الرب وبكت بكاء ونذرت نذراً" (1صموئيل 9:1-10). فالدموع التي سكبتها حنة أمام الرب، كانت تعبيراً عن انكسار قلبها وآلامها وضيقتها، فنظر الرب إلى مذلتها واستجاب لصلاتها ومسح دموعها، فأعطاها صموئيل، وثلاثة بنين آخرين وبنتين، فهتفت تترنم ترانيم الحمد والشكر والتمجيد للرب قائلة: "فرح قلبي بالرب. ارتفع قرني بالرب. اتسع فمي على أعدائي لأني قد ابتهجت بخلاصك" (1صموئيل 1:2).
إن الدموع التي نسكبها في آلامنا، وتجاربنا، وضيقاتنا، وأمراضنا، واحتياجاتنا، واضطهاداتنا، وظروفنا الصعبة، فإن الله يراها ويحفظها ويمسحها من عيوننا في الوقت المناسب، فيستجيب لنا في توقيته هو وليس بحسب توقيتنا نحن:
فقد تأتي الاستجابة معجَّلة فورية كما حدث مع حنة. وقد تأتي الاستجابة معدّلة، كما حدث مع بولس الذي طلب رفع الشوكة، أما الله فقد أبقاها معطياً إياه نعمة "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل". وقد تكون الاستجابة مؤجلة، انتظر، ليس الآن.
ومهما كانت الاستجابة فهي لخير أولاد الله. ثق في الرب ومحبته فإن دموعك محفوظة في زق عنده، ومسجلة في سفره.
ويمسح الرب أيضاً:
ثالثاً: دموع الحزن والفراق
بحسب النص الكتابي في 2كورنثوس 10:7 "لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة. وأما حزن العالم فينشئ موتاً". يذكر هنا نوعين من الحزن:
1- حزن الندامة
نتيجة لهفوات المؤمن، وسقطاته، وضعفاته، وأخطائه التي يندم عليها، فينشئ فيه توبة لخلاص بلا ندامة. مثال ذلك داود الذي كان يعوّم سريره بدموعه.
2- وهناك حزن العالم: يقول عنه الرسول أيضاً: "لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم“ (1تسالونيكي 13:4). وهذا النوع من الحزن ينشئ موتاً.
3- ويوجد نوع آخر من الحزن هو حزن المشاركة، الحزن المقدس "فرحاً مع الفرحين وبكاء مع الباكين" (رومية 15:12). كما بكى يسوع على قبر لعازر مشاركاً مريم ومرثا أحزانهما.
إن الله المحب الحنون يمسح دموع النادمين على أخطائهم، ويمسح دموع المشاركين للآخرين في آلامهم، فيعطيهم تعزية، وصبراً، وقوة، واحتمالاً، ورجاء في القيامة. لذلك ينطبق عليهم وعد المسيح: "طوبى للحزانى لأنهم يتعزّون" (متى 4:5). وأيضاً ما جاء في النبوة عن الرب يسوع: "روح السيد الرب عليّ لأن الرب مسحني... لأعزّي كل النائحين" (إشعياء 1:61-2).
يتحدث الرب يسوع في إنجيل يوحنا في الأصحاحات 14-16 عن الحزن الذي يملأ قلوب التلاميذ لفراقه، لكنه يؤكد تعزيته لهم بالروح القدس فيقول: "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد..."
(يوحنا 16:14). ويضيف قائلاً: "لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق. لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي... أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحوّل إلى فرح" (يوحنا 7:16 و20).
والرب هنا يؤكد لكل مؤمن حزين، أنه يمسح له دموعه ويمنحه تعزية بالروح القدس - الروح المعزي - وتكتمل تعزيتنا في السماء بلقاء الأحباء الذين سبقونا.
رابعاً: الدموع التي تُسكب لخلاص الخطاة
يقول إرميا النبي: "يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع، فأبكي نهاراً وليلاً قتلى بنت شعبي" (إرميا 1:9).
والرسول بولس يعبر عن مشاعره تجاه شعب إسرائيل فيقول: "إن لي حزناً عظيماً ووجعاً في قلبي لا ينقطع، فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رومية 2:9-3).
وأم القديس أغسطينوس صلت وسكبت الدموع لأجله أكثر من عشرين سنة، والله استجاب لها وخلصه واستخدمه لمجده. إن دموع هؤلاء المخلصين والصارخين لأجل ذويهم، وأقاربهم، وأولادهم، وأحبائهم، لا تضيع سُدى، بل يمسحها الله لهم برجوع أحبائهم وتوبتهم، فيكون فرح للجميع وللسماء أيضاً.
لا نفشل، بل لنصلّ لأجل الخطاة وخاصة من أجل أحبائنا، وفي وقته يسرع بالاستجابة.
جاء في مذكرات جورج مولر ما يلي:
26 مايو 1860 – "إننا نجاهد، بمعونة الله، يوماً بعد الآخر وسنة بعد الأخرى في الصلاة لأجل الحياة الروحية للأيتام الذين في رعايتنا. وقد استجاب الله لكل صلواتنا التي رفعناها له خلال أربعة وعشرين عاماً مضت لتجديد المئات منهم، وقد كانت لنا فرص كثيرة للانتعاشات الروحية التي كان يتجدد فيها عدد كبير منهم في كل مرة، ولم يكن اختبار تجديدهم اختباراً مؤقتاً، بل إنهم جميعاً ثبتوا في الإيمان، ولم يكن هذا التأثير العجيب المبارك سوى عمل الروح القدس استجابة لصلواتنا.
إذاً، لنستمر في الصلاة لأجل البعيدين ليأتي بهم الرب إلى شخصه. ولذرف الدموع من اجل ان يتحنن الله علينا ويرحمنا اامين المسيح يفرح قلبك حببتي ويسعدك ما يتعبك