|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسكين الحكيم . مدينة صغيرة فيها أُناس قليلون فجاء عليها ملك عظيم وحاصرها .. ووجد فيها رجل مسكين حكيم فنجى هو المدينة بحكمته (جا 9: 13-15)يقرر الحكيم أنه رأى هذه الحكمة « وهي عظيمة عندي ». وهل هناك عظمة نظير أن الذي ليس لعظمته استقصاء يأتي لكي يصنع بنفسه تطهيراً لخطايانا!! هذه المدينة الصغيرة هي الكرة الأرضية التي هي فعلاً أمام الكواكب الأخرى ليست إلا شيئاً صغيراً لا يُذكر. ثم « فيها أُناس قليلون » وهنا نرى قصة أبوينا الأولين حيث لم يكن على كوكبنا إلا هما فقط. وهنا يظهر في المشهد ذلك المخرِّب الأكبر إبليس، الذي كان في البداية ملاكاً عظيماً، لذلك يقول عنه الحكيم هنا « ملك عظيم » الذي بغوايته لحواء وسقوطها جذبت رجلها وراءها وهكذا وضع ذلك العدو يده على كل العائلة البشرية. لكن شكراً لله « وُجد (في المدينة) رجل مسكين حكيم ». فهو أولاً: الرجل الحقيقي. لأن الإنسان بالسقوط قيل عنه « وأما الرجل ففارغ عديم الفهم، وكجحش الفرا يولد الإنسان » (أي11: 12). فكان لا بد من إنسان « شريف الجنس » (لو19: 12). « الإنسان الثاني الرب من السماء » (1كو15: 47). رجل رفقة الله (زك13: 7). ثانياً: مسكين. وهنا تذوب قلوبنا، فالذي له السماوات والأرض « أخلى نفسه آخذاً صورة عبد ... وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب » (في2: 6-8)، لذلك نقرأ عن صلاته (بروح النبوة) قبل تجسده إنها « صلاة لمسكين إذا أعيا وسكب شكواه قدام الله » (مز102). ثالثاً: حكيم. فهو الحكمة الأزلي متجسداً (أم8). ولقد نجى المدينة بحكمته. ذلك لأن الحكمة تضع كل شيء في مكانه الصحيح. ومَنْ غيره استطاع أن يعطي للعدل الإلهي مكانه اللائق به؟ ومَنْ غيره استطاع أن يجمع بين محبة الله وقداسته في مشهد تعدينا على الله؟ لكن ماذا كان موقف المدينة (العالم) من هذا المخلص؟ يقول: « وما أحد ذكر ذلك الرجل المسكين ». فكم من دول يُدعى عليها اسمه. ولكنها تتنكر له وتتجاهله. ولكن شكراً لله لأنه لا يترك نفسه بلا شاهد، فهناك نفوس لا تُحصى متفرقة في هذا العالم تجتمع إلى اسمه لتتعبد له، إلى أن يأتي ويُنهي هذا المشهد المُظلم. مراد أمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|