|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القيامة أم الحياة مباشرة بعد الموت؟
سنلمس في هذا المقال كما في سلسلة مقالات أخرى موضوع جدي جداً والذي كان مصدراً لنقاشات طويلة وأسئلة عديدة. هذا الموضوع يشير إلى ما سيحدث بعد الموت، وسنتناوله من وجهة نظر الكتاب المقدس، والذي نؤمن بصدق أنه بكونه كلام الله، فهو المصدر الوحيد الذي يمكن أن يعطينا معلومات موثوقة. ولكي نبدأ البحث في موضوعنا، سنذهب إلى تسالونيكي الأولى 4: 13 حيث نقرأ: 2. " بِأَيِّ جِسْمٍ سَيَأْتي الأَمْوَاتُ"؟ تسالونيكي الأولى 4: 13 "ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ....." كما هو واضح من هذه الفقرة، أن الله لا يريدنا أن نجهل من جهة " الرَّاقِدِينَ" أي الموتى، بل على العكس، يريدنا أن نكون على علم، والذي يعني بدوره أيضاً أنه وفر كل المعلومات اللازمة لإزالة أي جهل أو سوء فهم. وكل ما هو لازم من جهتنا لاستقبال هذه المعلومات هو ببساطة أن نكمل قراءة نفس الفقرة، وحقاً تخبرنا الآيات 13- 18 من نفس الإصحاح ما يلي: تسالونيكي الأولى 4: 13- 18 "ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ. فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ." كما يمكن أن نرى، تشير هذه الفقرة إلى " الأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ" أو " الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ" أي هؤلاء الذين ماتوا وهم مؤمنون بالرب يسوع المسيح. وعلى الرغم من أن هذا هو فقط قسم واحد من مجموع الموتى، إلا أن النتائج المستخلصة من الفقرة السابقة فيما يخص وضع الموتى لها تطبيق عام1. فلننتقل الآن إلى ما تخبرنا به الفقرة السابقة أي إلى المعلومات التي أعطانا الله إياها لإزالة جهلنا وسوء فهمنا بخصوص الراقدين، ونستطيع أن نرى أنه لا يوجد أي إشارة إلى حياة مفترضة بعد الموت مباشرة، بل على العكس، فما تشير إليه هذه الفقرة بوضوح هو القيامة، وأنه المخرج الوحيد من حالة الموت والطريق الوحيد للرجوع إلى الحياة مرة أخرى. وحقاً، وفقاً للفقرة السابقة، فالأموات في المسيح سيقاموا يوم مجيء الرب الثاني، بينما سيُخطَف المسيحيين الأحياء في ذلك اليوم معهم في السماء لملاقاة الرب في الهواء. " وَهكَذَا نَكُونُ (كل المسيحيين الأحياء والأموات) كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ"، وهذا يعني بدوره أنه بما أننا سنكون (التعبير بالأفعال في المستقبل) مع الرب، فليس هناك أمواتاً مع الرب الآن ولا حتى سنكون مع الرب مباشراً إن متنا، بل سنكون معه عند مجيئه. بخلاف الفقرة السابقة من تسالونيكي 4: 13- 18 التي أعطيت لنا حتى نكون عالمين بما سيحدث للذين رقدوا في المسيح، تحتوي كلمة الله على المزيد من الفقرات التي تؤكد ما أخبرتنا به تسالونيكي الأولى 4: 13- 18. ومثل تلك الفقرات هي كورنثوس الأولى 15: 20- 24، حيث نقرأ بدءاً من الآيات 20- 22 كورنثوس الأولى 15: 20- 22 "وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ." يتضح من الفقرة السابقة شيئان، الأول هو أن الجميع سيحيون على الرغم من أن الآية 23 التالية لها تخبرنا بأن " كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ"، أي لن يقاموا معاً، وبخلاف هذا، هناك شيء آخر توضحه الفقرة السابقة أيضاً وهو أن الجميع سيحيون، والذي يعني بدوره أنهم ليسوا أحياء الآن، ومن ثم، فالعقائد التي تُعَلِّم عكس ذلك، أي أنهم أحياء الآن، لا يمكن أن تكون صحيحة. والسؤال الآن هو متى سيحيا الراقدون، وسيجاب عنه في الآيات 23 - 24 من نفس الإصحاح، حيث نقرأ: كورنثوس الأولى 15: 23- 24 "وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ. وَبَعْدَ ذلِكَ النِّهَايَةُ، مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ ِللهِ الآبِ، مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ." فأول من قام من بين الأموات هو المسيح - والوحيد حتى الآن- ومع ذلك، فقيامته لن تكون الوحيدة إلى الأبد، لأنها ستُتبَع في المستقبل أولاً بقيامة الذين في المسيح، أي هؤلاء الذين ماتوا مؤمنين بالرب يسوع المسيح ثم بعد ذلك، ستتبع بقيامة الآخرين، وسيكون الوقت الذي ستحدث فيه أول هذه القيامات، أي قيامة من هم للمسيح، في نفس وقت المجيء الثاني للمسيح ، وهو الذي تخبرنا به تسالونيكي الأولى 4. ومن هذا، ووفقاً للترتيب الزمني الذي للفقرة السابقة، يمكن استنتاج أنه بما أن الأموات في المسيح سيقاموا أولاً، وبما أن يوم قيامتهم سيكون هو يوم مجيء المسيح، وهو الذي لا يزال في المستقبل، فليس هناك أي ميت حي الآن بخلاف الرب يسوع، بل على العكس، فسيقام الجميع في المستقبل كل واحد في رتبته. لا يقول لنا الكتاب المقدس فقط أن هؤلاء من ماتوا مؤمنين بالمسيح سيقاموا يوم مجيئه، بل أيضاً تخبرنا بطبيعة الجسد الذي سيقام به الأموات. وحقاً، نقرأ بدءاً من كورنثوس الأولى 15: 35 - 41 3. تحليل إضافي فيما يخص الموتى كورنثوس الأولى 15: 35- 41 "لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ:«كَيْفَ يُقَامُ الأَمْوَاتُ؟ وَبِأَيِّ جِسْمٍ يَأْتُونَ؟» يَاغَبِيُّ! الَّذِي تَزْرَعُهُ لاَ يُحْيَا إِنْ لَمْ يَمُتْ. وَالَّذِي تَزْرَعُهُ، لَسْتَ تَزْرَعُ الْجِسْمَ الَّذِي سَوْفَ يَصِيرُ، بَلْ حَبَّةً مُجَرَّدَةً، رُبَّمَا مِنْ حِنْطَةٍ أَوْ أَحَدِ الْبَوَاقِي. وَلكِنَّ اللهَ يُعْطِيهَا جِسْمًا كَمَا أَرَادَ. وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْبُزُورِ جِسْمَهُ. لَيْسَ كُلُّ جَسَدٍ جَسَدًا وَاحِدًا، بَلْ لِلنَّاسِ جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَلِلْبَهَائِمِ جَسَدٌ آخَرُ، وَلِلسَّمَكِ آخَرُ، وَلِلطَّيْرِ آخَرُ. وَأَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ، وَأَجْسَامٌ أَرْضِيَّةٌ. لكِنَّ مَجْدَ السَّمَاوِيَّاتِ شَيْءٌ، وَمَجْدَ الأَرْضِيَّاتِ آخَرُ. مَجْدُ الشَّمْسِ شَيْءٌ، وَمَجْدُ الْقَمَرِ آخَرُ، وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ." والسبب في إشارة بولس لكل هذا؛ للبزور التي تنمو بشكل مختلف، فتصير نبات، وإلى الاختلافات بين الأجسام و"الأجساد".. إلخ، يُظهَر في بداية الفقرة حيث أُخبِرنا بوضوح أن كل هذا قيل في إجابة على التساؤل " كَيْفَ يُقَامُ الأَمْوَاتُ؟ وَبِأَيِّ جِسْمٍ يَأْتُونَ"، كما في الآية 42 حيث نقرأ: كورنثوس الأولى 15: 42 "هكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ..." جملة الربط "هكذا أيضاً" تربط بين ما سبقها (الآيات 35- 41) وما تلاها ("قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ"). أو بمعنى آخر، فكما أن البزرة، على الرغم من أنها تموت، إلا أنها تُخرج نباتاً كاملاً، وكذلك أيضاً، فعلى الرغم من أن هذا الجسم الترابي يموت، إلا أن جسم آخر سيتبعه في القيامة، وكما أن الأجسام لا تشبه بعضها، كذلك يضاً الجسم المقام لن يكون هو نفس الجسم الترابي، كما تخبرنا الآيات 42- 45 كورينثوس الأولى 15: 42- 45 "هكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ. هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا:«صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا»" في هذه الفقرة، جملة " جِسْمًا حَيَوَانِيًّا" هي ترجمة للجملة اليونانية " σώμα ψυχικόν" (soma