( هل كان يعرف قايين ان القتل محرم حينما قتل اخوه هابيل ؟!
+ هل كان هناك تشريع يحرم القتل وقت قايين ؟ )
1- بالنسبة للقتل العمد ( فقد حذره الله ) عندما قال له (فقال الرب لقايين لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك إن احسنت أفلا رفع.وان لم تحسن فعند الباب خطية رابضة واليك اشتياقها وانت تسود عليها ) ولكنه لم يسود على الخطيه فاستحق العقاب فهناك اضواء حمراء و اجراس خطر و أصوات تنبيه و تحذير يعلنها الله لكل انسان قبل قدومه على أى عمل شرير ـ تتمثل فى صوت الضمير و الاحاسس الداخلى والخوف والقلق من ارتكاب الخطأ ، فما بالك عندما يكون الله بنفسه بجانب ضمير الانسان حذروا قايين من الخطيئة ؟!
لتوضيح تحذير الله دعنا نفكر مع بعض فى تحذير الله لقايين :
أ - " قريبة جدا " ( عند الباب خطيئة ) أى انها تلازمك فى جلوسك و قيامك فى دخولك و خروجك تسيطرعليك و على أفكارك تذهب و تجئ معك وها قد قربت منك و بدأت تتملكك . وهنا يعلن الله لقايين ان فكر القتل الذى يكنه لاخوه هابيل ( انه خطيئة ) و انه مسيطر على فكره . ( فاحذر يا قايين ولكنه لم يتحذر ) .
ب- "رابطة " اى متوحشة مفترسة لقد شببها الله بالوحش المفترس الرابض فى الحقول أو الجبال يترقب قريسته لينقض عليها فى لحظة ما دون استذان وهنا تحذير الله لقايين من الحقد و الغيرة المتوحشة حتي لا يفترس اخيه ، والوحشية هنا ليس القتل فحسب بل فى قتل أخيه أنها قتل للطفولة البرئية و الذكريات الحلوة و الايام الجميلة و العلاقات الدافئة بل هي قتل لانسانية الانسان : قتل للصدق و الوفاء و الحب و الشرف أنها قتل لأثمن ما فينا ألم يتذكر قايين وهو يفكر فى التخلص من اخية تلك الايام الجميلة التى لعبها فيها و ضحكا و تصادقا و حلما و شاركا بعضهما بأمالهما و احلامهما معاً ؟! لكن الكراهية والحسد و الغيرة تملكت قلبه فضرب بكل تلك المشاعر عرض الحائط و سقط فريسة. و استخدم الرب لفظة " رابضة " اى لكي عندما يقِدم قايين على قتل أخاه يتذكر قول الرب و تحذيرة حيث ان قايين قتل هابيل فى الحقل فقد ربض قايين لاخاه هابيل مثل الحيوان الذى يربض لفريسته ( كلم قايين هابيل اخاه.وحدث اذ كانا في الحقل ان قايين قام على هابيل اخيه وقتله )
ج) " تسود عليها " ان الله اعطي للانسان إرادة يستطيع ان يتحكم فى غزائرة و اهوائه ورغباته لقد خلقنا الله أحرار و عاقلين حتي نستطيع ان نُميز الصواب من الخطأ . وهنا قال الله لقايين " انت تسود عليها " حتي لو كان " إليك اشتياقها " وتملكت الرغبة الشريرة ولكن هناك إرادة صالحة وقوة من الله تقودك .
د) عدم التوبة بعد القتل لذلك استحق العقااااب لقد قال له الله ( اين هابيل اخوك ) كان الله يقصد ان يثير فى قايين الرغبة فى الاعتراف و الندم عالى الخطيئة و ليس السؤال عن مكان هابيل فالله لا يجهل ما حدث ثم يقول له الله " أخوك " لينبهه الى الجرم العظيم الذى ارتكبه ، فقد أراد الله أن يحرك مشاعره وضميره ويواجهه بفعلته لعله ينهار تحت وطأة الاحساس بالذنب الذى انتباه بعد القتل فقد انتظر الله توبته ولكن بلا طائل
فالله هنا : حذرة + انتظر توبته + صوت الضمير الانساني .
2- هل لم يدري قصة والديه عندما حذرهم الله قائلاً ( لانك يوم تأكل منها موتا تموت ) و الموت هنا عقوبه فكيف ينزل بالعقوبه فكيف يقوم قايين بالعقوبة بدلاً من الله ؟!