........... وفور وصولنا أمام بوابة القصر , شاهدنا فتاة فى ملابس تشبه ملابس المكرسات .
وفتحت لنا بوابة القصر وهى ترحب بنا بكل أشتياق وفرحة .
وأدخلتنا إلى داخل القصر , ثم صعدنا إلى الطابق الثانى وفتحت أحدى الحجر وطلبت من الأم الراهبة ـ التى كنت بصحبتها ـ الدخول فيها وقالت بصوت بنخفض : نراكى يا أمى فى المساء .
ثم أمسكت بيدى لنذهب إلى حجرة أخرى وطلبت منى الدخول فيها . وبنفس الصوت المنخفض قالت لى سوف أحضر فى المساء لأصطحابك للطابق الأسفل . ثم أغلقت الباب وذهبت .
بدأت أنظر للغرفة من الداخل . كل جزء فيها يدل على القدم , أدلبة الحوائط , الستائر , حتى المفروشات كلها أشياء تدل على التراث القديم .
وكانت فى وسط الحجرة ترابيزة من الخشب عليها طعام .
حقيقى لم أهتم بالطعام أو حتى بالراحة من عناء الطريق , كان كل أهتمامى هو محاولة معرفة لغز هذا القصر .
ذهبت إلى النافذة لكى أرى المكان , ولم أشاهد أكثر من مجموعة أشجار كثيفة . ولا شىء سوى أشجار كثيرة .
لم أشعر بالخوف فى هذا المكان , كنت اشعر وكأنى عزلت عن العالم كله .
حاولت ان أجد جواب لأسئلة كثيرة فى خاطرى , مّن هذه الفتاة التى أستقبلتنا ؟ وهل تعيش بمفردها فى هذا القصر ؟؟
وشىء أخر , هى بالطبع تعرف الأم الراهبة , وبالتأكيد هى تعرف أنها رئيسة دير للراهبات , لكن ما هذا الاستقبال الذى لم يستغرق إلا دقائق من بوابة القصر حتى الحجرة التى أدخلتها فيها ؟
وأسئلة كثيرة جداّ حاولت أن أجد ليه أجابة , وللأسف لم أستطع فهم أى شىء .
ومن عناء السفر والتفكير نمت على الكرسى الذى بجانب السرير .
وأستيقظت على نقر على الباب ,وعلى صوت الفتاة التى أوصلتنى إلى هذه الحجرة وهى تطلب من الأستعداد للنزول للطابق الاسفل .
قمت مسرعة من على الكرسى وفتحت الباب وأظهرت استعدادى للنزول معها .
كان نزولنا إلى الطابق الأسفل عن طريق أخر يختلف عن صعودنا .
وعندما نزلنا سيرنا فى ممر طويل أشبه بالسرداب فى نهايته حجرة كبيرة جداّ .
وعندما دخلت كانت هناك تقريباّ 20 أو 25 فتاه يجلسون على مائدة طويلة وجميعهم يلبسون نفس ملابس الفتاة التى أستقبلتنا .
فى لحظة دخولى وقفوا جميعا لتحيتى , ثم أشارت لى الفتاه التى تصحبنى على مكان لجلوسى . وجلست لأتناول طعام العشاء معهم .
لم يتكلم أحد ولم اسمع شيئاّ , لكن وبأمانة كنت بأشعر وكأننى أتعلم أشياء بلا حصر .
ودارت فى ذاكرتى أغنية أيطالية تقول كلماتها ____ الأفضل أن لا نتكلم , دع الصمت يتكلم لنا
Meglio non parlare, lasciare che il silenzio parli per noi
أكملت العشاء وبدأت الفتيات فى القاء تحية المساء والأنصراف , ولم أجد فى الحجرة معى إلا الفتاة المضيفة ذات الكلمات القليلة جداّ , وجائت بجانبى لتدعونى للذهاب لحجرتى .
وصعدنا من نفس الطريق . وامام باب حجرتى ألقت التحية وأنصرفت مسرعة .
************************************************** *******************
ونتقابل غداّ فى الجزء الأخير من هذه الرحلة !!!!!