psuchikon)، حيث أن كلمة " psuchikon" هي الصفة من الاسم "psuche" والذي يعني "نفس". ومن ثم، فكلمة " soma psuchikon" تعني "جسد نفس" أي الجسد الذي تعتمد حياته على النفس2. وهذا هو الجسد الذي لدينا الآن، الجسد الذي " يُزْرَعُ" (كورنثوس الأولى 15: 44). ومع ذلك، فهذا الجسد غير مناسب للحياة الابدية التي وعدنا بها الله. فحقاً تخبرنا كورنثوس الأولى 15: 50 كورنثوس الأولى 15: 50 "فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ." هذا الجسد الذي من لحم ودم، كونه قابل للفساد، لا يقدر أن يرث عدم الفساد، ومن ثم يجب أن يتغير. كما تقول الآيات 53- 55 كورينثوس الأولى 15: 53- 55 "لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ. وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ:«ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ». «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟»" فقط عندما يلبس هذا الجسد البائد الفاسد، عدم الموت وعدم الفساد، سيُبتَلع الموت إلى غلبة، والسبب هو أن الجسد الجديد - الجسد المقام (كورنثوس الاولى 15: 44) - الذي سيأخذ محل الجسد الحيواني الفاسد الموجود الآن- الجسد الذي يُزرَع (كورنثوس الأولى 15: 44) - سيكون بلا فساد، ولن يكون للموت سلطان عليه. لن يكون جسد حيواني أي جسد حياته مبنية على نفس، بل جسد روحاني أي جسد له نفس الخصائص والقدرات مثل جسد الرب يسوع المسيح، الذي هو الوحيد من له مثل هذا الجسد. وكما تخبرنا الآيات 44- 49 من كورنثوس الأولى 15 كورنثوس الأولى 15: 44- 49 "يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ. هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا:«صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». لكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلاً بَلِ الْحَيَوَانِيُّ، وَبَعْدَ ذلِكَ الرُّوحَانِيُّ. الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ." أي إنسان مر من على وجه الأرض، آدم والمسيح كذلك، كان له جسد حيواني . ومع ذلك، فيسوع هو الوحيد الذي ذهب إلى أبعد من ذلك، لأنه على الرغم من موته، إلا أنه لم يبق ميتاً مثل الآخرين، ولكنه اقيم بجسد روحاني بلا فساد بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال. ومن ثم، فالجسد الروحاني ليس قيمة نظرية، بل هو حقيقة بما أنه الجسد الذي للرب يسوع المسيح الآن3. وبما أننا نرتدي الآن جسد آدم أو الجسد الحيواني- "صُورَةَ التُّرَابِيِّ" - إذاً، فيوم ما، يوم مجيء المسيح، سنرتدي أيضاً جسده أو الجسد الروحاني - " صُورَةَ السَّمَاوِيِّ" . ومتى سيحدث هذا هو سؤال مجاب عنه في الآيات 51- 52 من نفس الإصحاح من كورنثوس الأولى، حيث نقرأ: كورنثوس الاولى 15: 51- 52 "هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ." وكما أخبرتنا تسالونيكي الاولى 4: 15- 18 تسالونيكي الأولى 4: 15- 18 "فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ." نستنتج إذاً مما شاهدناه حتى الآن: أن الله لم يردنا جهلاء بخصوص الراقدين ولهذا السبب، وفر في كلمته كل المعلومات ذات الصلة من أجل منفعتنا، ومن ثم، وفقاً لهذه المعلومات، فالمسيح هو الأول والوحيد الذي على الرغم من موته، إلا أنه حي الآن، إذ أقامه الله من بين الأموات، كما أخبرتنا كورنثوس الأولى 15: 23 بشكل خاص، وقالت أنه باكورة الراقدين، أول واحد، وبعده، سيقام هؤلاء الذين للمسيح أي الموتى المسيحيين، بينما سيتبعهم الموتى الباقين في وقت لاحق (كورنثوس الأولى 15: 23). أما الآن فبخصوص وقت قيامة الذين ماتوا في المسيح، فتحدده كلمة الله بأنه سيكون وقت المجيء الثاني للرب. وهذا يعني بدوره، أنه بما أن المجيء الثاني للرب لايزال حدث سيحدث في المستقبل، فلا يمكن للأموات بأي حال من الأحوال أن يكونوا أحياء الآن، بل سيقاموا في ذلك اليوم. ومع ذلك، لن يكون هذا هو الحدث الوحيد الذي سيحدث في ذلك اليوم إلى جانب قيامة الأموات المسيحيين، فهؤلاء المسيحيين الذين سيكونوا أحياء في ذلك اليوم سيخطفون مع المسيحيين المقامين إلى السحاب لملاقاة الرب في الهواء (تسالونيكي الأولى 4: 17). وكما تخبرنا تسالونيكي الأولى 4: 17: " وَهكَذَا نَكُونُ (جميع المسيحيين) كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ". والآن، بخصوص الجسد الذي سيكون للموتى في ذلك اليوم، فسيكون هذا هو ما يقول عنه الكتاب المقدس بأنه "الجسد الروحاني" أي بلا فساد، جسد لا يرى الموت تماماً مثل الجسد الذي ليسوع المسيح الآن. سيكون هذا أيضاً هو الجسد الذي سيناله المسيحيين الأحياء الذين سيخطفون في السحاب في ذلك اليوم كبديل عن الجسد الحيواني الحالي القابل للفساد. ووفقاً للكلمة، سيحدث كل هذا فقط " فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ" (كورينثوس الأولى 15: 52)، ويمكن أن يحدث في أي وقت، حتى في اللحظة التالية. فالوقت بالضبط لم يحدده الله في كلمته، فلا يمكن لأحد إذاً أن يعرفه (أنظر تسالونيكي الأولى 5: 1- 2، مرقس 13: 32، بطرس الثانية 3: 4- 13) بغض النظر عن إعلان الكتاب المقدس لحقيقة الموتى بشكل واضح جداً، إلا أن النظر إلى ما يؤمن به معظم المسيحيون يُظهر فرقاً كبيراً. وحقاً، فمن وجهة نظر العديد من المسيحيين، عندما يموت شخص، تظل روحه حية وتذهب بعد محاكمتها إلى السماء حيث تكون مع الرب ومع أحبائها، ويكون لها الإدراك الكامل وتمجد الرب في سعادة. ومن ثم، فوفقاً لهذه النظرة العامة، يكون الموت في الواقع صديقاً نحصل بواسطته على حياة أفضل في الحياة الأخرى. وبمقارنة هذه النظرة مع ما رأيناه فيما أظهره الله لمنفعتنا، يتضح أنها ليست آتية من الإنجيل. ومع ذلك، فبخلاف الفقرات التي رأيناها حتى الآن، يحتوي الكتاب المقدس على المزيد من الفقرات التي تزيد من وضوح خطأ تلك النظرة العامة وادعائاتها. وفيما يلي، سيتم فحص الادعائات الأساسية لهذه النظرة ومقارنتها مع كلمة الله4. 3. 1. هل السماء هي المكان الذي يذهب إليه الموتى بعد الموت؟ كما رأينا سابقاً، أن المجموعة الأولى التي ستذهب إلى السماء هي مجموعة المسيحيين الذين سيقاموا يوم مجيء الرب. ومن هذا، يمكن بسهولة استنتاج انه لا يوجد أموات في السماء الآن- بخلاف المسيح المقام بالطبع - ولا يذهب أحد إلى هناك بعد الموت. أين يذهب الموتى إذاً بعد الموت؟ والجواب الذي يعطينا إياه الإنجيل هو ببساطة القبر، إذ أن هذا هو معنى كلمتي "الهاوية" و"الجحيم" اللذين يستخدمهما الكتاب المقدس ليدل على مكان الموتى. ويمكن أن نحصل على إيضاح كامل لخصائص مكان 3. 2 هل للموتى إدراك ومعرفة؟الموتى أو القبر بدراسة لفظية لهتين الكلمتين. ولهذا السبب، يحتوي الجزء الموجود بعنوان "ظهور كلمتي "الهاوية" و"الجحيم" في الكتاب المقدس" على بيان كامل بظهورها في الكتاب المقدس. هناك زعم آخر للتقاليد وهو أن الموتى، يستمرون في الحياة بعد الموت ويكون لهم كامل المعرفة والإدراك ويساعدون الأحياء. ومرة أخرى، فمما أخبرنا به الله حتى لا نظل جاهلين، يتضح أن هذا الزعم لا يمكن أن يكون صحيحاً. وحقاً، فوفقاً لما رأيناه، أن الموتى ليسوا أحياءاً الآن والذي يعني بدوره أنهم لا يقدروا على فعل الأشياء التي يمكن أن تميز الأحياء وتُعَيَّن لهم فقط. وحقاً، لا يترك سفر الجمعاء 9: 4- 6، 9 مجالاً لأي رأي مخالف، فنقرأ هناك: 3. 3 هل يمجد الموتى الله؟ سفر الجمعاء 9: 4- 6، 10 "لأَنَّهُ مَنْ يُسْتَثْنَى؟ لِكُلِّ الأَحْيَاءِ يُوجَدُ رَجَاءٌ، فَإِنَّ الْكَلْبَ الْحَيَّ خَيْرٌ مِنَ الأَسَدِ الْمَيْتِ. لأَنَّ الأَحْيَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا الْمَوْتَى فَلاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا، وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ لأَنَّ ذِكْرَهُمْ نُسِيَ. وَمَحَبَّتُهُمْ وَبُغْضَتُهُمْ وَحَسَدُهُمْ هَلَكَتْ مُنْذُ زَمَانٍ، وَلاَ نَصِيبَ لَهُمْ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ، فِي كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ.... كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَافْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَل وَلاَ اخْتِرَاعٍ وَلاَ مَعْرِفَةٍ وَلاَ حِكْمَةٍ فِي الْهَاوِيَةِ الَّتِي أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهَا." كما هو واضح من هذه الفقرة، فالموتى لا يعلمون شيئاً، " وَلاَ نَصِيبَ لَهُمْ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ، فِي كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ" أي في أي شيء يُعمَل في الحياة. وهذا لا يفند فقط الزعم الذي يزعم بالإدراك والمعرفة بعد الموت بل يفند أيضاً زعم العديد من الطوائف بظهور القديسين الموتى لقديسين آخرين والتحدث معهم، أو أن أشخاص آخرين مثل مريم العذراء يسمعون ويجيبون الصلوات. كما رأينا، فوفقاً للكتاب المقدس لا يوجد أحياء الآن من الموتى ، فيما عدا المسيح المقام. ومن ثم، فلا يوجد من يقدر من الموتى على الظهور للأحياء أو سماع وإجابة الصلوات لأنهم بكونهم أموات، ليس لهم إدراك ولا يقدروا أن "يكون لهم نصيب في كل ما يُعمل تحت الشمس." زعم آخر من مزاعم التقاليد فيما يخص الموتى هو أنه عندما يموت الإنسان يذهب إلى السماء حيث يمجد الله. ولكن، فعلى الرغم من المعلومات التي أعطانا إياها الله حتى نعلم ولا نكون جهلاء، إلا أنه يتضح أن هذا الزعم خاطيء مرة أخرى، إذ أن الموتى لا هم في السماء ولا هم أحياء حتى يمكنهم أن يمجدوا، فكلمة الله تجيب على هذا بشكل مباشر أيضاً. وهكذا يخبرنا المزمور 6: 5 3. 4 هل الموت صديق مرسل من الله؟ مزمور 6: 5 "لأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْمَوْتِ ذِكْرُكَ [الله]. فِي الْهَاوِيَةِ [في العبرية: الجحيم] مَنْ يَحْمَدُكَ؟" على عكس الأفكار التقليدية، توضح الكلمة أنه " لَيْسَ فِي الْمَوْتِ ذِكْرُ" لله. ولن يحمده أحد في الهاوية أو في القبر، لأنه ليس هناك أي أحد حي حتى يقدر أن يفعل هذا، بل على العكس، فالأحياء وفقط هم من سيمجدوا الله ويحمدوه. وحقاً تخبرنا إشعياء 38: 18- 19 إشعياء 38: 18- 19 "لأَنَّ."الْهَاوِيَةَ لاَ تَحْمَدُكَ [الله]. الْمَوْتُ لاَ يُسَبِّحُكَ. لاَ يَرْجُو الْهَابِطُونَ إِلَى الْجُبِّ أَمَانَتَكَ. الْحَيُّ الْحَيُّ هُوَ يَحْمَدُكَ....." فالأحياء وليس الأموات هم من سيحمدوا وسيسبحوا الله. الآن هو الوقت الذي سنحمد فيه الله ونسبحه وليس بعدما نموت. بالإضافة إلى ما سبق، هناك زعم آخر وهو أن الموت صديق أُرسِل لنا من قِبَل الله ليقربنا منه. ومرة أخرى، فما عرفناه في الجزئين 1 و2 يكفي لإظهار خطأ هذا الزعم. وحقاً، فإن كان الموت هو صديق مُرسَل من الله إذاً فلم يكن هناك سبباً يجعل الله يُلغي تأثيره بالقيامة. وهذا يُظهِر أن الموت لا يمكن أن يكون صديقاً كما تقول التقاليد. وحقاً نقرأ في كورنثوس الأولى 15: 26 4. الخلاصة كورنثوس الأولى 15: 26 "آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ." فالموت ليس صديقاً، كما يقدمه العديدين وإنما هو عدو ومثل هذا سيتم تدميره5. ومن هذا نستطيع أن نستنتج استنتاجاً إضافياً وهو أن الموت كونه عدو سيدمره الله، فلا يمكن أن يكون هو خالقه. فمن هو إذاً منشئه الحقيقي؟ والجواب معطى في عبرانيين 2: 14 حيث نقرأ: عبرانيين 2: 14 "فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ" إنه الشيطان إذاً هو رئيس الموت وليس الله ، كما تخبرنا يوحنا 8: 44 بشكل خاص: يوحنا 8: 44 "أَنْتُمْ [يقصد اليهود الذين كان يتحدث معهم] مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ [الشيطان] كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ" فالشيطان كان قتالاً للناس منذ البدء، وعلى العكس، فلم يرغب الله الموت أبداً وحسب، وإنما عمل أيضاً في الاتحاه المعاكس، موفراً حلاً كاملاً لمشكلة الموت. ما هو هذا الحل؟ إنه الإيمان بالرب يسوع المسيح، وحقاً قال يسوع في يوحنا 11: 25 يوحنا 11: 25 "قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" متى سيحيا؟ لقد رأينا هذا من قبل، فهو سيحيا في يوم المجيء الثاني للرب، عندما "يُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ" (كورنثوس الأولى 15: 52) درسنا في هذا المقال ما سيحدث بعد الموت، وكما رأينا، فبخلاف الرب يسوع المسيح المقام من الأموات، لا يوجد أي أموات أحياء الآن، ومن سيقاموا بعده سيكونوا هم من كانوا للمسيح أي الموتى المسيحيين في يوم مجيئه الثاني. والجسد الذي سينالونه في ذلك اليوم، لن يكون جسداً حيوانياً مثل الذي تعودوا عليه حتى وقت موتهم، بل جسداً روحانياً، مثل الجسد الذي للرب يسوع الآن. وسيتبع قيامة الموتى المسيحيين اختطاف المسيحيين الذين سيكونوا أحياءاً في ذلك الوقت، والذين ستتغير أجسادهم من الأجساد الحيوانية إلى الأجساد الروحانية. وبعد كل هذا، " نَكُونُ [حميع المسيحيين، الأموات والأحياء] كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ." (تسالونيكي 4: 17). بعدما اختبرنا ما قاله الكتاب المقدس عن الموتى، وأكملنا بحثنا واختبرنا بعض الادعاءات الشائعة من التقاليد في ضوء ما تقوله كلمة الله، نستطيع أن نرى أن الموتى: 1. لا يذهبون إلى السماء بل إلى القبر (بالعبرية: الجحيم، باليونانية: الهاوية). 2. ليس لهم إدراك ولا يشاركون في أي شيء يحدث في الحياة. 3. لا يسبحون الله ولا يحمدونه. ورأينا بالإضافة إلى ذلك: 4. أن الموت ليس صديقاً يقربنا من الله، بل إنه عدو سيُدمَّر، وأن 5. الله ليس هو من أنشأه بل الشيطان. من كل ما سبق، لابد وأن يكون قد اتضح لنا أن الموت ليس أمل نبتغيه كما يفكر المسيحيين، بل أملنا يجب ان يكون هو مجيء الرب يسوع المسيح والذي به، سنقام إن كنا أمواتاً أو سنُخطف إلى السحاب إن كنا أحياءاً لملاقاة الرب في الهواء (تسالونيكي الأولى 4: 17). وكمسيحيين إذاً، فلا يجب إذاً أن ننتظر يوم موتنا، بل أن ننتظر يوم مجيء الرب، كما تخبرنا فيليبي 3: 20- 21 بشكل خاص: فيليبي 3: 20- 21 "فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا [الجسد الحيواني] لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ [الجسد الروحاني]، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ." لعلنا إذاً نفتح آذاننا وقلوبنا ليس للراحة الزائفة التي للدين، بل للراحة الحقيقية التي لكلمة الله، حتى لا ننتظر يوم الحدث المحزن للموت بل يوم مجيء الرب المجيد، حيث سيتغير شكل جسدنا القابل للفساد "لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ" وبعد ذلك " نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|